11كامل

30.6K 650 14
                                    

 
دمعة ساخنة سالت من عينيها ، عندما شعرت بإتهامة الصريح ، والمهين لها ، نفذ صبرها ، فلقد نالت من الإهانة ما يكفى ، فأردفت صارخة بوجهه قائلة : 
- انتوا اية .. مبتحسوش .. رد عليا .. كل اللى شاغلكوا وهاممكوا انها غلطتى ! .. غلط فى اية انا ؟ .. ما ترد .. كل مشكلتى ان فيه بنى آدم قذر من اول ما شافنى .. وهو نازل تهديد وغزل مقرف .. طلب منى علاقة غير شريفة .. رفضت .. فأغتصبنى وانا مش في وعيي .. خدرنى وسلب منى كل حاجة بدون إرادتى .. حتى مشاعرى .. محدش عمره حس ولا هيحس بيا حتى انت .. انا مكنتش اعرف ان كل ده هيحصل معايا .. والله ما كنت اعرف .. للدرجه دى انا رخيصة فى نظركم .. عمالين تلطشوا فيا يمين وشمال .. حرام عليكوا بقي .. حرااااااام ..
كانت تهتف بكل ذلك ، وتسيل الدموع من عينيها الحمراوتين ، وهى فى حالة غضب هستيرى .. فى حين لم يتمالك آسر نفسه .. جذبها لأحضانه ممسكاً برأسها ودفسها فى صدره .. ليعطيها الطمأنينة .. تشبثت بقميصه وهى تنحب قائلة فى صوت متحشرج : 
- مش ذنبى يا آسر .. والله ما ذنبى ! 
مسد على شعرها فى حنو ، مسكينة ذات العشرون ربيعاً ، تحملت ما لم يتحمله عجوزٍ فى الخمسين ، وذاقت من الألم ما يكفى لهدم جبلٍ ، لم يستطع هدمه قوم ، يتيمه .. مُغتصبه .. مُهانه ، والآن فى احضانه ، استشعر ضربات قلبها القوية ، اثر عناقه لها ، فأردف مهدئاً إياها قائلاً : 
- ششش .. اهدى انا جمبك .
ابعدته عنها فى عنف قائلة فى عصبية ومرارة : 
- ابعد عنى .. امشي .. انا مش عايزة شفقة من حد .. سيبنى فى حالى وامشي .. يلاااا 
تركها لتهدأ ، وخرج بينما استندت هي بظهرها على الباب ، هابطة ارضاً ، تمتمت بتعب وتوسل قائلة : 
- يا رب ! 
***
خرج يسير فلا كل الشوارع التى أمامه ، واضعاً يديه فى جيب بنطاله ، حزيناً على حالها ، اقسم ان يتزوجها ، ويعوضها عن كل الأسى الذى تعرضت له ، شعر بنغزة فى قلبه ، ظل يسير حتى وصل على إحدى المقاعد التى تطل على النيل ، تنهد فى غضب .. ضيق .. عصبية ، ثم سحب جاكيته ، واتجه لبيته .
***
فى ادارة أمن الدولة ...
جلس سليم بمكتبه رغم السكون الذي عم على المكان فى وجود آسر ! رفع سليم حاجبيه فى استغراب ، ونظر لآسر قائلاً :
- ايه يا ابنى ؟
- ايه 
- مزاجك شبه وشك 
- مش احسن ما يكون شبه وشك انت ! 
أردف سليم بجدية : 
- مالك يا آسر ، انت مش مظبوط من ساعة ما قبضوا على رامز 
تنهد آسر ، وقص على سليم ما يجول بباله ، فأردف سليم قائلاُ : 
- مش ذنبها يا آسر ، وبعدين انا اول مرة اعرف انك بتحب ! 
آسر بحنق : 
- اهو اللى حصل بقي 
أكمل سليم متسائلاً : 
- طب وانت هتعمل اية ؟ 
آسر مؤكداً : 
- هتجوزها طبعا ، انا بحبها وهحاول على قد ما اقدر انى اعوضها 
سليم بنبرة فرحة :
- ربنا يوفقك يا صاحبى ، قوم انت بقي وافضل وراها لحد ما توافق 
آسر متنهداً ، وهو يقول : 
- حاضر 
***
ذهب سليم واتفق مع دادة خديجة على اخبارها بالزواج منه ، وانه سينتظر مجيئها ، طلب سليم تزيين المنزل والتورتة وما الى ذلك ، واتصل بالمأذون .. طرقت نور باب المنزل ، ذهب هو عوضاً عن دادة خديجة ، وفتح لها الباب ، لتصدم فى بداية الأمر، وتنظر لباب المنزل مرة اخرى قائلة : 
- هو ده مش بيتى برضه ولا انا بيتهيألى ؟
سليم مبتسماً : 
- بيتك 
فأردفت بتساؤل : 
- امال فى اية 
فتح لها الباب ، واشار بالدخول قائلاً :
- ادخلى وانتِ هتعرفى 
تقدمت بخطوات يملؤها التساؤل ، رأت البيت مزين فاستغربت ، واردفت قائلة : 
- انا مش فاهمة حاجة ، فين داده خديجة ؟ 
وقف سليم قبالتها قائلاً :
- مبروك يا عروسة 
قالت مستنكرة : 
- عروسة مين ؟ 
امسك كلتا يديها بين راحتيه فى حنو قائلاً : 
- عروستى انا ، والمأذون جوه ، علشان نكتب الكتاب 
هبط على قدميه قائلاً وهو يخرج من جيبه خاتماً براقاً : 
- تتجوزينى ! 
هتفت بفرحة قائلة :
- موافقة 
وتعلقت برقبته ، فى حين ابتسم هو ابتسامته الماكرة ، وقد قربت خطته من الإنتهاء ..
اطلقت الدادة الزغاريد بعد ان انتهوا من مراسم كتب الكتاب .. لتصبح زوجته شرعاً وقانوناً .. وقد وقعت تلك القطة بين انياب ذلك الأسد ! 

فريسه في ارض الشهوهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن