الفصل الأول ( 1-2 )

122 4 1
                                    


وقفت تجمع اغراضها .. دفترها و اقلامها المتساقطة على الأرض ..

بصمت و هدوء و حركة ارجل لا تكاد تسمع ، و لولا سواد عباءتها لما شوهدت ..

تكاد تنفجر وجنتاها – خجلاَ – و كأن نقابها تلبس اللون الاحمر هو الآخر من شدة احمرار خديها ..

تمشي و هي لا تعلم ما الخطأ الذي اقترفته ، الصمت يسود القاعة لا يسمع سوى صوت التكييف ،،

خطت خطوتها الأولى ، و هي تناظر الارض و الارض فقط  ،، و كأنها تعد بلاطها ..

الخطوة الثانية .. تكاد تسمع اصواتم يتكلمون ..

احدهم يحدث الآخر بأنها ..

 و الآخر يقول لآخر بأنها .. و بالاطبع سيضيف عليه الكثير لكي تصبح القصة مؤثرة اكثر ..

لكن الصمت لازال سائدا و ما هي إلا هواجس في عقلها .

ما بال الباب ابتعد كثيراُ _ تسأل نفسها _ .

يسقط قلمها على الارض من شدة توترها ..

كانت ستكمل طريقها بدونه لولا أن صديقتها التي توفت قبل عامين ؛ هي من اهدتها اياه .

نزلت بسرعة خاطفة و اخذت قلمها و استمرت بمشيها ..

و خلال هذه الثواني البسيطة كي تصل الى بوابة القاعة .. مرت في رأسها الف فكرة و فكرة عن الذنب الذي اقترفته ..

اعتقد ان ما قالته صحيح

قالها و ما زال رأسه منكباًعلى الورقة –

تصنمت هي في مكانها ، و كأنها تجمدت ..

و صوت رخيم .. لا بل ناشز يرد قائلاً : ماذا قلت .. اتعتقد ؟!

رفع رأسه من الورقة ، و بنظرة حادة و مليئة بالثقة يقول : لا ، لا اعتقد .. بل انا متأكد أن ما قالته صحيح لإن .. ...

يقاطعه الصوت الناشز مرة اخرى بحدة أكبر بين الاستهزاء و التعصييب : أتريد اللحاق بها ؟!

رد ساخراً و هو يلملم اغراضه هو الآخر : و إذا ابطل الحق ، فماذا انتظر ، بالطبع سألحق بها ، لا بل سأسبقها ..

و بإبتسامة عريضة يكمل : فهي لم تتزحزح من مكانها ..

قفز من فوق الدُرج و بخطوات واثقة - عكسها تماما – مشى وحتى وصل الى حيث تجمدت هي .. همس بهدوء : هيا تحركي قبل ان يرجع بكلامه و يعيدنا الى محاضرته المملة . و استمر حتى خرج من البوابة ..

كلماته و كأنما أعادت الروح اليها و ان صح التعبير و كأنها اذابت التجمد الذي اصابها ، لا محبة بل أعادت الثقة في نفسها .

ابتسمت و لحقت به و خرجت من القاعة المشؤومة .

جلست على إحدى الدرجات لترتب أوراقها فرأت ما كانت تكتبه و لسببه طردت ..

أخذت قلمها و بدأت تقوم ببعض الكتابات و الخربشات ، و يظهر على وجهها علامات الاستغراب تارة و الاحباط تارة و الفرح تارة اخرى .

كان يلتفت عليها بين الحين و الاخر ، اقترب اليها و صرخ قائلا : صحييييييييييجة ،

فزت من مكانها حتى تساقطت اغراضها أرضاُ ،

لم تصرخ – قالت فزعة - .

لإنك منعدمة الثقة – قالها مازحا - .

ردت بغضب : و لم تقول هكذا عني ؟

اتكأ على حديد الدَرَج و قال : أتعلمين لم طردك الدكتور ؟! لإنك لست مثل باقي الفتيات اللواتي تعرفينهن جيداً ..

لم تفهم و ازدادت علامات الاستغراب في وجهها - ..

استطرد قائلا : حسنا سأشرح لكِ ..

قاطعته بغضب : أنا لم آت الى هنا لكي تشرح لي أنت ، أنا هنا لكي اتعلم من من له الحق في تعليمي ، و جلوسك هنا معي خاطىء جدا ..

هو بوجه شبه مبتسم : ............

استمرت هي بالكلام : أنا ذاهبة و أشكرك لوقوفك معي .

أخذت أغراضها و بدأت تبحث عن قلمها .. فكانت تبحث بعصبية و غضب ..

و هو يتفرج عليها و بفهمه ابتسامة عريضة ..

و قال : لهذا السبب طردتي ..

التفتت عليه و لكنها لم تنطق بكلمة .. و استمرت بالبحث ،،

و استمر هو بالكلام : اسمي شادي ، اكبرك مممممم اعتقد بسنة أو اثنتين .. درست المحاسبة سنة كاملة و لكن شغفي بكلمة ( مهندس ) جعلني اقدم للهندسة ، درست الميكانيكا سنة كاملة ايضا و لكن لم اشعر برغبة بها و هأنا ذا اعيد سنتي الاولى و لكن معكم هذه المرة ، - اخذ نفس عميقا و أكمل – أنتي لا تعلمين كيف هم مدرسو الجامعة ، ليسو كمدرسي المدرسة ..

هو مازال يتكلم و هي نزلت عدة درجات للبحث عن قلمها .. فرفع صوته كي تسمعه ، اجابتك كانت صحيحة مائة بالمائة ، و لكن لست مثلهن لذلك عندما عندما اخبرته بإن كلامه خاطىء ، طردك ..

التفتت بغضب و كأنها كانت تريد قول شيء ، فرأته واقفا و متكئاً على حديد الدَرَج و بيده قلمها و كان ملتفتا الى السقف لا عليها ، فكأنه يحادثه هو لا هي ...

فنست ما كانت ستقول و صرخت بغضب : كل هذا الوقت و قلمي بيدك ،  الم تراني ابحث عنه ؟

ابتسم قائلا : و هل سألتني عنه ؟! ثم لِمَ كل هذا الغضب ، سأشتري لك الاغلى منه ايتها البخيلة .

سحبت القلم من يده و اخذت حقيبتها و اوراقها و مشت بسرعة و عاد هو لوضعيته ملتفتاَ للسقف .

توقفت قليلاَ ثم عادت و قالت : ليس الشيء بقيمته المادية ، ا يها المغرور ..

ما كاد يلتفت عليها حتى رآها قد هرولت مسرعة الى الخارج ..

قال بينه و بين نفسه : اخبرتك بأنك لست مثلهم ،،

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 30, 2016 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حب بالحرم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن