كِتمان.

3.4K 131 55
                                    


٢١ أكتوبر/١٩٨١ - نيويورك .

حيّ راقي و بسيط ، يُكمنه الهدوء غالباً لِـ قلة سكانة ..

المنزل الثاني من على الشارع الرئيسي لِـ الحيّ ، منزل خشبيّ   يُحمل عروق أمريكية أصيلة ذات ديانة مُسلمة .
مليء بِـ رائحة أكواب الكاكاو الساخنة لِـ أطفال العائلة ، و قهقة الناضِجون على طاولة الشايّ ، و صوت تَرتيل القُرآن من مُسجل الدور الثاني يملئهُ كبار العائلة .

كانَ بينهم ولكن بِـ داخل عقله بعيد عنهم جداً ، شَعر بِـ وكزه خفيفة
بِـ جانبه ، أفاق من شروده و أدار رأسه لِـ أُخته الصُغرى ..

داوود : ماذا؟

أجابت جاسمين و هي تُأشر على أخاهم الكبير زيد و هو ينزل من السلالِم و يُسلم إبنه لِـ والدتهم .

جاسمين : زيد ، إنه يُريدك ..

همس بِها : حسناً .

سَرى خلف زيد الذي خرج من المنزل و جلس بِـ حديقة المنزل ..
جلس بِـ جانبه على الطاولة الخشبية وملامح الصمت تعتليه .

قال زيد و عيناه ضُيقت على أخاه الصغير داوود ..

زيد : تكلم .

أزال داوود عيناه من زيد و بـ صوت خافض ..

داوود : ماذا عسايّ أن أقول ..

زيد أخذ له نفس قوي ، مُحاولاً أن يتماسك !

زيد بِـ رجاء : إخبرني داوود ، مالذي يحصل معك؟

حرك داوود رأسه سلباً و رفع عيناه لِـ زيد .

داوود : لا أعلم زيد ، صدقني أنا مُتشتت ..

زفر زيد و أراح ظهره على الكُرسي والخوف يسريّ لِـ قلبه على أخاه الصغير ..

داوود : هل يمكنني الذهاب؟

سأل داوود زيد مُنتظر منه الإذن ، أومئ لهُ زيد لِـ ينهض بسرعة و يدخل إلى الداخل ..

أَسند رأسه بِـ يديه وهو يحاول أن يتماسك من جديد ، فقد  لاحظ تصرفات داوود الغريبة مؤخراً ..

مثل الإلتفات وراءه كل دقيقة و الخوف يُكمن بِـ عيناه ، الذهاب
لِـ غرفتة وينفرد بِها بعيداً عن العائلة وصوت القُرآن يملئ الغرفة
مع صوت شهقات هاربة من صدرهِ الكتوم ..

داوود.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن