}أذكر الله تعالى عز و جل و استغفره و صلي على النبي المصطفى الحبيب صلى الله عليه و سلم {أرجوكم علقوا و فوت في النهاية إذا أعجبكم البارت
صمت قليلاً لكونه أدرك أن كلامه غير منطقي بالمرة بالنسبة لها.. مالذي يقصده بحق الله!..
"لقد اِعتُبرت لما يقارب الست دقائق من عداد الأموات فعلاً .."
كلامه هذا لم يزد سوى اتساع مقلتيها لكنه تنهد متشبثاً بخصلاتها ليسترسل:
"لكن فجأة فتحت عيني بطريقة كانت كفيلة بجعل الممرضة التي كانت على وشك تغطية وجهي بالإزار الأبيض تفزع و تغادر الغرفة صارخة.. بقيت أحدق من حولي مشتت الذهن إلى أن دخل الطبيب.. لقد قام بإجراء فحص كامل لجسدي.. أخبرني بعد ذلك بأن الله قد دب الحياة فيَّ من جديد و أنني عدت من الموت .. لم أفهم شيئاً مما قاله في البداية لكني استوعبت الأمور بعد ذلك .. لقد قال بأن هذه معجزة بحق فحالات العودة من الموت نادرة جداً لكنه أمر من الممكن حدوثه و لابد أنني أندرج ضمن فئة المحظوظين"
"هل كنت حياً طوال تلك المدة؟"
سألت تشرين بعد أن حررت نفسها من بين يديه و في نبرتها بدا عدم تصديق لما سمعته لتوها.. إن كان قد عاد من الموت حقاً فأين كان خلال خمس سنوات؟
"أجل"
قال نام جون و هو يحدق بعينيها ليتقدم منها:
"لقد كنت حياً آسف لقد اظطررت لإخفاء الأمر عنك.. كان عدم إخبارك أصعب قرار اتخذته في حياتي لكنني لم أرد أن أعطيك أملاً زائفاً بعودتي ليسرقني القدر مرة أخرى.. أعلم أنك عانيت الكثير خلال تلك السنوات لكنني لم أكن لأجعلك تمرين بنفس التجربة مرتين.."
حدق فيها، كانت رؤيته ضبابية بسبب دموعه و كان يعلم بأنها في مثل حالته.
"ما الذي حدث بعد ذلك؟"
همست حاثة إياه على الاسترسال،
ليكمل:
"أخبرني الطبيب بأني قد حصلت على قلب أخيراً و أن التحاليل قد أثبتت أنّ قلبي سيتحمل العملية ولكن كان علي السفر بالمقابل.. إلى ألمانيا و أن علي فعل هذا في أقرب وقت ممكن ما دامت مؤشراتي الحيوية تسمح لي بركوب الطائرة"
"لكن لما.."
سألت بهمس:
" لماذا استغرق الأمر منك خمس سنوات؟"
كان في انتظار سؤالها هذا و كان مستعداً للإجابة فتنهد قائلاً:
"في الواقع.. بالرغم من نجاح العملية إلّا أنني.."
لم يكن قادراً على منع نفسه من التنهد بألم:
"أنا لم أستيقظ.. لم أستيقظ إلّا بمعجزة أخرى بعد ثلاث سنوات!"
أقسم بأنه قد سمع شهقة قد انسلت من حنجرتها ،
كيف؟!
لقد كان في غيبوبة لثلاث سنوات كاملة!
" كان الأمر أشبه بحلم طويل لا نهاية له حلم عنك و عني .. عنّا"
صمت قليلاً ليضيف:
"و باعتباري معجزة إنسانية فإنني أمضيت العامين التاليين تحت الرقابة الطبية .. خرجت قبل أسبوعين و ها أنا ذا الآن .. هنا أمامك.. معك.."
قال كلماته الأخيرة بنبرة حانية فاتحاً ذراعيه طالباً منها الارتماء..
طالباً منها الانتماء.. إليه..بالرغم من كونه يعيش بقلب غيره إلّا أنها لم تغب عنه يوماً.. هي كانت حبه الأول و الأخير.. هو مستعد لبذل حياته من أجلها..
هو بالفعل قد عاد من الموت من أجلها.. مرتين..
بالرغم من أن عقلها و منطقها أو أيّاً كان يرفض تصديق هذه القصة التي هي أقرب إلى الخيال منها إلى واقع معيش..
لكنها فقدت السيطرة على جسدها الذي هوت في أحضانه ليلتقطه هو و يشده بقوة.. و لكأنها عصفورة يخشى أن تغدر به و تفر ما إن يطلقها..
دفنت رأسها في في ثنايا صدره منتشية برذاذ عطره الذي اشتاقت إلى زخاته..
كان قلبه -و إن لم يكن قلبه- ينبض بأحرف اسمها..
رفعت رأسها لتتعانق كل من عينيهما و أنفاسهما ثم و بكل هدوء و سلاسة شفتاهما..
لقد أقسم بأن لا يتركها حتى و إن قطع نفسه.. لم يعد يهاب الموت.. الموت لم يعد يساوي شيئاً أمام شفتيها اللتان تقتلانه في كل مرة يلامسهما..
لم تكن تنتظر مجيئ هذه اللحظة يوماً.. لقد عاشت المرار طوال خمسة قرون!
ابتسم كلاهما، و بالرغم من كونه قد توقف عن تقبيلها إلّا أنّ شفتيه بقيتا ملاصقتين لخاصتها ليهمس باثاً قشعريرة قد سرت على كل شبر من جسدها:
"هل تتزوجينني لي تشاي رين؟"
*****
الفصل القادم مهم لذلك لا تتجاوزوه و قوموا بقراءته لو سمحتم!
أنت تقرأ
HOPE (مكتملة)
Aléatoireدعينا لا نفقد إيماننا بعدل القدر.. لقد عدت من الموت من أجلكِ.. مرتين! -كيم نام جون -لي تشاي رين (ليست قصة رعب أو ما شابه..) 5 Parts: -INTRO -1 -2 -3 -OUTRO