كانت تجلس تحت ظلال السقيفة الخشبية المفرغة بفن .... وقت الغروب و هي تستمتع بالأشعة الدافئة المغادرة برفق ... لقد أصبحت تلك هي جلستها المفضلة فوق السطح منذ أن انتقلت الى هذا البيت .... وهي تحدق الى السماء الملونة أمامها شاردة فيها .... تميل براسها لتستند الى جدار السقيفة و هي تجلس على الأرجوحة الخيرزانية المشغولة يدويا ...... و في يدها كتابٍ صغير نجحت في ايجاده بمعجزةٍ هنا في هذا البيت ...
كم تحب هذا المكان الخاص بها وحدها حيث أن لا أحد يصعد اليه على الرغم من روعة تصميم تلك الجلسة فوق السطح الذي يطل على حدائق هذا المجمع الراقي ....
وأصوات الطيور المغادرة الى أعشاشها في ذلك الوقت مختلطة بصوت حفيف الأوراق تبعث مخدرا في عروقها التي تجمدت في الفترة الماضية ......
كانت من الشرود بحيث لم تسمع صوت الخطوات الصاعدة على درجات السلم الفاصل بين الطابق العلوي و السطح ....
الى أن شهقت بقوةٍ وهي تجد أن الأرجوحة قد دفعت بقوةٍ للأمام ...استدارت للخلف وهي تعدل من جلستها لترى عاصم يدفعها وهو ينظر اليها مبتسما .... تلعثمت وهي تقول
( توقف عن دفعي ... لا أحب ذلك )
لكنه لم يتوقف و ظل يدفعها برفقٍ عن المرة الأولى ... للحظاتٍ تركت لنفسها التمتع بتلك الأرجحة لكنها قالت بتصميم بعد فترة
( كفى حقا ... أنا لا أريد ذلك .....)
أجاب طلبها ... وحين ظنت أنه سيرحل , وجدته يلتف حول الأرجوحة ليجلس عليها بقوة مما ادى الى تراجعها للخلف بقوة , فتشبثت صبا بإطارها بقوة لتمع نفسها من السقوط عليه .... وما أن اعتدلت حتى حاولت النهوض الا أنه كان يؤرجحها بساقه الطويلة .... فقالت صبا بعصبية
( توقف عن ذلك يا عاصم من فضلك .......)
توقفت ساقه عن الحركة تماما و نظر اليها ... ليقول بصوتٍ أجش بعد فترة
( أعيديها مرة أخرى ........ )
لم تتظاهر صبا بعدم الفهم بل أدارت وجهها المحمر عنه دون أن تجيب .... فمال عليها وهو يقول همسا
( أريد أن أسمعه مرة أخرى يا صبا ..... )
قفزت صبا واقفة وهي تقول بتردد
( يجب أن أنزل الآن لأساعد عمتي .......)
ابتسم عاصم و هو يقول
( فليسعدها من تهمس بعمتى من بين شفتيها ........كم اتوق لأسمعك تدعينها بأمي )
ارتبكت صبا وهي تضغط بأصابعها على الكتاب الممسكة به ... وقبل أن تتحرك قال عاصم بسرعة
( أجلسي قليلا يا صبا ....أريد أن أتكلم معك قليلا )
همست صبا بتردد