part 1

867 20 11
                                    

أشعلت سيجارة و أخذت نفسا طويلا، سألتني: أتظن بأن الحب خطيئة؟!...لأثير عبد الله النمشي

دنيا فتاة تبلغ من العمر12 سنة ذات شعر أسود طويل ، عينين صغيرتين بنيتين كانت تعشق الكتب حد الجنون بهم .. رواية تتلو الأخرى .. عبارة عبارتين .. كل شيء كان جميلا لحد ما .. كانت تحلم بأن تكون كاتبة و لكن أكان يجب أن تحصل كل تلك الأحداث لتعيش هي الرواية بدلا من أن تنسجها من خيالها و تخطها بأقلامها ..
فما هي قصتك يا ترى ؟

إنتقلت دنيا إلى مدينة جديدة ، ذلك بسبب عمل أبيها الذي يستدعي التنقل من فترة إلى أخرى فلقد كان أبوها شرطي !
وككل البدايات قررت أن تبدأ مع هذه المدينة التي لا تعرفها حياة جديدة، أمل جديد و ذكريات أخرى غير التي تملك

كعاشقة إستطلاع خرجت في يومها الأول لتستكشف المنطقة بدأت تمشي ببطئ شديد رأت أن هناك حديقة بجانب منزلها دخلتها بحماس فلمحت شجرة تين كانت كبيرة فيها غصن متدل يبدو قوي كفاية لتجلس عليه فهمست "رائع هنا أستطيع أن أقرأ كتبي بهدوء "ثم التفتت لترى وردة حمراء كتلك التي تعرفها عادت بعض الذكريات بسرعة خافت و خرجت مسرعة من تلك الحديقة بعدها أخذت نفسا عميقا و قالت لنفسها" لابأس مجرد ذكرى .. إنها مجرد ذكرى "
شعرت بعدم الإرتياح بعد كل تلك الذكريات فقررت العودة دون أن تكمل جولتها الإستكشافية ،
عادت الى منزل خائبة الآمال.. فوجدت أباها ينتظرها قال لهابعد الترحيب: لقد سجلتك بمدرسة جديدة يجب عليك أن تذهبي غدا إنها قريبة من حي الشرطة و قررت أن آخذك إليها اليوم لكي لا تضلين طريق العودة كعادتك ..حسنا ؟"
دنيا "أجل ..حسنا!"

ذهبت مع والدها لترى المدرسة لم تكن بعيدة و لكن بشكل ما كانت الطريق تشبة طريق المدرسة القديمة أهذه صدفة أيضا ؟ أم أنها مجرد إشارة لكي لا أحاول أن أنسى ..؟ هذا ما قالته في نفسها و هي تتجول وحدها في ساحة المدرسة
تم عادت إلى المنزل وحدها بعد أن إضطر الوالد لذهاب إلى عمله

اليوم الأول في المدرسة

قاموا بتحية العلم و دخلت دنيا و زملائها الصف بعدها بدقائق دخلت الاستاذة وقف الجميع لتحيتها قالوا بصوت عال "صباح الخير"
ردة الأستاذة "صباح الخير" نظرت إلى أوراقها المبعثرة على مكتبها و قالت " اليوم إنضمت لنا طالبة جديدة" استأنفت حديثها بعد أن نظرت إلى دنيا و قالت:" تفضلي و عرفينا على نفسك !"

تفاجأت دنيا هي التي لم تتوقع أن يحدث هذا و خاصة بعد أن قامت بنزع فردة حذائها التي كانت تؤلمها و رجلها التي كانت تنزف
وقفت مترددة و قالت:" أجل "
الأستاذة تنتظر "هيا تعالي إلى هنا "

تقدمت للأمام دون الحذاء و كل الأعين عليها تعالت ضحكات الجميع لكنها لم تهتم طالما أن الأستاذة لم تنتبه قالت " أنا دنيا ..!"
بعد قليل من الصمت
نظرت إليها الأستاذة التي كانت تجلس على مكتبها " هذا فقط ؟ "
دنيا" أجل ؟ "
حسنا !! غريب و لكن جيد .. يمكنك الجلوس "
عادت إلى مقعدها و بدأت الأستاذة بالشرح أما دنيا كانت تفكر كيف تلبس حذائها و رجلها تنزف دما فلاحظت يدا مدت اليها تحمل قطنا نظرت لتجده فتى كان يجلس ليس ببعيد عنها.. أخذت القطن و قالت" شكرا" و لكن من دون رد
بعد إنتهاء المعلمة من الشرح قالت" بما أنها سنة جديدة وضعت مخططا جديدا للجلوس" تأفف الجميع و قالو "لا نريد فلقد اعتدنا على بعضنا هكذا"
قالت المعلمة بغضب باد على وجهها" لا تناقشوني قررت و إنتهى"
بعد الترتيب كان موقع دنيا في الصف الثاني المقعد الأول من دون شريك.. أعجبها هذا إلى أن بدأ أحد زملائها بالصراخ قال للأستاذة أنه لا يريد أن يجلس مع أسامة فهو غريب دائما و أنه يخاف منه
قالت الأستاذة "لأسامة لاباس يا بني لا تخف إجلس أمام دنيا أظن أن هذا المكان سيكون مناسبا لك "
صدمت دنيا و قالت لنفسها يال حظي الأسود هل يجب علي أن اكون البديل دائما ألا يوجد مكان غير هذا تبا "
و بعد أن إنتهت الأستاذة" قالت يمكنكم الإنصراف الأن لا تنسو ترتيبكم هذا كما أنني لا أقبل التغيير مفهووم ؟"
ردد الجميع بنعم و إنصرفو
خرجت دنيا و هي تمشي ببطئ كعادتها متجهة نحو منزلها لتسمع صوت ما يناديها التفتت لترى من اذ بها فتاة
دنيا: "من هذه ياترى و لكن كيف تعرف إسمي هل هي معي في الصف ؟!!"
و صلت الفتاة و قالت "مرحبا أنا اسمي رانيا.. نحن في نفس الصف "
ردت دنيا ببرود "و ماذا بعد "
رانيا متفاجأة برد دنيا و برودتها قالت بتردد "هل يمكننا أن نكون صديقتين"
قالت دنيا و هي تمشي" لما لا فانا أحاول أن أبدا من جديد على أية حال "
قالت رانيا بعد القليل من الحيرة" رائع اذا" أكملت "ولكن هل حقا ستقبلين بأسامة كشريك لك في الصف"
دنيا " و ماذا في ذلك ؟ "
رانيا " يقولون أن اسامة مريض بالتوحد تصرفاته غريبة جدا و لا احد في صفنا يتكلم معه انه حقا يخيفني "
دنيا تتساءل "مرض التوحد؟ لا أعرف ماذا يعني هذا ؟!"
رانيا" لا أحد يعرف "
دنيا" و لكن-"
رانيا مقاطعة دنيا" هذا هو منزلي إلى اللقاء اراك غدا "
دنيا" آه ..إلى اللقاء "
واصلت دنيا التفكير بما قالته رانيا مرض التوحد تبا ما المصيبة التي وقعت بها .. يجب أن أعرف ماهذا لكي أتجنب التعامل معه تبااا
فور وصولها رمت بحقيبة ظهرها و نادت أمها
" أمي !! أين أبي ؟"
الأم خائفة "لماذا ..؟ هل حصلت لك أي مشاكل في المدرسة ؟ هل فقدت وعيك مجددا ؟ "
دنيا مطمئنة لوالدتها "لا لم يحصل شئ و لكن أريد أن أسأل أبي عن شيء فقط "
الأم" إنه في عمله و سيعود في المساء .. هل أنت متأكدة من أنك بخير ؟
دنيا " أجل أمي لا تقلقي "
الأم " هيا أخبريني كيف كان يومك الأول في المدرسة "
دنيا ببرود "لابأس به .. سأذهب إلى غرفتي نتحدث لاحقا "
إتجهة إلى غرفتها إرتمت على سريرها تفكر في ذلك المرض هل هو خطير هل يمكن أن يموت بسبب هذا المرض و هنا عادت بها الذاكرة إلى تلك اللحظة .. تردد في أذنها صوت يقول أجل كنت أعلم أنه سيموت كان ذلك بسبب مرضه و لكن لماذا لا يوجد أي خبر عنه حتى الآن خذوني إلى ولدي يجب أن أراه "
قاطع تفكير دنيا دموع كانت قد شقت طريقها من دون إذنها مسحت دموعها و قالت" لابأس أستطيع أن أنسى لن يكون صعبا علي أبدا "
صوت أمها "هيا يا إبنتي وقت العشاء"
بعد أن أكلت دنيا ذهبت لتراجع بعض دروسها و لكن إنتهى بها الحال ترسم وردة حمراء.....
_________
يتبع ...
👇👇👇👇👇👇👇👇

فتاة عالقة في ذكريات الماضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن