9- السهم يصيب الهدف
خيم الصمت عليهما خلال الأميال الثلاثة في طريق عودتهما الى البيت , وشعرت كارين لذلك براحة نفسية تامة , لم يبق ما يقوله أحدهما للآخر ,خاصة وأنها بلغت مرحلة يمكن للصمت أن يمنحها فيها الأمان من أن تبتلي بجروح أخرى , لكن آرثر قطع حبل الصمت , عندما لاح لهما من بعيد شبح البيت يكتنفه الضباب :" قد تدوم هذه الحال عدة أيام".
صدقت النبؤة , فالضباب الذي يزحف من الأرض الجرداء الشمالية أستقر كالستارة البيضاء فوق الوادي وأستمر ثلاثة أيام , كان يرق أحيانا فيسمح لتسلل بعض اللوحات المضيئة ثم ما يلبث أن يتكاثف ليلف دلرسبك في عزلة قاتمة .وصل كليفورد ظهيرة يوم الجمعة , بشرهم بأن الشمس كانت ساطعة معظم الطريق الى يورك , كانت البشرى كافية لأيقاظ ليزا من خمولها , خاصة وأن كليفورد جلب لها مجموعة من كراسات الدعاية للأماكن الجميلة التي يجدر بالمرء أن يقضي فيها أيام العطل , وأقترح عليها أن تبدأ بالتخطيط للعطلة الصيفية , أستعادت ليزا بعض حيويتها القديمة وتربعت فوق سجادة بالقرب من النار , والمشاهد المغرية لامكنة اللهو البعيدة تنتشر من حولها , موضوع العطل والرحلات التي جاء بها كليفورد أثار معظمم أهل البيت الذين كانوا قد سئموا الضباب الذي خيم على محيطهم , فأخذ كل منهم يحدد المكان الذي سيمضي فيه عطلته السنوية , ألا آرثر , فأنه ظل بمعزل عن المشاركة في الحديث , فسألته ليزا:" ألا تنوي أن تأخذ عطلة في هذه السنة؟".
" أنا أقضي عطلتي الآن".
نظرت اليه أليزابيت قائلة:"أنا لا أعتبر البقاء هنا عطلة يا عزيزتي , ثم ماذا عن كارين؟"." كارين تعلم بأنني لن أعارض أبدا أن تذهب أينما تشاء بدوني .... أذا أرادت".
لم تكن كارين الوحيدة التي ظهرت على وجهها علائم الدهشة لجواب آرثر , وقبل أن تعقب بكلمة سبقتها أليزابيت وليزا بالكلام معا , ثم توقفتا ونظرت كل منهما الى الأخرى , أبتسمت أليزابيت لأبنتها وقالت:" تكلمي يا حبيبتي , أنني متأكدة بأنك كنت ستقولين بالضبط ما كنت أنوي قوله ".
أبتسمت ليزا أبتسامة خبيثة وقالت:" لا أظن ذلك يا ماما , كنت ستستغربين فكرة ذهاب كارين لقضاء عطلة بدون آرثر , لكنني أخالفك في ذلك أعتقد أنه من الضروري أن يأخذ الأزواج عطلا منفصلة , يكفي أنهم معا باقي أيام السنة".وألتفتت الى زوجها مبتسمة وأردفت:" أعرف أن كليفورد سيعتبر فكرتي هذه في منتهى القباحة , فهو ذو عقلية جامدة , ألا يوافقني أحد على فكرتي؟".
أجاب آرثر:" هذا يعتمد على الشخص الذي يصاحبك في العطلة ".
ضحك الجميع لجواب آرثر , بأستثناء كليفورد الذي ألقى بكراسة الرحلات من يده وقال:" ما ترمون اليه خيانة زوجية صريحة".
أنفجرت ليزا قائلة , بدون أن تنظر الى وجه زوجها الذي بدا عليه الأنزعاج:" كليفورد! أنك لن تتغير أبدا! وبعد فأنا لم أقل كلمة حول مصاحبة أي أنسان آخر في العطلة , لكنها خاطرة طرحتها , ثم لماذا لا تتحدثون عن تلك الرحلات التي يقوم بها الرجال بدون نسائهم , ويدعونها رحلات عمل؟".
أنت تقرأ
غفرت لك ! *روايات عبير
Romance107 - غقرت لك - مارغريت هيلتون- روايات عبير القديمة منقولة من منتديات روايتي. الملخص الاخلاص فضيلة كالذهب, نبحث عنها ونادرا نجدها .ولكن الاخلاص ايضا بوصلة عمياء وسط البحار قد تقود صاحبها الى شواطئ غير مرغوب فيها, كأية فضيلةأخرى يساء فهمها. كارين...