إيلا
بعدما صعدت إلى غرفتي ،سمعت صراخ أبي في الخارج،يبدو حقا غاضبا كان كريس وليث يتحديان بعضهما بالأعين فقط،اه للشبان.
لست أدري حتى لما جيمس وليث هنا،لما عادا ؟
لدي إحساس غريب،سأسأل كريس الليلة.
رأيت أبي يدخل المنزل وليث يغادر نحو الكوخ،نظر إلي كريس وابتسم،بعثت له قبلة خيالية في الهواء وأغلقت النافذة،
الوقت مازال مبكرا وليس لدي شيئ افعله ،اخذت كتابا من على الرف وجلست على أريكتي القديمة لاقرأه.استيقظت على رائحة الشواء والضجيج في الخارج،نظرت نحو النافذة،بدأ الظلام يحل ،هل نمت كل هذا الوقت، وقفت بصعوبة،النوم على الأريكة ليس مريحا بتاتا مهما كانت الوضعية،تمددت وتثائبت،
توجهت نحو الحمام وبللت وجهي لاستيقظ كليا،نزلت تحت ولم أجد والداي،لابد أن الجميع في الخارج،يستمتعون من دوني طبعا،
خرجت إلى الباحة لأجد والداي وجيمس وليث وهنري وليز ،كريس ليس هنا ،
سلمت على الجميع متفادية ليث،لاأريد أن اقترب منه،سيعلم كريس وستندلع حرب عالمية ثالثة.
إيلا: امم ليز هل رأيت كريس؟
ليز: لابد أنه في كوخه أو في المنزل ،كان لديه صداع حاد ،لذلك لم يأتي
إيلا: صداع!! هل هو بخير؟
ليز: أه نعم لاتقلقي،الأمر اصبح عاديا بالنسبة له،ولايريد تناول أدوية او زيارة الطبيب ،حاولي إقناعه أعلم أنه سيستمع لك .
ابتسمت وأومأت برأسي،
صداع! وماذا تقصد بقولها أنه اصبح عاديا؟ هل هو مريض؟ اوه كريس! يجب أن أراه!
اخذت معطفا وتسللت نحو الغابة ،سأتفقد الكوخ أولا، كان الظلام بدأ يحل لكن الرؤية ممكنة حتى بالنسبة لبشرية،مشيت مسافة ثم بدأت أحس بشئ يتبعني! زدت سرعة خطواتي دون أن أظهر خوفي الذي بدأ يكبر شيئا فشيئا،لايجب أن ألتفت،
لمحت غير بعيد عني كوخ كريس،تنفست قليلا لكن زمجرة ورائي أوقفت كل تحركاتي،رغم تعودي على العيش معهم إلا أنني أجفل في كل مرة أسمع هذا الصوت،
التفتت ببطئ لأرى ذئبا بنيا ببقع رمادية يقف أمامي،حجمه مثل كريس ،لابد أنه آلفا،اللعنة أين أنت كريس في هذه المواقف!
فجأة سمعت زمجرة أخرى ورائي،التفتت بسرعة لأجد ذئبي الأسود يقف بشموخ وينظر للذئب أمامي ،في حركة سريعة ركضت نحوه واختبئت ورائه متشبتتة بفرائه،
لا يبدو أنه غاضب من هذا الدخيل،هل يعرفه؟كريس
كنت أقوم بجولتي الإعتيادية في منطقتي،أصبحنا نكثف الحراسة ونتناوب عليها،المكان ليس آمنا ورائحة الموت تقترب ،سنتحرك الليلة ،
فجأة دغدغتني رائحة لطيفة أعرفها جيدا،ابتسمت لاإراديا،حبيبتي هنا، سمعت دقات قلبها الغير منتظمة،إما أنها تركض أو أنها خائفة ،في كلتا الحالتين هي ليست بمأمن،ركضت في اتجاهها ،ذلك الغبي هنا أيضا،
وصلت عندها ،كان ينظر إليها وكأنها فريسته الأخيرة، سافل!
زمجرت واطلقت هالتي كليا ،التفتت إيلي إلي ،وركضت نحوي لتختبئ ورائي، احسست بالفخر،فأنا أبعث عليها بالأمان،
لابد أنها تظن الغبي ذئبا خطيرا، لكنني متأكد أنه كان يلاحقها لأن كلاوس طلب منا حراستها،
هي لاتعلم ذلك أصلا وهذا جيد،
زمجرت لأعلمه أنها بمأمن معي وأنه يستطيع الإنصراف،أومأ برأسه واختفى بين الأشجار، التفتت لقطتي ،ورؤية وجهها الملائكي يثير في نفسي احساسا بالنشوة ،أريد ضمها وطمأنتها ،
انخفضت وبحركة تلقائية صعدت فوق ظهري،مشيت نحو الكوخ وانزلتها ،تحولت ودخلنا ،توجهت هي نحو المطبخ بينما اخذت سروالا رياضيا وارتديته،
مازال الصداع لم يزل،لكنني أجيد إخفائه،
لاأدري كيف سأوقفه ، لكنني أعلم أنه بسبب توأم روحي، أصبح البقاء بعيدا عنها طويلا يقتلني شيئا فشيئا،
توجهت نحو المطبخ أين كانت إيلي قد حضرت كوبين من العصير،
كريس: مممم شكرا حبيبتي
إيلي: لامشكل كريس، من هو ذلك الذئب؟ هل تعرفه؟
كريس: إنه ليث ،هل آذاك؟
إيلي: لا، لكنني أظنه كان يتبعني
كريس: اعلم ،سأحرس على ألا يعيدها ثانية
إيلي: لا أدري لما ،لكنني لا أطيق وجوده قربي
كريس: أتفق معك ،لم كنت في الغابة؟
إيلي: لما لم تأتي لحفل الشواء؟ الجميع كان حاضرا
كريس: أجيبي على سؤالي أولا
إيلي: لقد أجبتك أيها الغبي،كنت ابحث عنك ،وآه تذكرت شيئا ماقصة الصداع؟ هل أنت بخير؟
تبا! كيف عرفت؟ لابد أنها أمي
كريس: بسب نقص النوم،لاشيئ سيئ،احتاج فقط للراحة
إيلا: حسنا لكنك ستخبرني إذا كان هناك خطب ما؟