بعد رحيلك

52 1 1
                                    

تدفق قلبي اشتياقا، و انشغل الأحد عن الآخر و أصبحت أنتظر السبت المشؤوم لرؤيتك .. كسجين بلغت مدة سجنه رقمه .. و في قلبي حنين إلى الحرية . حريتي يا حبيبي .. أن ارتمي في حضنك الحريري. مضى شهران على رحيلك .. و أخيرا ستأتي، و لعلك لن تأتي ، قد لا أتحمل رحيلك من جديد و أن أعيد الكرة من جديد  . لأنه قيل انه يحكى أن ما يحكى يحكى و أن ما لا يحكى يحكي
و ما لا يحكى لا يحكى و يحكى أيضا أنك حكيت
حكيت و تكلمت و أني كنت جالسة، بجانبك جالسة معك و لكنني وحدي كقطة سوداء برفقة كلب أبيض لقد كنت وحيدة قبل مجيئك أو أنك من جعلتني أدرك ذلك غير أنني، كنت مدركة أنني فاشلة أفشل في كل شيء ، ما عدا؛ ما عدا البقاء على قيد الحياةو خلال تلك اللحظات ، برفقتك كنت أؤمن أن يوما ما سينتهي كل هذا العبث و سأعود وحيدة مجددا لكنني كنت واقعية أكثر من اللازم أو كنت اتهرب من الألم الذي ما لبث أن سكنني بعد رحيلك و بعد لا مبالاتك و ها ذي القطة السوداء بلا كلبها الأبيض و لكن ظله لم يرحل معه و هو ينتظر عودته أيضا أعلم أن هذا الشوق سينتهي إما بعودتك أو بنسيانك و لكن هل نريد ذلك؟فأنا أشبه بزوجة جندي رحل تلبية لنداء وطنه و ألا يدري أني الوطن؟ و أن حضني ، مسقط رأسه و يداي تناديان عليه ليملأ فراغهما و لست متأكدة إن كنت ستعود أم لا أقسم أني لم أكن مطمئنة يوما بهذا القدر لكني لا أنكر أن الشكوك تراودني و الأحلام تطاردني
حول يوم و سبب فراقنا و لكني لا أدري، إذ بشعوري هذا أجد نفسي أتحول إلى شخص آخر أهرب منه أكرهه و ألومه  الشخص الذي يعتمد على شخص آخر لتحقيق رغباته و لكي يتحرر و أن يخسر ماهية نفسه من أجل ذلك و لكن اسمع ، يا حبيبي أنا متيقنة ، أني حتى لو فاق حبي لك شموخ الجبال و جمال عينيك السوداوتين و منطق المنطق و خلود كتابات نيتشه لن أكون قادرة على التنازل لأصبح هذا الشخص لذا أسرع إلي و أخبرني أنك لست المسؤول
و أكد لي أنك مساندي و قبلني بعد ذلك فالله أعلم ، كم اشتقت لك و لشفتاك بنكهة القهوة التي أكره تذوقهاو أصبحت تطيب لي بعد رحيلك.

و بعد؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن