رسالة ...من رجل مجهول

79 4 3
                                    

الساعة الان الحادية عشر والنصف مساءاً..وقد اوى الكل الى فراشه اما سلمى فقد اصابها بعض الارق وفضلت ان تبقى مستيقظه و تنزل الى الطابق السفلي لتشاهد التلفاز، لعلها تجد ما يسليها حتى يَتَفَضّل النوم عليها وياتي...تُقلّب القنوات الفضائية دون توقف كانها تقلب صفحات كتاب (مُهتَرِأ) قراته الف مرة..وهي صامتة متململة ...اخيرا توقفت عند احدى المحطات حيث يعرض برنامج عن (استكشاف المناطق النائية حول العالم) ...وماهي الا دقائق حتى غَطّت في نوم عميق..كانها على موعد مع ذاك الرجل الغريب الذي لا تعرفه..في نفس المكان...ينتظرها وقد شُدّ وثاقه بحبل سميك وكُبِّل معصميه باغلال حديدية حتى كان الاحكامٍ شديدا عليه ، داخل قفص حديدي أصلب عن المرات السابقة التي راته فيه فهو منيع وصلب ، فلا خَلاص منه ولا مفر ، يَرْقُبها في صمت ..ويُومِؤ لها بمعصميه..كانه يقصد ان تَحُلّ وثاقه.. وحول القفص يقف غربان سود يمنعوها من الاقتراب وعلى مَقْدُمَةٍ منهم يقف غراب كبير الحجم..شديد السواد، وفي عنقه مفتاح القفص...وفجاة يتحول ذلك الغراب الى هيئة امراة تعرفها..انها الدكتورة سعاد؟!!
استيقظت من نومها وهي فزعة... وقد وَجَفَ قلبها وجَفَّ ريقها واحست بيباسة في حلقها فبللته بجرعة ماء واخذت تفكر بالدكتورة سعاد...فهذا الحلم زاد من ريبتها..وزاد شعورها بان المصح له علاقة بالرجل؟! كانه يريدها ان تعود مرة اخرى
وبعد تفكير عميق قررت ان تعود للمصح وقت الظهيرة ولكن بشكل مفاجيء ..لعلها تجد شيئا اخفته عنها
اخذت جهاز الحاسب المحمول خاصتها وبدات تبحث بشكل دقيق عن اي معلومة تخص المصح وقد امضت ساعات طوال في البحث حتى شروق الشمس ، وكاد الياس ان يتملكها ولكن توصلت لمعلومات مهمة كانت اول الخيط الذي سيحل اللغز وهو انه توفيت (حالتين) داخل المصح واغلق الملفين الخاصين بالقضية على انه حادث عَرَضي وليس مدبر ولم يتورط احد فالقضية وان اسباب الوفاة في الحاله الاولى هي نوبه (هستيريا حادة) ادت الى تشنجات عصبية وجسدية قوية و توقف ضربات القلب وان سبب وفاة الحالة الثانية هو الاضراب عن الطعام مما ادى الى الاصابة بانيميا وجفاف حادين لم يتحمل جسد المريض وادى الى الوفاة.

يتبع

ليلة ديسمبر المشؤومةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن