فصل الخامس

677 34 4
                                    

الرواية من طرف نهال.
اليوم الموالي.
أنا أجهز نفسي حاليا للذهاب لزيارة ريان في منزلهم، لبست الفستان الذي أهدتني نجوى إياه و بدوت هكذا

غادرت البيت بعد أن ودعت أمي و أختي و ركبت سيارتي لأتوجه لمنزل ريان،قلبي يخفق بشدة و انا متوترة جدا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

غادرت البيت بعد أن ودعت أمي و أختي و ركبت سيارتي لأتوجه لمنزل ريان،قلبي يخفق بشدة و انا متوترة جدا...أخشى مقابلة أحمد كثيرا و لا أعرف كيف سأتصرف لدى رؤية نجلاء.... بعد سير بالسيارة لمدة دقائق وصلت أخيرا...بدأت أرتجف،يا إلهي يجب أن أهدأ قليلا....دقيت جرس الباب و بعدها فتح اي ريان.
ريان: مرحبا، كنت في إنتظارك.
أنا: أهلا،هل تأخرت؟
ريان: لا،بل أنا الذي بقى يدور و يلف حول الباب في إنتظارك.
ثم أضاف و هو يشير بيده: تفضلي.
دخلت ليهمس في أذني: تبدين رائعة الجمال اليوم.
جاوبته بصوت خجول: شكرا لك.
..........: نهال، هل هذه أنت؟
أنا: مرحبا خالة وداد.
وداد: أهلا عزيزتي.
ثم إقتربت نحوي و حضنتني: لقد إشتقت إليك.
أنا: إشتقت إليك أيضا.
شدتني من أذني مازحة: لهذا السبب لم تسألي عني لهذه الفترة الطويلة.
أنا: أنا آسفة.
ريان: سامحيها يا أمي.
وداد: لا تتدخل أنت،نهال مثل إبنتي بالذات، صحيح؟
أنا: هذا صحيح ☺.
وداد: تفضلي معنا إلى غرفة الجلوس.
أنا: حسنا.
تبعتها و أنا أرمي نظراتي في مختلف الأنحاء حتى أتأكد من عدم وجود أحمد و حين لم آراه إرتحت، دخلنا غرفة الجلوس و أخذت مكاني على الأريكة.
وداد: ماذا تشربين؟ شاي أم قهوة أم عصير؟ ٱطلبي ما تشائين.
أنا: لا داعي لذلك.
وداد: معقول! تدخلين إلى بيتي و لا تشربين شيئا؟
أنا: حسنا،سأطلب فنجان قهوة.
نظرت إلى الخادمة ثم قالت: سمعتها، هاتي بفنجان قهوة لها و واحد لي....ماذا عنك يا ريان؟
ريان: سأشرب القهوة أنا أيضا.
الخادمة: حسنا، سآتي بها في الحال.
وداد: إذا أخبريني، كيف حالك و كيف حال أهلك؟
أنا: كلنا بخير، شكرا على السؤال....ماذا عنكم؟.
وداد: تمام، أنا سعيدة جدا بزيارتك.
أنا: كذلك أنا، ٱعذريني على الأيام السابقة.
وداد: لا بأس، سألت أمك عنك و أخبرتني أنك كنت منهكة من الدراسة فقررت السفر حتى ترتاحي.
أنا: هذا صحيح.
بعد أن سلمتنا الخادمة القهوة،رحنا ندردش و نشرب مع بعض و فجأة دخلت نجلاء إلى الغرفة حين رأتني توقفت في مكانها بادية علامات الصدمة عليها أما أنا ما إن رأيتها حتى تذكرت ما فعلت بي و وجعني قلبي.
وداد: ماذا تفعلين عندك يا نجلاء؟.....يا نجلاء.... نجلاء أنا أكلمك، هل أصابك الطرش.
نجلاء: آه....آسفة،شردت قليلا.
ريان: ٱنظري من هنا، إنها نهال.
نجلاء: أ..أه...أهلا نهال.
وداد: لما أنت مرتبكة هكذا يا نجلاء؟
نجلاء: لا شيء.
إستجمعت قواي و بكل برود قلت:
ما الأمر يا نجلاء عزيزتي؟ أ لست سعيدة برؤيتي؟
ردت علي بإبتسامة مزيفة و نظرات التعجب في أعينها من كلامي،ربما تصورت أنني سأنقض عليها أول ما أراها.
نجلاء: أنا سعيدة و متفاجئة.
أنا: لما التفاجئ؟ هل توقعت أنني سأغيب للأبد؟!
نجلاء: طبعا لا.
أنا: لكن أنا تفاجئت جدا حين عرفت أنك و أحمد تزوجتما.
نجلاء: ها! آ...ن...نعم.
أنا: ذلك آخر شيء توقعته.
وداد: كذلك أنا.
أنا: صدقيني يا خالة وداد،لقد صاحبت أحمد و نجلاء لمدة سنين لكني لم أشعر يوما أن هناك شيء بينهما.
ردت علي وداد بسخرية: و مع ذلك تزوجها!
ريان: أحبا بعضهما بالسر.
أنا: هل هذا صحيح؟
نجلاء: عذرا،يجب أن أجري مكالمة مهمة.
أنا: أما أنا علي الذهاب.
وداد: بهذه السرعة؟
أنا: أجل، أزورك في وقت لاحق.
وداد: حسنا يا بنيتي.
ريان: هل أوصلك إلى بيتك.
أنا: لا داعي،لقد جئت في سيارتي.
وداد: دعينا نرافقك إلى الباب على الأقل.
أنا: حسنا.
ودعتهم جميعا و غادرت لأخرج من الباب الأمامي لحديقتهم لأصطدم فجأة ب....بأحمد....لقد توقف قلبي و أنا أنظر إليه و ضاق نفسي، أشعر و كأنه سيغمى علي.
أحمد: نهال!
تجاهلته و أكملت طريقي لكنه نادى علي مجددا: نهال،نهال توقفي.
لم أعره إهتمام و واصلت طريقي لكنه لحقني و شدني من يدي لأستدير نحوه غاضبة.
أنا: ماذا تريد مني؟ ٱترك يدي.
أحمد: آسف،لمستك حتى تتوقفي.
أنا: أتوقف لأبارك لك على زواجك من نجلاء أم لأحضنك إشتياقا لك؟
أحمد: أنا أعتذر منك لم أكن أريد جرحك بهذه الطريقة.
أنا: إعفيني من هذا الهراء.
تحركت لأبتعد لكنه صد طريقي قائلا :
لقد إنتظرت مدة طويلة كي أراك،لذا أرجوك توقفي و اسمعي ما أريد قوله.
أنا: سمعت كذبك لسنين و هذا يكفيني لا أريد المزيد.
قاطعني قائلا: أنا لم أكذب عليك أبدا إلا في اليوم الذي تركتك فيه.
جاوبته بسخرية: حقا؟ إذا كنت صادقا في حبك لي لدرجة أنك تزوجت صديقتي المقربة.
أحمد: أعرف كم يبدو الأمر سيئا لكن يا ريتك تدركين حقيقته.
أنا: عن أي حقيقة تتكلم؟
أحمد: هناك ما لا أستطيع إخبارك به لكن أريدك أن تعلمي أنني أحببتك حقا و لم أخنك يوما.
أنا: صحيح، أنت فقط إرتبطت بصديقتي.
ثم أضفت غاضبة: ٱغرب عن وجهي لأني لا أريد مكالمتك مجددا و لا رؤيتك.
أحمد: أعرف ذلك و لا ألومك لكني يا نهال.......
توقف عن الكلام و صار يبكي أنا مستغربة جدا لأنني في حياتي كلها لم أرى دموعه، وجعني قلبي على منظره لكنني لن ألين و قررت التصرف بقسوة.
أنا: لهذه الدرجة تطورت في الكذب و الخداع؟
أحمد: أعرف أنه يصعب عليك تصديقي لكني آسف جدا،أكره نفسي كثيرا كلما تذكرت بأنني جرحتك و كسرت قلبك.
أنا: بعد كل ما فعلته بي تأتي الآن لتعتذر بكل بساطة؟
أحمد: أنا لا أطلب منك أن تسامحيني لأن هذا مستحيل و أنا لا أستحق ذلك لكن أرجوك صدقيني على الأقل حين أخبرك أن حبي لك حقيقي و أني لم أخدعك و.....
شهق من بكاءه ثم أضاف: زواجي من نجلاء لا يعني شيئا.
أنا: ما الذي تقصده ب لا يعني شيئا؟
أحمد: قلبي و فكري و روحي كانوا دائما معك أنت.....
حين قال هذه الكلمات سارت دقات قلبي تتسارع خاصة أننا ننظر في أعين بعضنا مباشرة.
أحمد: صدقيني لم أخنك حتى بعيوني.
أنا: لقد تزوجت بفتاة أخرى و تقول أنك لم تخني؟ أي منطق هذا؟
أحمد: ريتني أستطيع شرح الأمر لك.
أنا: لا أظن أن هناك مبرر لما فعلته غير أنك شخص خائن و مخادع.
أحمد: قولي عني ما شئت و إن أردت أن تقتليني حتى فلن أعارض....إشفي غليلك.
أنا: لم يعد أمرك يهمني،لذا لا تتخيل كثيرا بأني ما زلت مقهورة من........
قاطعني قائلا: قولي أي شيء تريديه و لوميني،عاتبيني كل ما يهمني أن ترتاحي بعد .ذلك.
أنا: حتى حروف كلماتي أغلى من أن أضيعها عليك.
أحمد: يا نهال،أعترف أنني أخطأت كثيرا بحقك و أن ما فعلته لا يغتفر لكن لدي أسبابي.
أنا: أموت و أعرف أي سبب هذه؟
أحمد: أنت من كنت تقولين دائما أنه مهما طال الزمن سيأتي اليوم الذي ينتصر فيه الحق على الباطل و يداوي فيه الحب كل أثر بشع خلفه الكره،سأظل في إنتظار هذا اليوم مهما حدث.
أنا: لا أفهم ما الذي تتحدث عنه! أي حق و أي باطل؟ لا بد أنها لعبة جديدة تريد أن تضحك علي بها......لقد سمعت ما يكفيني، وداعا.
رحلت غاضبة و ركضت إلى سيارتي تاركة إياه واقف على حافة الطريق يشاهدني أرحل....ما إن إبتعدت عنه حتى أجهشت بالبكاء و أنا أتذكر كل ما قاله، رؤيته نادما و بكاءه أمامي و كل ما قاله في حبه لي و لم أفهم ما السبب الذي يتحدث عنه؟ لا يا نهال لا تسمحي له بخداعك مرة ثانية.

و يجمعنا القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن