فصل الرابع

625 30 0
                                    

الرواية من طرف نهال.
عدت إلى البيت مساء لأجد نجوى و أمي تجلسان مع بعض في غرفة الجلوس.
أنا: مساء الخير.
نجوى و أمي: مساء الخير.
أنا: هل تستمتعان بجلستكما بدوني؟
نجوى: أجل، يا ريتك لم تأتي.
أخذت الوسادة من الأريكة و ضربتها بها قائلة: يا لك من بغيضة!
نجوى: هاي،ما بك؟كنت أمزح فحسب.
أمي:  متى ستنضجان؟
ردت نجوى ضاحكة: على نهال أن تنضج أولا لأنها أكبر مني.
أنا: أنا ناضجة بما فيه الكفاية.
نجوى: صحيح.
أمي: إسمعا، سأذهب لزيارة جارتنا نريمان و تركت الطبخة فوق الفرن... إنتبها عليها حتى لا تحترق.
أنا: حسنا،سأهتم أنا بالأمر.
أمي: شكرا عزيزتي،سأذهب الآن.
غادرت أمي البيت و توجهت أنا لغرفتي حتى أغير ثيابي و إذ بنجوى لحقتني.
نجوى: أخبريني، كيف أمضيت يومك.
أنا: كان جيدا.
نجوى: حقا؟ تبدين قلقة من شيء ما.
أنا: لقد أصر علي ريان حتى أزورهم في بيتهم غدا.
نجوى: ماذا؟ و هل وافقت؟
أنا: حاولت الرفض لكنه ظل يصر علي،حتى أنه لم يتوقف عن ذكر الموضوع طوال مسافة الطريق و قال أن أمه عاتبة علي لأني لم أزرها منذ فترة طويلة.
نجوى: يا إلهي!  هذه مشكلة.
أنا: كل ما أفكر في الأمر أشعر أن قلبي سيتوقف، لا أريد و لا أستطيع مقابلة أحمد من جديد.
نجوى: أعرف كم هذا صعب عليك و أتفهم شعورك لكن قد تكون هذه الفرصة المناسبة لثبتي لنفسك أنك نسيت أمره.
أنا: لن أتماسك نفسي أمامه و إذا رأيت نجلاء إحتمال أن أقفز عليها و أشوه وجهها ضربا.
نجوى: إهدئي يا نهال و تعلمي كيف تسيطرين على نفسك، إنهما لا يستحقان غضبك هذا.
أنا: لكني غاضبة جدا منهما.
نجوى: إسمعيني يا نهال، لو كنت مكانك لذهبت و أغضتهما... دعي أحمد يرى أنك بأحسن حال من دونه حتى يموت قهرا أما نجلاء عليها أن تعرف مدى حقارتها، لا أعرف كيف ستكون لها القدرة للوقوف أمامك.
أنا: أنت محقة، أنا لست ضعيفة كما كنت سابقا و لكن لا أريد أن أعطيهما فوق قدرهما زيادة و أحاسبهما.
نجوى: لا تحاسيبهما و لا تعيرهما أي إهتمام.
أنا: أ تعرفين؟ بعد تفكير ملي في الأمر، أظنني موافقة على الذهاب و رؤيتهما.
نجوى: أجل، هكذا كوني قوية....إسمعي أنا سأهتم بشكلك يجب حين يراك أحمد يندم كثيرا لأنه إستبدلك بتلك البشعة نجلاء.
أنا: هههه،حسنا....هاي لقد نسيت أمر الطبخة.
نجوى: أشم رائحة حريق.
أنا: هل أنت جدية؟
نجوى: هههه، كلا...أمزح فحسب.
أنا: يا لمزاحك!
الرواية من طرف أحمد.
عدت إلى البيت في وقت متأخر لذلك توجهت إلى غرفتي مباشرة، وجدت نجلاء مستيقظة بإنتظاري لا أدري لماذا.
نجلاء: مساء الخير أو صباح الخير، لا أعرف أنا محتارة بما أنك عدت في هذا الوقت المتأخر.
أنا: ماذا تريدين مني؟
نجلاء: أريدك أن تتصرف كزوج معي.
ضحكت ثم جاوبتها: زوج؟ هل ما زلت تحلمين باليوم الذي سأعتبره فيك زوجتي؟
نجلاء: أنا زوجتك شرعا و قانونا و عليك أن تتقبل ذلك.
أنا: لم يكن ليحصل ذلك لولا إبتزازك لي و أفعالك المنحطة التي أجبرتني بها على الزواج منك.
نجلاء: لا أفهم لما لم تسامحني بعد؟ كانت غلطة إرتكبتها لأني كنت مولعة بحبك، ما ذنبي إن أحببتك أكثر من روحي حتى تحرمني منك؟
أنا: و ما ذنبي أنا حين حرمتني من نهال؟  البنت الوحيدة التي أحببتها و ما زلت أحبها و سأحبها دائما ما دمت على قيد الحياة.
ردت و الدموع المصطنعة في عينيها: لا أفهم لما لا تستطيع نسيانها؟ ما الذي تملكه هي و أنا لا؟ إنها مجرد فتاة عادية.
أنا: قد تكون نهال مجرد فتاة عادية لكنها ليست خبيثة و خائنة مثلك.
نجلاء: أنت في نظرها خائن أيضا و لن تسامحك أبدا على ما فعلته بها.
ثم أضافت ضاحكة بعد ما كانت تدعي البكاء: لقد تزوجت من صديقتها المقربة،  أي خيانة هذه يا أحمد....أظن أنها تكرهك كثيرا حاليا.
أنا: إخرسي، أحسن لك.
نجلاء: إنها الحقيقة، تجاوز أمرها.
أحمد: حتى لو تجاوزت أمرها و هذا لن يحدث أبدا فصدقيني لن أحبك يوما مهما فعلت.
وضعت يدها على كتفي قائلة: آسفة لم أقصد إغضابك....
قاطعتها مبعدا يدي عن كتفها ثم قلت: لم أعد أحتمل حتى التواجد معك تحت سقف واحد.
و غادرت الغرفة مغلقا الباب بقوة لأعبر عن مدى غضبي،توجهت إلى الشرفة و جلست وحيداً أفكر في نهال كعادتي كل مساء.
إستعادة أحداث.
كنت بجانب نهال على هذه الشرفة بالذات.
نهال: الطلة هنا رائعة جدا.
أنا: خصوصا معك.
نهال: حقا؟ أم تقول ذلك مجاملة؟
أنا: هل أنت مجنونة حتى تحسبين كلامي مجاملة؟ ٱنظري إلى السماء، هل ترين القمر؟
نهال: من المستحيل رؤيته في هذه الجهة.
أنا: لا.يمكن للقمر أن يظهر في هذه الجهة أبدا لوجودك أنت،قمري الوحيد في حياتي و لا يستطيع القمر و لا النجوم حوله منافستك.
ردت نهال بخدود محمرة : كم هذا لطيف! أحبك كثيرا يا أحمد، أحبك لدرجة أن حب الكون كله لا شي مقابل الحب الموجود في قلبي.
أنا: و أنا كذلك، أحبك فوق ما تتصورين.
الرجوع إلى الحاضر.
سارح في ذكرياتي الجميلة حتى قاطعني صوت أخي.
ريان: أ لم تنم بعد؟
أنا: كلا.
ريان: غريب، مع أنك عملت طول اليوم بدون توقف.
أنا: لا تقلق، سأخلد للنوم بعد قليل.
ريان: حسنا.
أنا: ماذا عنك،ما الذي يشغل تفكيرك؟
ريان: أشياء كثيرة، نسيت أن أخبرك.
أنا: ما الأمر؟
ريان: ستزورنا نهال غدا.
تفاجأت كثيرا مما قاله و لمجرد سماع هذه الجملة ضعفت، أريد رؤيتها مجددا بشدة و لكني في نفس الوقت لا أستطيع ذلك...نجلاء محقة لا بد أنها تكرهني جدا حاليا.
ضربني ريان على كتفي قائلا: ما بك؟ أ لم تسمع ما قلته لك.
أنا: بلى، سمعت.
ريان: هل ستكون موجودا؟
أنا: لا أظن ذلك،لدي عمل كثير.
مجرد عذر حتى لا ألتقي بها.
ريان: ليس من اللائق أن تأتي و لا تجدك.
أنا: ستتفهم الأمر.
ريان: كما تشاء.
أنا: سأخلد للنوم، تصبح على خير.
ريان: هاي يا صاح.
أنا: ماذا؟
ريان: إن طردتك زوجتك من الغرفة يمكنك النوم في غرفتي، لأنني ذاهب للمبيت عند صديقي.
أنا: شكرا لك و ليكن بعلمك لم تطردني زوجتي.
ريان: هههه مهما يكن.
مرحبا يا رفاق ☺،  هل أعجبكم هذا الفصل؟
بماذا إبتزت نجلاء أحمد حتى يتزوجها؟
و برأيكم هل سيلتقي أحمد بنهال أم أنه سيتهرب؟
و كيف ستكون ردة فعل نجلاء لدى رؤية نهال؟

و يجمعنا القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن