فصل الثاني

809 37 0
                                    

صباح اليوم الموالي.
بعد أن إستيقظت من نومي، إستحممت و غيرت ثيابي ثم ذهبت للمطبخ حتى أتناول وجبة الفطور، وجدت أمي هناك،قبلتها على خدها قائلة: صباح الخير يا أحلى أم بالعالم.
أمي: صباح النور حبيبتي، هل نمت جيدا؟
أنا: أجل، مهما زرت من أماكن تبقى غرفتي المفضلة لدي.
أمي: ههه أنت محقة،إجلسي لتناول وجبة الفطور.
أنا: حسنا.
أخذت فنجان و ملئته بالقهوة و الحليب مع بعض، أخذت أمي صحنين و وضعتهما أمامي الأول فيه فطائر و الثاني به مقبلات.
أمي: لقد حضرتها لأجلك.
أنا: شكرا يا أمي،لم أتعبت نفسك؟
أمي: لأنني أعرف كم إشتقت لطبخي،صحيح؟
أنا: هذا صحيح.
تناولت قطعة من الفطائر ثم قلت: إنها لذيذة جدا، أمي يجب عليك أن تفتحي مطعما.
أمي: ههه لست قادرة إلا على صنع الكميات الصغيرة.
أنا: لا تقلقي سأساعدك أنا و نجوى، على فكرة أين هي؟
أمي: لقد غادرت باكرا، لديها عمل ما لإنجازه.
أنا: آه حسنا،سأخرج للتنزه بعد قليل.
أمي: حبيبتي لم أشبع منك بعد و ها أنت تريدين مغادرة البيت.
أنا: سأغادره لساعتين لا أكثر كما أنك لن تشبعي مني فحسب بل ستملين مني لأني لن أرحل مجددا.
أمي: لن أمل منك أبدا، أخبريني أين تريدين الذهاب اليوم؟
أنا: أفكر في زيارة نجلاء في بيتهم،سأفاجأها لأني إشتقت لها فعلا و تعرفين أنني لم أتواصل معها طوال الشهور الماضية
أمي: لا أظن أنك تودين رؤيتها مجددا.
أنا: ما الذي تقولينه يا أمي؟ إنها صديقتي المقربة و أحبها كثيرا.
أمي: دعك منها يا نهال، فهي لا تستحق.
أنا: لماذا تتكلمين عنها بهذا الشكل؟
أمي: لا أريد التحدث في الأمر، إنسي أمرها فحسب.
أنا: و لكن لماذا؟ ماذا فعلت حتى ضايقتك هكذا؟ لقد كنت تحبينها.
أمي: إنها فتاة حقيرة و لقد خدعتنا جميعا.
أنا: أمي عليك إخباري ما الأمر.
أمي: إسمعي لقد أخفيت عنك الأمر سابقا،لكن بما أنك عدت فستعرفين بما حصل أكيد.
أنا: لا تجعليني أقلق أكثر يا أمي،ماذا حصل؟
أمي: هل سمعت أن أحمد قد تزوج.
جاوبتها متضايقة: أجل،لكن ما دخل نجلاء بالأمر؟
أمي: تلك الحية....
قاطعتها قائلة: رجاء كفي عن التكلم عنها بهذه الطريقة، هي لم تطلب منه أن يتركني و يتزوج فتاة غيري.
أمي: بل فعلت ما هو أسوأ و تزوجت به.
أنا: ماذا؟ تزوجت به؟!لا،هذا مستحيل.
أمي: آسفة يا صغيرتي لكنها الحقيقة.
لقد صدمتني أمي كثيرا بهذا الخبر فهذا كثير علي،نجلاء كانت مثل أختي تماما كيف فعلت هذا بي.
أنا: هل أنت متأكدة يا أمي؟
أمي: أعرف أنه سيصعب عليك تصديق الأمر لكنها للأسف حقيقي.
ثم إقتربت مني لتحضنني و تمسح دموعي لتضيف: لا تبكي، لا أحد يستحق أن تبكي لأجله.
جاوبت بكل غضب: تلك الحقيرة! لقد كانت أعز صديقاتي و كانت أكثر شخص يعرف كم كان أحمد يعني لي،كيف تجرأت على خيانتي بهذه الطريقة البشعة؟ أشعر بالرغبة في قتلها و القضاء عليها تلك الخائنة....أنا لا أصدق هذا.
أمي: إهدئي يا بنيتي و تجاهلي أمرهما،خائنان و يستحقان بعضهما البعض.
حضنت أمي باكية ثم قلت: لقد كسرا قلب إبنتك لمجرد أنها أحبتهما يا أمي.
أمي: ما عاش من يكسر قلبك يا نهال، لا تحزني أبدا و لا تفكري بالموضوع.....أنا آسفة جدا يا عزيزتي، أنت لا تستحقين ما حصل معك.
أنا: سأذهب إلى غرفتي.
أمي: سأرافقك.
أنا: لا،أريد أن أبقى بمفردي.
أمي: حسنا، إن إحتجت إلي ناديني فقط.
أنا: حسنا.
دخلت غرفتي و أغلقت الباب لأقفز فوق السرير و أعانق وسادتي باكية و قلبي مجروح أكثر من السابق و الذكريات تسيطر علي.
إستعادة الأحداث.
بعد أن إنتهى دوامنا بالجامعة مشيت مع أحمد و هو يضع يده في يدي و بالجانب الآخر نجلاء متوجهون إلى منازلنا.
أنا: أشعر بالتعب اليوم.
أحمد: هذا لأنك تفرطين في السهر و الدراسة.
أنا: لكني مضطرة لذلك فالإمتحانات على الأبواب.
نجلاء: و إن يكن يا نهال،ما حاجتك لكل تلك العلامات العالية؟
أحمد: تريد أن تحقق حلمها و تصبح محامية و أظنها قاربت على ذلك كثيرا و أنا أشجعها.
أنا: شكرا لك يا صغيري.
أحمد: ههه العفو يا جدتي.
نجلاء: ههه،لقب الجدة يليق بك.
جاوبت بوجه عابس: لقد جرحتما مشاعري.
جذبني أحمد نحوه قائلا: لو كنت جدة حقا،ستكونين أحلى جدة في العالم و بالإضافة إلى ذلك تملك أسنانها الناصعة البياض كلها.
ضحكنا جميعا.
نجلاء: أنتما لطيفين جدا.
أنا و أحمد: هي /هو الألطف.
نجلاء: يا إلهي! تتكلمان في نفس الوقت و نفس الكلمات.
أنا و أحمد: لأننا نكمل بعض.
العودة إلى الوقت الحاضر.
بعد ساعتين هدأت أعصابي، لذا غيرت ثيابي سرحت شعري، وضعت القليل من الماكياج ثم غادرت المنزل بعد أن أخبرت أمي....رحت أتمشى في شوارع المدينة و أتنشق هوائها الذي إشتاقت له رئتاي....بعد أن وصلت إلى المنتزه رأيت المكان الذي كنت أجلس فيه أنا و أحمد دائما،توجهت إلى الشجرة التي كنا نمضي أوقاتنا في الدردشة تحتها لألمح إسمي و إسمه " أحمد + نهال = حب أبدي" منقوش عليها... أتذكر أنني كتبت إسمه و هو كتب إسمي...بكل غضب أخذت حجرة من الأرض و رحت أخرب ما هو منقوش إلى أن جرحت يدي فتوقفت لأن ذلك آلمني...جلست على الكرسي جنب الشجرة و أخرجت منديلا من جيبي لألفه حول يدي.
.........: هل أنت بخير؟
إلتفت لأرى من المتكلم، إنه شاب أسمر ذو عيون خضراء و جسم رياضي،نظرت إليه ثم أزحت عيني بسرعة لأنتبه ليدي مجددا.
..........: يا إلهي! انظري إلي مجددا.
نظرت إليه مستغربة ثم قلت: عفوا؟
.........: إنها أنت! نهال.
أمعنت النظر فيه ثم صرخت بدوري:
ريان! أنا لا أصدق هذا.
ريان: و لا أنا، لم تتغيري أبدا.
أنا: على عكسك أنت،لم أستطع التعرف عليك.
ريان: لقد أصبحت أكثر وسامة،صحيح؟
أنا: ههه هذا صحيح، و ما زلت مغرورا أيضا.
ريان: ما زلت طفولية و تمتلكين نفس البراءة في عينيك.
أنا: شكرا لك.
ثم أضفت مشيرة بيدي نحو الكرسي: تفضل، إجلس
جلس جنبي قائلا: أنا سعيد جدا برؤيتك مجددا.
أنا: الشعور متبادل،و أخيرا عدت بعد سنين طويلة قضيتها في الغربة.
ريان: أجل، أخيرا...لقد كنت مضطرا للمكوث هناك.
أنا: أعلم، إذا كيف حالك؟و كيف حال عملك بإنجلترا؟
ريان: أنا بخير و كذلك أحوال العمل.
أنا: هذا رائع،هنيئا لك.
ريان: شكرا،و ماذا عنك؟
أنا: لقد تخرجت العام الماضي، و كنت سأفتح مكتب محاماة خاص بي لكن طرأت بعد الأمور و سافرت.
ريان: هذا سبب إختفائك إذا،سألت أحمد عنك حين رجعت لكنه لم يعطني أي خبر، إستغربت من ذلك فقد كنتما قريبين من بعضكما جدا أيام الطفولة و المراهقة على ما أذكر.
أنا: أجل، كنا أصدقاء لكن تعرف جيدا دوام الحال من المحال.
ريان: حتى أنك لم تحضري حفل زفافه.
جاوبته منزعجة: كنت مسافرة.
ريان: أعلم،لقد كانت المرة الأولى التي عدت فيها إلى هنا من سنين و لم أرك للأسف.
أنا: لدي ظروفي.
ريان: لا بأس، أ رأيت سخرية القدر؟ أخي الأصغر تزوج قبلي.
ثم أضاف ضاحكا و أنا أحاول أن أخفي وجعي: لا بد أن أختك الصغرى ستتزوج قبلك كما حدث معي.
إبتسمت إبتسامة مزيفة.
ريان: أم أنك تزوجت أنت أيضا؟
أنا: لا، لم أفعل.
ريان: ما زلت عزباء إذا،هذا رائع.
أنا: أجل.
سمعت صوت هاتفي فأخرجته من حقيبة يدي... وصلتني رسالة نصية من نجوى " عزيزتي أنا و أمي قلقتين عليك،أين أنت؟ "
أنا: ريان، أعتذر منك علي الذهاب.
ريان: بهذه السرعة؟ لقد إلتقينا للتو.
أنا: آسفة على ذلك.
ريان: لا بأس، هل بإمكانك إعطائي رقم تيلفونك حتى نتواصل مجددا.
أنا: حسنا.
سلمته رقم هاتفي و غادرت المكان.
سلام، ما رأيكم بالفصل الثاني؟ و ماذا تتوقعون سيحدث لاحقا؟ تفاعلوا معي و شجعوني.

و يجمعنا القدرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن