الصورة المظلمة

5.8K 121 1
                                    

6- الصورة المظلمة 

ألقى آرثر الشال الذي كان يحمله على كتفي كارن وشده عليها بقوة , لو أن أحدا شاهدهما في تلك اللحظة لحسب أنه حب الزوج لزوجته وعنايته بها , أما بالنسبة اليها فلم تر في تلك الا أحدى صور علاقتهما الحالية الزائفة.

لم يتكلم وهو يغلق الباب خلفها ويقودها بعيدا عن مرمى النور الأصفر المنبعث من مصباح الباب الخارجي , كان الليل باردا معكرا يوحي بأقتراب موجة من الصقيع , لكن الظلال الداكنة للشجيرات القريبة كانت تغري المرء بالتجول بينها , قادها آرثر بجانب جدار البيت الحاجب للريح حتى لاح لهما من خلال الظلام سياج الروضة الشائك , توقف آرثر هناك وقال:" لا أريد أن أبقيك هنا طويلا , لكنني أريد أن أتحدث اليك قليلا حيث لا يسمعنا أحد".

أقتربت منه ونظرت في قسمات وجهه المعتمة وسألته:" ألم تحدثني بكل شيء بعد؟ مشكلة واحدة لا تزال تحتاج الى حل وأنت تعرف ما هي".
هز كتفيه متنهدا وقال:" أعتقد أننا لم ننجح حتى الآن في تنفيذ أتفاقيتنا كما يجب , أليس كذلك ؟".

تصلب جسم كارين وقالت بهدوء:" أنني أحذرك يا آرثر ! لا تحاولي أن تلومني على ذلك , أنك لاتجعل الأمر يسيرا بالنسبة الي".
" وأنت أيضا لا تجعليه يسيرا بالنسبة الي! بالتأكيد أنت تدركين...".
قاطعته قائلة:" لحظة , لحظة , دعنا نوضح كل شيء , أنا لم آت الى هنا لنبدأ مجادلة أخرى أو لأسمع أتهامات جديدة , لم يعد بأستطاعتي أن أتحمل أكثر ما تحملت , بحق السماء حاول أن تفهم الأمور وتعقل يا آرثر ".
" لكن هل تعرفين شعوري أنا؟ هل تحسنين أن الأمر أيسر بالنسبة الي؟".

قالت بائسة:" لا أعرف , لكن الذي أعرفه أن الأمر يزداد صعوبة كما أتصور , في الواقع بت أظن أنه من الأفضل لكلينا أن أغادر...".

قاطعها وقد ثارت ثائرته:" كلا! كلا! يجب ألا تذهبي , سيهدم ذلك كل ما أريد بناءه , أصغي يا كارين يجب أن نسوي هذا الأمر قبل أن تسوء الحالة وتكتشف أليزابيت الحقيقة".
قالت كارين بمرارة:" أخشى أن تكتشف الحقيقة بسبب بقائي هنا".
" لن تكتشف ذلك أذا تجاوزنا خلافاتنا وكففت أنت عن أصرارك العنيد بخصوص الغرفتين المنفصلتين ".
" أنا مستعدة أن أحافظ على وعدي , لكن ليس...".

أمسك بذراعها وقال:" كارو أسمعيني جيدا , أنا أعرف بماذا تفكرين , لكن علينا أن نحل هذه المشكلة الآن أصغي الي , سأبقى هنا مدة يومين فقط أو يمكن أن أقول ليلتين , سأذهب بعد ذلك ولن أعود حتى يوم الثلاثاء , ومن ثم سأذهب ثانية بعد ذلك في الأسبوع التالي وهكذا , على هذا فأن وقتي هنا سيكون محدودا , تذكري هذا وأتركي الأمور على ما هي عليه , وأنا أعدك بأن لا أتطفل على حرية خلوتك".

وقفت صامتة غير قادرة على تقدير مدى الثقة التي تجرؤ أن تمنحها للوعد الذي قطعه على نفسه , كانت لهجته صادقة , لكن غزيرتها حذرتها بأن المسألة ليست بتلك السهولة , خاصة عندما يكونان قريبين جدا من بعضهما البعض وبينهما كراهية يمكن أن تثور لأي كلمة , تذكرت مشهد تلك الليلة التي أتى فيها الى البيت متأخرا , فنزلت اليه في محاولة ودية بريئة ضمن حدود الأتفاقية المعقودة بينهما ,كما تذكرت ما حدث بينهما منذ ساعة تقريبا في غرفة النوم قبل دخول أليزابيت عليهما ,كيف يستطيع آرثر أن يتصور أمكانية مشاركتها أشد الغرف ألفة , وهي غرفة النوم , كشخصين غريبين؟أحس كارتر بشكوكها

غفرت لك ! *روايات  عبير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن