فصل الاول

2.5K 55 9
                                    

تقديم الشخصيات
نهال: سمراء، عيونها بنية،شعرها أسود و طويل،طولها 1.65 متر ، لا نحيفة و لا بدينة،عمرها 23 سنة.
أحمد: أسمر، عيونه بنية، طوله 1.85 متر،عمره 25 سنة.
ريان: أسمر،عيونه خضراء، أطول من أحمد بقليل،عمره 27 سنة.
نجوى ( أخت نهال): سمراء، شعرها قصير، عيونها عسلية، طويلة و نحيفة،عمرها 19 سنة.
نجلاء: شقراء، شعرها أشقر طويل و عيونها خضراء، نحيفة و متوسطة الطول.
زهرة( أم نهال): سمراء و جميلة قارب عمرها ال 45 سنة.
وداد( أم أحمد): من النوع من النساء اللواتي يتألقن دائما،جميلة و في عقد الأربعين.
هيثم( والد أحمد): رجل أعمال، في عقد الخمسين،أسمر و شعره رمادي من لون الشيب.
بداية الرواية من طرف نهال.

ما زلت أذكر اللحظة التي هجرني فيها و كل كلامه كلمة بكلمة، أتذكر ملامحه كيف تغيرت فجأة و أتذكر حتى نبرة صوته كيف تعالت علي لأول مرة و ما أذكره أكثر هو بروده و قسوته وقتها،لم أفهم تصرفه و لم يعطني أي مبرر لتركه إياي وحيدة بل كسر قلبي بكل بساطة و رحل فقط لأنني أحببته و أخلصت له طوال حياتي.
إسترجاع أحداث.
كنت أجلس في المنتزه مع أحمد في مكاننا المفضل كالعادة و على نفس الكرسي الخشبي الذي شهد قصة حبنا منذ الطفولة و قرب الشجرة الكبيرة التي أخفت أسرار قصتنا لسنين.
أحمد: نهال، يجب ان أكلمك في موضوع جدي.
جاوبته و أنا ألبس معطفي لأنني شعرت بالبرد: ما الأمر يا حمودي؟
أحمد: ٱنظري إلي أولا و ركزي في كلامي.
أنا: واو لا بد أنه أمر مهم جدا،أرى ذلك في نظراتك.
أحمد: أجل،أولا أنا آسف جدا.
أنا: على ماذا تتأسف يا عزيزي؟
أحمد: على ما سأقوله الآن.
قلت مازحة لتخفيف التوتر: هل قررت أن تهجرني؟
رد علي: نعم.
لكمته في كتفه قائلة: توقف عن هذا المزاح أيها السخيف.
أحمد: لست أمزح يا نهال،يجب أن ننهي علاقتنا.
أنا: ماذا؟هل جننت؟
أحمد: صدقيني هذا أفضل لي و لك.
أنا: ما الذي تقوله؟ أخبرني أنك تمازحني.
قال بقسوة: للمرة الأخيرة هذه ليست مزحة،يجب علينا أن نترك بعض.
قلت مصدومة: لكني لا أفهم، لماذا تريدنا أن نبتعد عن بعض؟ ما الذي فعلته لك؟هل أزعجتك؟ هل ضايقتك بفعل ما؟
رد مقاطعا إياي: لا لا، أنت لم تفعلي شيئا و رجاء لا تصعبي الأمر علي.
نزلت الدموع من عيني لتعبر عن قلبي الذي كسر لتوه و قلت: لا أصدق ما تسمعه أذناي،هل تحب فتاة غيري؟
قال بنبرة حادة: هذا ليس من شأنك.
أنا: ماذا؟ ليس من شأني! ما الذي جرى لعقلك؟
أحمد: كفي عن البكاء فأنا لا أستحق دموعك.
قمت من مكاني و مسحت دموعي ثم أجبته غاضبة: هذا صحيح، أنت لا تستحق دموعي.... أنت شخص مجنون... أنت حقير جدا كيف تتخلى عني بعد أن أحببتك لمدة خمس سنوات بعد أن أخلصت لك و كنت سندك الوحيد في هذه الحياة؟ و من دون أي مبرر...اللعنة عليك.
أمسك يدي قائلا: إهدئي و كفاك صراخا.
أبعد يدي عنه قائلة: إياك أن تلمسني مجددا.....
أردت أن أوبخه أكثر لكنني ضعفت و نزلت دموعي مجددا.
أنا: لا يمكنك تركي يا أحمد،أنا أحبك كثيرا من المستحيل أن أتحمل فراقك.
أحمد: لكني لا أحبك بعد الآن، لقد إنتهت علاقتنا و لا أريد التكلم في الموضوع أكثر.
العودة للوقت الحاضر.
بعد غياب دام لشهور عدت لمدينتي أخيرا،غادرت لأنني لم أتحمل فراقه و لا رؤيته في جميع أنحائها.. لقد كان الأمر صعب جدا علي و أثرت الصدمة بشكل غير معقول على نفسيتي حتى أنني أصبحت أتعالج عند دكتور نفسي لكني بخير الآن و لم أعد ضعيفة كالسابق و ها أنا أقف عند باب منزلنا مجددا، دقيت على الباب و ما هي إلا لحظات حتى فتحت لي أمي ما إن رأيتها رميت الحقائب من يدي و قفزت عليها لأحضنها.
أمي: اوه يا إلهي! حبيبتي نهال.
أنا: أمي، لقد إشتقت لك كثيرا.
ضمتني إلى حضنها قائلة: إشتقت لك أيضا.
قبلتها ثم أضفت: اوف كم إشتقت إلى حضنك!
ردت و دموع في عينيها: أنا سعيدة بعودتك.
..........: ما الذي يجري يا أمي؟
إنه صوت أختي نجوى... رأتني فركضت نحوي لتحضنني.
نجوى: أختي، لقد إشتقت إليك.
أنا: إشتقت إليك أيضا يا عزيزتي.
نجوى: أنظري إليك، تبدين أنحف و أجمل عن آخر مرة رأيتك فيها.
جاوبتها ضاحكة: أنت تقدمين لي إطراءات! يا للعجب.
نجوى: هههه لن يحدث هذا مجددا في حياتك.
أمي: عدتما لجنونكما مجددا، لما لم تخبرينا أنك آتية يا نهال؟ كنت سننتظرك في المطار.
أنا: أردتها أن تكون مفاجأة.
أمي: لقد كانت مفاجأة رائعة جدا.
نجوى: أجل، هل هذه كلها حقائبك أمام الباب؟
أنا: نعم.
نجوى: إنها كثيرة جدا،هل أحضرت معك كل غرض كان موجود في إسبانيا؟
أمي: كفي عن إزعاج أختك يا نجوى و ساعديها في حمل حقائبها.
نجوى: حسنا.
ساعدتني و توجهت معي لغرفتي....
أنا: لقد إشتقت لهذه الغرفة كثيرا، أتمنى أنك لم تتجرأي على لمسي أغراضي في غيابي.
ردت نجوى ضاحكة: طبعا لا.
أنا: هذا جيد.
نجوى: أنا سعيدة جدا بعودتك يا أختي المجنونة.
أنا: شكرا لك يا أختي المختلة عقليا.
نجوى: هاي، لست مختلة عقليا.
أنا: هذا واضح عليك، أخبريني هل من جديد هنا؟
نجوى: ليس تماما.
أنا: هل أنت متأكدة؟ لم يحدث شيئا في غيابي؟
نجوى: ممم....لا.
أنا: أعرف من ملامحك أنك تخفين شيئا عني.
نجوى: كلا.
أنا: بلى، هيا أخبريني.
سكتت و بدت علامات القلق على وجهها.
أنا: فهمت، لا بد أن الأمر يتعلق بأحمد.
ردت مرتبكة: أجل.
أنا: ما الذي حصل معه؟ هل هو بخير؟
نجوى: نعم، إنه بخير..... هيا إلى المطبخ لنرى ماذا حضرت لنا أمي للفطور.
مسكتها من يدها و قلت: لا تغيري الموضوع، أخبريني هيا.
نجوى: أ....لقد...لقد......
أنا: رجاء أخبريني.
نجوى: لقد تزوج.
كانت هذه الكلمة بمثابة السكين الذي إخترق قلبي.... عادت كل ألامي و أوجاعي من جديد لكني تظاهرت بالقوة أمام أختي.
أنا: اوه.... هذا جيد.
نجوى: هل أنت بخير؟
فجأة سمعت صوت أمي التي كانت واقفة أمام الباب: يا فتيات إن الفطور جاهز.
قلت مبتسمة: جهز في وقته،فأنا جائعة جدا.
أمي: ستسترجعين كل كيلوغرام ضاع منك.
ضحكت أنا و نجوى لكني بداخلي كنت أحترق.
نجوى: هيا بنا.
أنا: إسبقاني،سأذهب للحمام أولا.
أمي و نجوى: حسنا.
أغلقت الباب على نفسي في الحمام و بدأت أبكي مستغربة كيف فعل بي هذا؟ وهمني هذه السنين كلها بحبه ليتركني في النهاية بدون سبب و يتزوج بفتاة غيري و بهذه السرعة،هل هذا يعني أنه لم يحبني يوما؟ لكن هذا مستحيل،أم أنه خانني؟ أشعر بالغضب فعلا أكثر مما أشعر بالحزن،أشعر بالرغبة في قتله و حرق قلبه،لقد تلاعب بي.
مرحبا بكل من قرأ هذا الفصل،رجاء لا تبخلوا علي بتصويت و كومنت اريد رأيكم جميعا فلا تقصروا و شكرا مسبقا.

و يجمعنا القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن