الصفعة

8.3K 154 3
                                    




2- الصفعة

لأول مرة خلال ستة أشهر وصلت كارين الى عملها صبيحة اليوم التالي متأخرة عشرين دقيقة , لأنها عندما أستيقظت في الصباح مرتبكة على غير عادتها , أرتدت ثيابها وأخذت تعد أفطارها ساهمة تفكر في أحداث الليلة السابقة , فتناثر رذاذ الحليب على ثوبها مما أضطرها الى تبديله , وعندما خرجت من منزلها وجدت أن القطار قد فاتها ,فأضطرت أن تقطع المسافة التي تفصلها عن مقر عملها سيرا على الأقدام.

خرجت من باب المصعد , مرهقة متقطعة الأنفاس , وعندما وصلت الباب الزجاجي لغرفة السيد دراموند , كادت تصطدم بمديرها الذي كان يخرج من غرفته في تلك اللحظة , أعتذرت له وأعتذر لها , ثم تراجع الى الوراء وقال:" كنت أتساءل ماذا حدث فأنا....."

.فقاطعته:" نعم, لقد تأخرت .... أنني في غاية الأسف".
فأبتسم أبتسامته اللطيفة المعهودة وقال:" لا بأس , أنك نادرا ما تتأخرين , ولن أحاسبك على هذا التأخير بسبب ما حدث".

حملقت كارين بمديرها الذي تابع حديثه:" أنني آسف جدا يا آنسة رادكليف لسماعي خبر مرض أحد أفراد عائلتك فأنا......"

.قطع حديثه عندما رن جرس الهاتف , فأشار لكارين أن تجلس ورفع السماعة , جلست كارين على طرف المقعد قلقة أثناء المكالمة تسائل نفسها ,ترى هل أتصل آرثر بمديرها؟ لا يمكن أن يكون هناك جواب آخر , فكيف عرف أذن بنبأ مرض أحد أفراد العائلة؟ آرثر لم يضيع الوقت سدى كما يبدو...أنهى السيد دراموند مكالمته ونظر اليها , كان يبدو على وجهه الشاحب أثر الخيبة , وظهر ذلك جليا في لهجته عندما قال:" فهمت الآن بأنك تحتاجين اى أجازة مفتوحة".

.صمتت كارين مترددة بين أخلاصها لمديرها الذي يقدر ظروف موظفيه , وبين طلبات آرثر التي لا تراعي مصلحة أحد , ثم قالت:" هل من الممكن...... أعني أريد أن أقسم وقتي بين عملي هنا وبين.".

فقاطعها السيد دراموند:" كلا ,كيف يمكنك في وقت واحد أن توفقي بين عملك هنا وبين أعتنائك بصحة المرأة المريضة؟كلا , خذي أجازتك , وتأكدي أنك ستجدين وظيفتك بأنتظارك عندما تشعرين بأنك أصبحت حرة مرة ثانية , لقد كنت موظفة شديدة اتفاني في عملك يا سيدة رادكليف".

وأنحنى قليلا يستمع الى كلمات الشكر التي قدمتها له ثم سأل:" ولكن لماا لم تطلبي مني هذا الطلب شخصيا وأنا كما تعرفين لا أضع حاجزا بيني وبين الموظفين؟".

عضت كارين شفتيها حنقا على آرثر وتدخله السريع بشؤونها وقالت:" كنت سأطلب ذلك بنفسي ولكنني لم أسمع النبأ الا الليلة الماضية".

نظر اليها نظرة متفحصة وقال:" أن لك بنادق قوية تقاتل من أجلك , لم أكن أعرف أبدا أنك تحظين بأهتمام رادكليف أو على الأقل بأن لك صلة بالعائلة".

.فأجابت متلعثمة وقد صعد الدم الى خديها:" أوه... لم يخطر ببالي أن أذكر ذلك".
فأبتسم قائلا:" بالطبع لا, فالمسألة شخصية جدا , حسنا يمكنك الذهاب , غريبة هذه الأيام كيف أصبح المرض يفاجىء الناس دون مقدمات! دعينا نسمع أخبارك دائما".

غفرت لك ! *روايات  عبير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن