فات آوان التمني

5.5K 132 1
                                    

1- فات أوان التمني

أستيقظت كارين في وقت متأخر من صبيحة اليوم التالي لتجد نفسها في سريرها والى جانبها قدح من الشاي.

كانت وحيدة في الغرفة فالسرير المجاور كان خاليا من صاحبه , تذكرت حادثة ليلة أمس فشعرت بالأشمئزاز وغالبت في نفسها الميل الى الغثيان , أحست ببعض الرضوض المؤلمة وبصداع في رأسها , وبأنحطاط شامل في معنوياتها.

نزلت عن سريرها وأرتدت ثيابها , وأخذت تسرح شعرها بدون أعتناء , نظرت الى المرآة فهالتها الزرقة تحت عينيها , لا يمكنها حتما أن تنزل الى القاعة وهي على تلك الحال! تبدو مخيفة! جلست أمام المرآة تغلبها الحيرة , ماذا تفعل لتزيل آثار الكدمات عن وجهها ؟ فجأة سمعت طرقا خفيفا على الباب.لا يمكن أن يكون الطارق آرثر , فهو ليس من الدماثة بحيث يطرق على الباب ...
نظرت الى الباب وأنتظرت هنيهة ,من الطارق يا ترى؟ أخيرا هزت كتفيها وهتفت بصوت متعب:" أدخل".

كانت ليزا , تقف بوجه شاحب ويدين نحيلتين تمسكان بطرفي عباءة نومها , نظرت خلفها قبل أن تغلق الباب , كأنما تخشى أن يراها أحد , حملقت كارين مستغربة وسألتها:" ماذا بك؟ هل تحسين بشيء؟".

هزت ليزا رأسها وقالت متجهمة:" ليس أكثر من المعتاد ... رغبت أن أتحرك قليلا , رباه لو بأمكاني أن...".
أسرعت كارين نحوها تتجلى في عينيها تعابير الخوف:"ليزا ! هل تفكرين أن.....".
" كلا , أنا لا أفكر بشيء ما تتوهمين".
وجلست ليزا على طرف السرير ودفنت وجها بين راحتي يديها وتابعت حديثها:"أنا خائفة جدا , تعرفين بأنني من أولئك الناس الذين يتركون الأمور مهما كانت سيئة تسير على هواها , أملا في أن تتحسن في النهاية , لذلك فأن خوفي الآن ليس على نفسي... هل أنت بخير يا كارين؟".

نظرت كارين مستغربة:" ماذا تعنين يا ليزا؟".

وقفت ليزا وأخذت تذرع الغرفة جيئة وذهابا ثم قالت:" سمعتكما الليلة الماضية , وتساءلت ... هل كان آرثر ثملا؟".
حاولت كارين أن تخفي الرعشة التي ألمت بها , ورفعت رأسها بكبرياء تدعو الى الشفقة وقالت:" بالطبع لا! لا شك أنك تخيلت ما تظنين أنك سمعته".

أجابت ليزا بصراحة:" كلا لم أخيل , بعد أن تركتني ليلة أمس لم أستطع النوم , نزلت من غرفتي والألم يعصر معدتي والبرد يتغلغل في أطرافي , فكرت أن أتناول شرابا حارا , وأذا بآرثر يدخل فشعرت بخوف شديد".
" خفت؟ لماذا؟".
" كان ثملا , وأنا أعرفه جيدا , أنه عنيف لا يتورع عن أرتكاب أي فعل وهو على تلك الحال ... تركته وصعدت الى غرفتي , وبعد ذلك... كارين هل الأمور على ما يرام؟".

حاولت كارين جاهدة أن تحافظ على هدوء صوتها وهي تجيب :" لماذا لا تكون كذلك؟ حدثت مشادة بسيطة بيننا , هذا كل ما هناك".

" أتمنى أن يكون ما تقولينه صحيحا".
" ليزا ما الذي ترمين اليه؟".
أدرات ليزا ظهرها الى كارين ووقفت أزاء النافذة وسألت:" كارين هل حدث شيء بينكما وأنتما في جنوب أميركا؟ لأنك على ما أعتقد تركته هناك ورجعت الى لندن".

غفرت لك ! *روايات  عبير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن