في يومين .

833 43 2
                                    



في يومين .


توجهت بعد خروجي إلى والدي , فأنا أريدُ منهُ المعلومات . و لكن سأحاول قدر الإمكان بأن لا يعرف السبب الحقيقي وراءَ مجيئي , حتى لا تكبر المشاكل أكثر من هذا الحد .

قلتُ له : صباحُ الخير , يا أبي لِما سجنت سليم و أنت تعلم إنه بريء ؟ . قال لي بغضب : لا تتدخلي ! .

يا الهي لقد أغلق الباب بوجهي ! . حتى دونَ أن أحصل على معلومة واحدة حتى , ربما فقط زدت غضبة ! . إن أفكاري المجنونة تعقد الموضوع بدل أن تبسطه ! .

بعدها ذهبت إلى الملكة جميلة , شعرت إني محققة فأنا استجوبت جميع المتهمين , و لم أستفد من أي شخص . أتمنى من كل قلبي أن أحصل على معلومةٍ و لو بسيطة منها !

قبل أن أدخل سمعت الملكة جميلة تكلم الحارس : لما عادت تلك البلوى ؟ و أنا اعتقدت إني دفنتها من 15 عاماً , عليّ في هذه المرة أن أقتله حتى يختفي من حياتي و للأبد !

ما إن سمعت كلام الملكة جميلة , حتى شهقت من الفزع . أنا أعلم إنها تكرهني و تكره كل شيء يتعلق بي و لكن ليس لحد القتل ! . لكن ربما لا تقصد أخي , أو إذا كانت حقاً لا تقصده إذن لِما ذكرت 15 عاماً ؟ علي أن استدرجها بالمعلومات , و هذه المرة سأنجح فأنا لدي خبرة .

دخلت غرفتها بعدما طرقت الباب , و حييتها و قلت : يا أمي . ( طبعاً هذه أول مرة في حياتي أقول للمكلة جميلة يا أمي , فأنا أريد استدراجها . ) منذ متى و أنتِ متزوجة من أبي ؟

قالت لي بحذر : و لِما السؤال ؟ . أجبتُها : حتى أعلم منذ متى و قد دخلت السعادة إلى عائلتي بوجودك ! . ( أعلم إن هذا نفاق و لكني مجبرة ) قالت لي بابتسامة : منذ 15 عاماً .

قلت لها : و هل أمي قبل أن تتوفى , أنجبتني أنا فقط ؟ . قالت لي : لا , لقد أنجبت ولد قبلك بخمس أعوام , ثم قالت بتلبك أعني نعم هي أنجبتك أنتِ فقط , فالولد قد توفي منذ 15 عاماً . ( يا الهي التاريخ تكرر , 15 عام , يا ترى ما سُرها ؟ ) .

قلتُ لها : و لكني لا أرى قبره ؟ . أجابتني بتلبك واضح : لأنه قد دُفِن مع والدتك . استغربت من إجابتها , فهي تجيد الكذب . قلتُ لها : هل مات بنفس يوم وفاتها , و كيف مات ؟ قالت لي و ملامح الغضب قد علت وجهها : نعم لقد مات بنفس يومها , ثم والدك لم يخبرني سبب موته . و كُفي عن التحقيق ! .

خرجتُ من الغرفة و توجهت لغرفتي , و أنا أعلم إن الملكة جميلة لها يد كبيرة بالمؤامرة . و إلا ما كانت طردتني . كنت أفكر بموضوع الملكة جميلة حتى نمت .

في الصباح , تحديداً في الزنزانة . طلب سليم ( جمال ) من الحراس بأن يحضروا له أسرته , كأخر أمنية له قبل إعدامه في صبيحة يوم غدٍ .

و بالفعل تم تحقيق أمنيته , و إحضار أسرته .

التي ما إن شاهدها حتى امتلأت عيناه بالدموع , فقد كانت أسرته في حالٍ يرثى لها ! . فمعالم الجوع و العطش و البرد باديةٌ عليهم بشكلٍ ملحوظ , فهم يسكنون بكوخٍ محروق , بقليلٍ من الأكل و الشرب .

فورما رأته السيدة حليمة حتى عانقته و هي تبكي و تقول : كل ذلك بسببي ! , أعذرني يا بُني أنا حقاً آسفة . كان يجب علي أن أستمع لكلامك و أرجع الأميرة للقصر بدلاً من أن أعتني بها . أنا آسفة .

قال لها سليم : لا يا أمي , لا تقولي هكذا . أنا السبب في كل شيء . إن العائلة المالكة تريد أن تنتقم مني و تدخلكم بمشاكلي .

قالت ملاك : ما بك َ يا سليم , إن جسمك هزيلٌ جداً , و وجهك مصفر . هل تأكل ؟

أجابها سليم : لا عليكِ مني , فأنا غداً سيتم تنفيذ عقاب الإعدام بحقي . و نعم , أنا لم أكل شيء من يوم دخولي للسجن . و كيف تريديني أن أأكل و تلك المصائب وقعت فوق رأسي دفعةً واحدة ! , غيرَ أنكِ لم تأكلي و تريدينني أن أأكل ؟ .

قال جابر : يا أبي , أنا سأدعو لك حتى تنتهي مصائبك . قال له سليم : أنا سوف تنتهي مصائبي بإعدامي بالغد , ولكنكم ستبدأ مصائبكم من الغد . ساعدكم الله يا أسرتي . أتمنى لو كنتُ خارج هذه القضبان لاستطيع مساعدتكم .

قالت ملاك : في النهاية الحقيقة ستظهر . و أنا سأدعو لك . و لا تقلق على مأكلنا و مشربنا و مسكننا , فنحن نأكل و نشرب من المال الذي نكسبه من بيع الحطب , أما مسكننا فنحن ما زلنا نسكن بكوخنا المحروق .

قاطعها سليم : الكوخ المحروق , ما الذي تقصدينه كيف أحترق ؟! . أجابته ملاك : عندما فقدت وعيك و أخذوك للسجن , أحرقوا كوخنا . قال سليم : الجبناء حرقوه عندما فقدت وعي ! . بعدها دخل الحارس معلناً انتهاء وقت الزيارة , و ودع سليم أسرته , على أملٍ ضعيف بلقائهم مرةً أخرى .

و عندما شارف اليوم الثاني على الانتهاء , من غير فائدةٍ ترجو قررت أنا زمرد مواجهة أبي . فمهما كانت النتائج لن تكون أسوء من الإعدام ! ......


الأمير المجهولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن