وقفت أمامه ... في نفس مكانهما , قلبها ينبض خوفا مما تفوهت به للتو ..... لقد قصت عليه كل ماضيها , وها هو يستمع اليها مطرقا برأسه مستندا الى الجدار ..... في أغرب مكان ممكن أن تختاره لتحكي له حكايتها ,,,,
لكنها ما أن عرفت برحيل جاسر عن الشركة حتى عادت لتطلب عمر و أخبرته أنها في إنتظاره في مكانهما عند سلم الطوارىء ... إنها الفرصة الأخيرة لها , فما أن تعمل تحت إمرة جاسر حتى ستصبح عبدته و لن يغيبها عن نظره للحظة واحدة ......وقفت مستندة الى الحائط المقابل و يديها خلف ظهرها .... لكنها لم تكن تنظر الى الأرض مثله , بل كانت تنظر اليه مباشرة و قلبها يخفق بعنف ..... عيناها دامعتانِ و وجهها شاحب بعد لحظات الخوف التي عاشتها على يد المجنون جاسر ....
حين لم يرد عمر للحظات طويلة , همست كنشيجٍ مختنق
( كنت طفلة ..... ولم أكن أملك أمر نفسي وقتها )
لم يرد أيضا .... لكن صوت أنفاسه أخبرها أنه غاضبا هل سيرفضها الآن ؟ ..... رفعت يدا مرتجفة من خلف ظهرها لتهدىء بها قلبها النازف بداخل صدرها المرتجف ....و دموعها تنساب على وجنتيها بضعف في شهقاتٍ معذبة ...
همست بخوفٍ و أنينٍ باكٍ
( عمر ...... )
قال عمر بصوتٍ أجش وهو ينتظر الإسم المحتوم دون أن يرفع رأسه اليها ......
( من هو ؟.... ..... )
أنت ببكاءٍ خافت ضعيف ثم همست أخيرا من بينِ بكائها
( ليس المهم من هو الآن .....إنه .... أنه يريدني كمجرم ....... و أنا لم أجد من يساعدني )
قال عمر بخفوت
( لديكِ أبناء عمك .... لكنك لم تخافي من إخبارهم كما أخبرتني ....لقد خفتِ الا تجدي ردة الفعل العنيفة التي تتخيلينها .... تخافين من أن يخذلوكِ كما فعلو دائما )كما أنا أنتظر ردة فعلك التي تخيلتها ..... هكذا فكرت في نفسها وهي تنظر اليها لا يجرؤ على مواجهة حتى عينيها ......
ظلت تنظر اليه و الوجوم يتزايد ليجمد قلبها النازف أكثر و أكثر كم جمد دموعها ......
همست بعد لحظات بثبات و كأنها تنتظر الحكم بموتها
( ماذا أفعل ؟؟ ....... )
أيضا لم يرفع عمر رأسه .... و ساد صمت طويل , حتى قال أخيرا بلا تعبير في صوتٍ أجوف خافت
( لما لا تعطينه فرصة يا حنين ؟....... قد .... قد يكون شخصا أفضل مما ترينه )
أخذ صدرها يعلو و يهبط بسرعةٍ لكن دون دموع ... دون ملامح لأي مشاعر ... بينما تم التصديق على حكم اعدامها .