كنت صغيرة يا أمي

رنة الماضي

رغم مرور اكثر من 8 سنوات على ابتعادي عنك يا امي الا انني ما زلت اكتب لك رسائل لتطمئني بها على حالي رغم معرفتي انها لن تصل
ترى كيف انتي الان ؟
كيف ابي واخي ..من المؤكد انه اصبح شاب وسيماً الآن..كم اشتقت لكم
حسام ومياده الان في المدرسه .مياده مجتهدة اكثر من حسام ..لكن اولادي كبروا يا امي .كبروا واصبحوا يسالونني اين والدي ؟
لا اعلم ماذا اجيبهم فالدمعه تسقط رغماً عني عندما يسالونني عنه ، لم انسى كيف حرمني من تعليمي بسبب محمد ولم يتفهم انني كنت في مرحله المراهقة لا اكثر ، لم انسى كيف كان ينهال عليي ضرباً..لكن لا بأس فالحرب الذي لا تقتلك تنضجك يا امي..نسيت ان اخبرك انني تخرجت من الجامعه واصبحت دكتوره كما كنت اتمنى واما محل الحلويات فلقد وظفت به موظف اميناً
************
وفجاه يطرق باب مكتب
-دكتوره غرفه العمليات بحاجه اليك
-حسنا سأتي حالاً
***********
في غرفه العمليات
-دكتوره ساره قد وصلت
-ماذا هناك
-المريض يضيع من بين ايدينا ينقصه الكثير من وحدات الدم كما اننا لم نستطيع إزالة الورم حتى الان
-ماذا تنتظرون بسرعه أخرجوا واطلبو متبرعين
بالدم
*وبعد مرور وقت وتعب كبير
-اووه الحمدالله نجحت العمليه
-نجححححت العمليه
-شكرا دكتوره
-انتي اروع دكتوره حقا
-هذا واجبي وشكرا لكم لمساعدتي سأخرج لاخبر اهله بنفسي ان العمليه قد نجحت
*******
*عند خروجي لاقابل اهل المريض كانت الصدمه الكبرى لم تصدقي يا امي من رايت ..لم اعد اتفوه بكلمه واحده لم يستطيع لساني ان يتفوه بشيء
انهم اهل محمد يا امي ..رغم ان امه اصبحت عجوز كبيره بالسن وعلى كرسي متحرك رغم ان تجاعيد وجه والده اخفت ملامحه رغم ان اخته أصبحت شابه جميله جدا الا انني عرفتهم فور رؤيتهم وهم كانوا ينظرون اليي باستغراب وكانهم يشبهون عليي ...رجعت الى غرفه العمليات بسرعه وكشفت عن وجه المريض انه محمد يا امي ..نعم محمد..محمد الذي كبرتوا عليه هم الحب والخيانه والغدر محمد الذي كان لي اقرب من الوتين محمد يا امي مصاب بالسرطان وانا الذي ازلت الورم ..لا اصدق ما يجري وامتلات عيوني دموعا ملأت وجهه
لم يفهم احد ماذا افعل ولماذا أبكي
لا احد يعلم بحجم الوجع بقلبي
خرجت ثانيه الى اهله
اجتمعوا كلهم حولي
-أرجوكي لا تقولي أن محمد قد مات
-أرجوكي اخبرينا ماذا يحصل بالداخل
-مرت ساعات كثيره في اجراء هذه العمليه ارجوكي اخبرينا ماذا يحصل
-اطمئنوا نجحت العمليه ومحمد متعب الان الا انه سيتحسن اوعدكم بذلك سأشرف عليه بنفسي كل لحظه
*وانهالوا بالزغاريد والفرح واكملت مسيري الى مكتبي وبقيت ابكي حتى جف دمعي

...