جـنونٌ عـاقل.|مُكـتملة.

مِن حُسن حظي.

نهضت عن ذلك السرير متوجهه للحمام،نظرت عبر تلك المرآه وهي ترى الشحوب والعيوب التي تُغطي وجهها..التعب والإرهاق يظهر عليها،غسلت وجهها بالماء البارد لترتدي ثيابها وتتوجه للمشفى.
.
.
"انت بخير جاك؟".
همست كريستينا وهي تنظر الى جاك الذي كان يُحدق في المجهول،لم يأكل اي شيء منذ جلوسه على الطاولة،نظر اليها اخيراً ليهمس لها
"هل تظنينها بدأت تُصدقني؟"
"من هي جاك؟".
"روز!،امانـديس اخبرتني انها اهتمت بالامر!".
همس بأبتسامة لتنظر كريستينا الى جورج..كان جورج ينظر الى جاك وكـأن ثُقل العالم فوق كتفيه..هو يرى ابنه الوحيد يفقد عقله..ولا يستطيع فعل اي شيء له!،تماماً كـ شخص مكتوفِ الايدي..
"انتم تظنون انني مجنون..انتم لن تفهمونني يوماً!".
صرخ جاك وهو ينهض عن ذلك الكرسي..اكتفى جورج بالنظر الى كريستينا وملامح وجهه تظهر صدمته..

بالنسبه لجاك الذي صعد لتلك الغرفه،اخرج ذلك اللون الازرق وورقه بيضاء ليرسم لوحه غير مفهومه،وعِندما انتهى؟جلس وجسده ضد ذلك الحائط الكبير..كان جاك دائماً يفكر..لما روز؟
ولما هي تحرك شيء بداخله؟.
ولما في الاساس امانديس تكرهها!.
تنهد لينهض وهو يمسح يده مما علق فيها من الوان..نظر عبر تلك النافذه،كان منزله يطل على شارع واسع،وبعض المنازل حولهم..كان المنظر جميل،ولكنه لا يعُجب جاك لسبب مجهول..فلقد كان يعشق تلك المساحات الواسعه المليئة بالأشجار والانهار..
جلس على السرير بعدما شعر بالضياع،طُرق باب غرفته ليرى روز تقف هناك..ابتسم لها بلطف لينهض

"اهلاً..اردت فقط التعرف عليك،تعلم لكـي استطيع مساعدتكَ في مرضك".
قالت روز وهي تنظر اليه وتكتف يداها...نهض ليأخذ معطفه وعُلبة السجائر ليخرج معها،هو لم يتحدث بالرغم انها تواصل القول انه مريض..هو يشعر وكأنها بطلته التي ستنهي هذه المُشكلة..اخذته لمنطقه بعيده قليلاً،اشجارها كثيره،والاعشابُ تُغطي المكان..

"انا احُب هذا المكان,يشعرني بالراحة والهدوء..لهذا رُبما فكرت انه سيعجبك!".
همست روز ليبتسم لها جاك
"نشترك في اشياء كثيرة روز..اولها هذا!".
اجابها ليجلس على ذلك العُشب الاخضر،ابتسم وهو يوزع نظره على ذلك المكان،لقد كـان حقاً مُدهش!.

"أذاً جاك..اخبرني كيف بدأ الامر؟".
"ليس له بداية..مُنذ ان شعرت اني بدأت إدراك الحياة،ربما هو معي مُنذ ولادتي،لا اعلم حقاً روز".
اجابها لتنظر اليه..تنهدت لتهمس
"اتعلم جاك؟..هناك شيء واحد انا متأكدة منه،هو انك لست مجنون."

واخيراً!..صوت صرخ في صدر جاك..اخيراً شخص يرى حقيقة الامر،يرى حقيقه مايشعر به ويصدقه تماماً!..
"هل انتِ مُرتبطة روز؟".
همس جـاك لتعقد روز حاجباها..نظرت له مـطولاً لتهمس
"في الحقيقة...لا!".
"ِمن حُسن حظي".
من حسن حظه؟تجاهلت روز ماقاله..لتشعر بيده تُمسك يدها ثـُم يهمس وهو يقف
"اتريدين ان تعرفين ما الاروع من هذا المكان؟تعالي معي"

امسك بيدها ليمشي متجه لسيارة..وهي فقط صامته،ومصـدومه..ماهو ذلك المكان؟،وماذا سيحصل فيه!،هذا كُل ماكان يدور في مُخيلتها!.