وقفت تجمع اغراضها .. دفترها و اقلامها المتساقطة على الأرض ..بصمت و هدوء و حركة ارجل لا تكاد تسمع ، و لولا سواد عباءتها لما شوهدت ..
تكاد تنفجر وجنتاها – خجلاَ – و كأن نقابها تلبس اللون الاحمر هو الآخر من شدة احمرار خديها ..
تمشي و هي لا تعلم ما الخطأ الذي اقترفته ، الصمت يسود القاعة لا يسمع سوى صوت التكييف ،،
خطت خطوتها الأولى ، و هي تناظر الارض و الارض فقط ،، و كأنها تعد بلاطها ..
الخطوة الثانية .. تكاد تسمع اصواتم يتكلمون ..
احدهم يحدث الآخر بأنها ..
و الآخر يقول لآخر بأنها .. و بالاطبع سيضيف عليه الكثير لكي تصبح القصة مؤثرة اكثر ..
لكن الصمت لازال سائدا و ما هي إلا هواجس في عقلها .
ما بال الباب ابتعد كثيراُ _ تسأل نفسها _ .
يسقط قلمها على الارض من شدة توترها ..
كانت ستكمل طريقها بدونه لولا أن صديقتها التي توفت قبل عامين ؛ هي من اهدتها اياه .
نزلت بسرعة خاطفة و اخذت قلمها و استمرت بمشيها ..
و خلال هذه الثواني البسيطة كي تصل الى بوابة القاعة .. مرت في رأسها الف فكرة و فكرة عن الذنب الذي اقترفته ..
اعتقد ان ما قالته صحيح
قالها و ما زال رأسه منكباًعلى الورقة –
تصنمت هي في مكانها ، و كأنها تجمدت ..
و صوت رخيم .. لا بل ناشز يرد قائلاً : ماذا قلت .. اتعتقد ؟!
رفع رأسه من الورقة ، و بنظرة حادة و مليئة بالثقة يقول : لا ، لا اعتقد .. بل انا متأكد أن ما قالته صحيح لإن .. ...
يقاطعه الصوت الناشز مرة اخرى بحدة أكبر بين الاستهزاء و التعصييب : أتريد اللحاق بها ؟!
رد ساخراً و هو يلملم اغراضه هو الآخر : و إذا ابطل الحق ، فماذا انتظر ، بالطبع سألحق بها ، لا بل سأسبقها ..
و بإبتسامة عريضة يكمل : فهي لم تتزحزح من مكانها ..
قفز من فوق الدُرج و بخطوات واثقة - عكسها تماما – مشى وحتى وصل الى حيث تجمدت هي .. همس بهدوء : هيا تحركي قبل ان يرجع بكلامه و يعيدنا الى محاضرته المملة . و استمر حتى خرج من البوابة ..
كلماته و كأنما أعادت الروح اليها و ان صح التعبير و كأنها اذابت التجمد الذي اصابها ، لا محبة بل أعادت الثقة في نفسها .
ابتسمت و لحقت به و خرجت من القاعة المشؤومة .
جلست على إحدى الدرجات لترتب أوراقها فرأت ما كانت تكتبه و لسببه طردت ..
أخذت قلمها و بدأت تقوم ببعض الكتابات و الخربشات ، و يظهر على وجهها علامات الاستغراب تارة و الاحباط تارة و الفرح تارة اخرى .
كان يلتفت عليها بين الحين و الاخر ، اقترب اليها و صرخ قائلا : صحييييييييييجة ،
فزت من مكانها حتى تساقطت اغراضها أرضاُ ،
لم تصرخ – قالت فزعة - .
لإنك منعدمة الثقة – قالها مازحا - .
ردت بغضب : و لم تقول هكذا عني ؟
اتكأ على حديد الدَرَج و قال : أتعلمين لم طردك الدكتور ؟! لإنك لست مثل باقي الفتيات اللواتي تعرفينهن جيداً ..
لم تفهم و ازدادت علامات الاستغراب في وجهها - ..
استطرد قائلا : حسنا سأشرح لكِ ..
قاطعته بغضب : أنا لم آت الى هنا لكي تشرح لي أنت ، أنا هنا لكي اتعلم من من له الحق في تعليمي ، و جلوسك هنا معي خاطىء جدا ..
هو بوجه شبه مبتسم : ............
استمرت هي بالكلام : أنا ذاهبة و أشكرك لوقوفك معي .
أخذت أغراضها و بدأت تبحث عن قلمها .. فكانت تبحث بعصبية و غضب ..
و هو يتفرج عليها و بفهمه ابتسامة عريضة ..
و قال : لهذا السبب طردتي ..
التفتت عليه و لكنها لم تنطق بكلمة .. و استمرت بالبحث ،،
و استمر هو بالكلام : اسمي شادي ، اكبرك مممممم اعتقد بسنة أو اثنتين .. درست المحاسبة سنة كاملة و لكن شغفي بكلمة ( مهندس ) جعلني اقدم للهندسة ، درست الميكانيكا سنة كاملة ايضا و لكن لم اشعر برغبة بها و هأنا ذا اعيد سنتي الاولى و لكن معكم هذه المرة ، - اخذ نفس عميقا و أكمل – أنتي لا تعلمين كيف هم مدرسو الجامعة ، ليسو كمدرسي المدرسة ..
هو مازال يتكلم و هي نزلت عدة درجات للبحث عن قلمها .. فرفع صوته كي تسمعه ، اجابتك كانت صحيحة مائة بالمائة ، و لكن لست مثلهن لذلك عندما عندما اخبرته بإن كلامه خاطىء ، طردك ..
التفتت بغضب و كأنها كانت تريد قول شيء ، فرأته واقفا و متكئاً على حديد الدَرَج و بيده قلمها و كان ملتفتا الى السقف لا عليها ، فكأنه يحادثه هو لا هي ...
فنست ما كانت ستقول و صرخت بغضب : كل هذا الوقت و قلمي بيدك ، الم تراني ابحث عنه ؟
ابتسم قائلا : و هل سألتني عنه ؟! ثم لِمَ كل هذا الغضب ، سأشتري لك الاغلى منه ايتها البخيلة .
سحبت القلم من يده و اخذت حقيبتها و اوراقها و مشت بسرعة و عاد هو لوضعيته ملتفتاَ للسقف .
توقفت قليلاَ ثم عادت و قالت : ليس الشيء بقيمته المادية ، ا يها المغرور ..
ما كاد يلتفت عليها حتى رآها قد هرولت مسرعة الى الخارج ..
قال بينه و بين نفسه : اخبرتك بأنك لست مثلهم ،،
أنت تقرأ
حب بالحرم
Literatura Femininaروايتي ليست للقراءة ، روايتي للاحساس بها فلا تقرأها فهي رواية تعبر عن معاناة الانثى في ظل المجتمع الذكوري المتذرع بذريعة الدين ( و الدين متبرأ من أمثال هؤلاء الذكور ) تعبر عن الصراع بين العادات و التقاليد ، و تأثيرها على حواء و تقييدها بسبب ر...