8- تحت شلال الغيرة
لم تعد كارين تذكر كيف أنتقلت من غرفة أليزابيت الى غرفتها , كل ما تذكره هو ذلك الغضب الذي صدع رأسها وتركها منهوكة مرتعدة , كل ما باتت تراه هو صورة الشخصين المتعانقين التي حفرتها نار الغيظ في مخيلتها , كيف تجرؤ ليزا أن تحتضن آرثر بتلك الطريقة الخليعة التي تسخر من كل ما كانت تبديه سابقا من مظاهر الحياء لأخيها وأعجابها به , أليس لديها ذرة من وازع أو ضمير؟أطبقت يديها بشدة فأنغرست أظافرها براحتي يدها من شدة الغضب , لا فائدة ترجى من أقناع نفسها أن ما شاهدته في الخارج كان نتيجة لألم ليزا وقلقها على أمها , أو تعبيرا عن شعورها بالطمأنينة في هذا الظرف لوجود آرثر الى جانبها , وثقتها بقوته التي يمكن أن تستند اليها عند الأزمات.
كان الأمر أسوأ من ذلك بكثير , فالبعد بين هذه العواطف لأنسانية والعفوية وبين تلك التي أرتسمت على وجه ليزا عند أحتضانها آرثر ...
يتجاوز بعد القطبين , وماذا عن آرثر ؟جلست على طرف السرير وأستغرقت في التفكير , لو أن آرثر كان يجهل طبيعة شعور ليزا نحوه , فأنه ولا شك أصبح يفهمه الآن بعد لقائه بها هذا الصباح.
بغتة أرتفع صوت يناديها ثم أنفتح الباب ,وظهر آرثر على عتبته تتجلى على وجهه معالم الغضب وصاح:" أذن أنت هنا! لماذا لم تعلميني؟".
هبت كارين واقفة وأنفجرت تقول:" لماذا لم أعلمك؟ كيف تجرؤ أن تقتحم عليّ الغرفة وتصرخ في وجهي كأنني أحدى تابعاتك ؟ بعد....".
قطع عليها الحديث قائلا وهو يلقي بمحفظته وسترته فوق السرير :" أما أنك لم تعتبري الأمر خطيرا أو أنك لم تهتمي به أصلا , لو لم تتصل بي ليزا هاتفيا الليلة الماضية.......".
" أذن كانت ليزا! كان عليّ أن أعرف ذلك!".لأول مرة منذ أقتحامه غرفتها وقف يمعن النظر وكأنه فهم قصدها وسأل:" كان عليك أن تعرفي ذلك! تعرفين ماذا؟".
" لا حاجة بك الى أن تسأل , أرجع بذاكرتك خمس دقائق الى الوراء لتعرف الجواب".
أفلتت الكلمات المريرة غير المحترسة من فمها دون أن تقوى على كبتها , حملق فيها آرثر وصاح:" عما تتحدثين بحق الشيطان؟".
" أتحدث عن ليزا ! عن تسللها الى الهاتف بعد أن ناقشنا الموضوع جميعا وقررنا أن الأمر ليس بالخطورة التي تستوجب أستدعاءك".
على الرغم من محاولاتها للمحافظة على أتزانها فأن صوتها كان يرتفع تدريجيا وأردفت تقول:" وأنا أتحدث عن ليزا التي ألقت بنفسها بين ذراعيك قبل قليل على مشهد من الجميع ! كأنها..... كأنها.....".لم يقو على الصبر فأتخذ خطوة الى الأمام وأظلمت عيناه ولوى فمه بأحتقار:"يالله ! أذن هكذا! تعنين أنك رأيت ... أنك أعتقدن...!".
وشهق مهتاجا وأفلتت منه ضحكة خشنة وتابع :" من المستحيل تصديق ذلك".
" أحقا؟".
صر بأسنانه وقال:" لماذا لا تقولينها أذن؟ لماذا لا تتهمنينني صراحة بحب ليزا ؟".
أنت تقرأ
غفرت لك ! *روايات عبير
Romance107 - غقرت لك - مارغريت هيلتون- روايات عبير القديمة منقولة من منتديات روايتي. الملخص الاخلاص فضيلة كالذهب, نبحث عنها ونادرا نجدها .ولكن الاخلاص ايضا بوصلة عمياء وسط البحار قد تقود صاحبها الى شواطئ غير مرغوب فيها, كأية فضيلةأخرى يساء فهمها. كارين...