فصل السادس

591 27 5
                                    

الرواية من طرف نهال.
رحت أقود سيارتي عائدة إلى المنزل و الدموع تملئ عيني و قلبي يتقطع إلى أجزاء من الوجع و فجأة لمحت سيارة تشير لي بالتوقف...نظرت جيدا و اذ به ريان يلحقني 😱 يا إلهي...هل رأى ما حدث بيني و بين أحمد قبل قليل،أنا في ورطة كبيرة.. مسحت دموعي ثم نزلت من السيارة محاولة أن أداري حزني و أنا أقترب منه قلقة.
أنا: ما الأمر؟  لما تلحقني.
نظر إلي بإستغراب مما وترني أكثر ثم قال:
أنا من عليه أن يسأل ما الأمر؟
أنا: ماذا تقصد؟
ريان: تعرفين جيدا ماذا أقصد.
جاوبته مرتبكة: ليس الأمر كما تظنه، صدقني.
ريان: عن ماذا تتحدثين؟  رأيتك تغادرين منزلنا باكية.... لماذا؟  هل أساء أحدهم إليك؟
ارتحت كثيرا لاني تأكدت أنه لم يرى ما دار بيني و بين أحمد.
أنا: لا يا كريم،لم يسئ أي شخص لي.
ريان: إذا لماذا تبكين؟
أنا: لم أكن أبكي بل....
قاطعني قائلا: رجاء لا داعي لإخفاء دموعك عني،أريد أن أعرف ما الذي حدث معك.
أنا: لقد...لقد...لقد تذكرت أبي رحمه الله لا أكثر.
كان من الواضح أنه لم يصدق حرفا مما قلته.
ريان : رحمه الله، اسمعي يا نهال أنت فتاة رائعة و قوية و مختلفة عن غيرك أيضا لهذا فإن الحزن لا يليق بعينيك الجميلتين....ابتسمي و ودعي دموعك هذه و لا تنسي أن الحياة قصيرة جدا لذا لا تضيعيها في التحسر على الماضي.
جعلتني كلماته أشعر بالإرتياح نوعا ما لذا جاوبته مبتسمة: شكرا  لك، أظنك محق في كل ما قلته فالحياة قصيرة و لا داعي لتضييعها.
ريان: أجل.😉.
أنا: لقد تأخر الوقت و لا بد أن أعود للبيت، أراك في يوم آخر.
ريان: حسنا،اعتن بنفسك جيدا.
أنا: وداعا.
الرواية من طرف أحمد.
لم أصدق ما حصل للتو، لا أستطيع وصف شعوري بعد أن قابلت نهال مجددا.... لقد إفتقدتها كثيرا و كم أتمنى أن يعود الزمن إلى الوراء حتى تغمرني بحبها مجددا لكن تأخر الوقت و أخشى اني فقدتها....جلست على الأرض من دون وعي و راحت الدموع تنهمر من عيوني تعبر عن جرح قلبي....
.........:لقد رأيت و سمعت كل شيء.
اللعنة إنها نجلاء... آخر شخص أريد رؤيته حاليا.
تقدمت نحوي أكثر و قالت: يا لك من شخص ضعيف! هل كنت توشك على إخبارها بالحقيقة؟
قمت من مكاني لأواجهها غاضبا :
اغربي عن وجهي.
نجلاء: لقد إكتفيت من معاملتك السيئة لي،أنت تتصرف كالطفلة البكاءة مع نهال و تلعب دور الرجل المتوحش معي.
كلماتها جعلتني أفقد أعصابي لذا مسكتها من ذراعها بعنف و جاوبتها بنبرة حادة:
إياك أن تكلميني بهذه الطريقة مجددا، فهمت!
نجلاء: اترك يدي حالا، يبدو أنك نسيت كيف كان سيكون مصير أهلك لولاي أنا.
أنا: أ تعرفين؟ لم يعد يهمني أي شيء... افعلي ما تريدينه أما أنا سأسترجع حب نهال بدل من تضييع وقتي مع تافهة مثلك.
نجلاء: ما هذا الذي تقوله؟ هل جننت؟  أنا زوجتك و لن أسمح لك بفعل ذلك.
أنا: أنت لا شيء بالنسبة لي.
راحت الدموع تنزل من عينيها كعادتها...دموع التماسيح 😏.
نجلاء: لما تصر على إبعادي عن حياتك بهذه الطريقة؟  بعد كل ما فعلته لأجل حبك تقول أني لا شيء بالنسبة لك؟ أحبك....أحبك كثيرا.... أ لا تفهم؟
جاوبتها مستهزئا: حقا؟ تحبينني؟  إن أحببتني فعلا ما كنت لتجعليني أمر بهذا العذاب كله.
نجلاء: لم يكن بيدي حل آخر، كنت أموت كلما أراك أنت و نهال مع بعض.
أنا: إذا استعدي للموت فعلا، لأنني قررت إستعادة نهال من جديد.
ثم غادرت تاركا إياها خلفي و أنا متأكد أنها تستشيط غضبا،أكرهها...أكرهها كثيرا...
الرواية من طرف نجلاء.
أحمد: إذا استعدي للموت فعلا، لأنني قررت إستعادة نهال من جديد.
كلماته كانت بمثابة الرصاص على قلبي....قال بكل قسوة أنه سيسترجع نهال و يتركني! أحمق...لن أسمح بحدوث هذا أبدا، لقد فعلت الكثير كي أحقق حلمي و أتزوجه و بعد أن حصل ذلك لن أستسلم... لن تكون هناك أي علاقة بين نهال و أحمد ما دمت على قيد الحياة...يا ريتها لم تعد أبدا.... علي أن أتصرف ما دامت الأمور كلها تحت سيطرتي.....*صوت أحدهم يمشي*
التفت ورائي و اذ به ريان عائد إلى المنزل، رآني فابتسم لي قائلا:
أهلا بزوجة أخي.
أنا: مرحبا يا ريان،من الجيد أنك أتيت.
ريان: هل أنت بحاجة لي؟
أنا: كنت أود مكالمتك بشأن موضوع يخصك.
ريان: أي موضوع؟
أضفت و أنا أشير إلى مقعد الحديقة أمامي:
لنجلس أولا.
ريان: حسنا.
قعدنا جنبا لجنب.
أنا: شكرا لأنك أحضرت نهال اليوم.
ريان: العفو،لكن بصراحة استغربت من تصرفك قليلا... لقد كانت صديقتك، لما هذه المعاملة بينكما.
أنا: لم نعد أصدقاء للأسف 😞.
ريان: و لما لا؟
أنا: لقد أخطأت كثيرا بحقها و لا أظنها تود مسامحتي.
ريان: اها! و ما الذي فعلته لها؟
أنا: لا أود التحدث في الأمر،لقد أخطأت بغير قصد و أتمنى أن تسامحني.
ريان: هل جربت أن تعتذري لها؟
أنا: لا،  أخشى ردة فعلها.
ريان: اسمعي أنا أعرف نهال من أيام الطفولة.. صحيح أني رحلت عن البلد لمدة سنين و يمكن أنها تغيرت لكني متأكد أنها ما زالت تملك ذلك القلب الطيب و ستسامحك.
أنا: أعرف، سأجرب الإعتذار لها.
ريان: نعم،افعلي ذلك.
و الآن علي أن ادخل في الموضوع و الذي أوقفت ريان لأجله.
أنا: شكرا لك، أرى أنك لم تنسى نهال أبدا و أنك معجب بطيبتها.
رد بخجل: أجل.
أنا: لا داعي للخجل يا ريان، أنا مثل أختك تماما و يمكنك أن تخبرني ما تشاء.
ريان: لا أفهم ماذا تقصدين.
أنا: إعجابك بنهال واضح جدا.
ريان: ماذا؟ لا، لقد أسأت الفهم.
أنا: حقا؟  كنت أود مساعدتك لا أكثر.
ريان: حسنا من الممكن أني معجب بها قليلا.
أنا: قليلا فحسب! 
ريان: لقد كشفت أمري،أنا معجب بها جدا.
أنا: كم هذا لطيف! و لماذا لم تخبرها؟
ريان: لست متأكد أنها تبادلني نفس الشعور.
أنا: و من قال ذلك؟ أعرف نهال جيدا و أستطيع أن أؤكد لك أنك من النوع الذي تحبه.
ريان: حقا؟
أنا: أجل، عليك أن تفوز بقلبها.
ريان: و كيف أفعل ذلك؟
أنا: لا تقلق، سأساعدك لأني أعرف نهال جدا و أدرك المفتاح إلى قلبها.
ريان: أنت رائعة حقا يا زوجة أخي شكرا لك.
أنا: لا داعي لشكري، تسرني مساعدتك...
إلى الفصل القادم 😉 لا تنسوا أن تعطوني رايكم بالقصة لانه يهمني فعلا.

و يجمعنا القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن