٢٢ أكتوبر/٢٠١٦ - نيويورك .أَغلق المُذكرة بعد إنتهائِها منه ..
لن يُنكر بِـ أنها تحمل بين طيّاتها ألم سِنين الماضي و بين أحرُفها ندبات ذات شجن عميق ..
أغمض عيناه بِهدوء مُتأملاً ، لَقد عانى وجاهد كثيراً !
لقد عَرف كل شيء الآن ، لَطالما شَعر بِـ شيء ما خلفه ..
يُخفيه بِـ إتقان .نَقر ما على الطاولة يُقاطع لحظة أفكاره ، فتحَ عيناه و هو يرى دانيال أمامه ..
أعتدل بِـ جلستة و وضع المُذكرة بِـ حقيبتة ، أدار رأسهُ له و سأله ..
نواه : ماذا تريد؟
أَجاب دانيال بِـ صخب كالعادة ..
دانيال : أتيت لِـ نتناول الغداء ، لِأنني أتضور جوعاً .
أبتسم بِـ سُخرية على كلامه ، جلّ ما يُهمه هو الطعام !
فَتح فمه لِـ يخبره عن غداء اليوم و لكن ، يُقاطعه إقتحام عمته جاسمين غُرفته .
جاسمين : نواه ، دانيال هيا الغداء جاهز !
أَلتقط دانيال يد نواه و سحبه لِـ خارج الغرفة بِـ حماس
لِـ الغداء .توقف دانيال و توقف نواه خلفه مُجبراً ، سقطت عيناه على الطاولة المليئة بِـ الطعام !
جَلس دانيال سريعاً و هو يلتقط مِلعقتة ، ضحك بِـ خفة و جلس
بِـ جانبه ، مَسحت عيناه الكراسي و كان هُناك كرسي فارغ يَنتظر قدوم أحدهم ..نواه : عمتي جاسمين ، أين عمي؟
سألها لِـ ترتفع عيناها له من طبقها و هي تَبتلع اللقمة ..
جاسمين : إنهُ بِـ الخارج كالعادة .
نهض من الكرسي سريعاً و هو يتجه نحو عمه داوود المُنفرد
بِـ نفسه ، مُتجاهلاً نِداء دانيال له ..فتح باب المنزل و أغلقه خلفه ، سقطت عيناه عليه وهو مُستقر على طاولة خشبية مُهترئة ، و عيناه يُكمنها الشرود و عقله السارح به ..
جلس بِـ جانبه بِـ هدوء و سُرعان ما أنتبه له ، أَنعقد الصمت أَلسِنتهم ، تنهد نواه و بِـ وضوح ..
نواه بِـ هدوء : عندما قرأت الجزء الثاني ، بدأت الدموع
بِـ النزول .. لا أعلم لِما؟ هل لِأنني لم أراه؟ هل لِأنني أَشهد موته
بِـ كتابة ؟
أنت تقرأ
داوود.
Mystery / Thriller: قني ي الله شر خُلقك . تِلك كانت مُقدمة مُذكرة الشاب داوود ، في عام ١٩٨١ .. : سامحني ي ربي ، فـ أنت غفورٍ رحيم . وهذه كانت خِتام مُذكرة العم داوود ، في عام ٢٠١٦ ..