جـنونـي الواعي.

16.8K 1.3K 389
                                    

حـاولت كثيراً ان تُعيد ما خسرته،حاولت روز بكُل الطرق الممُكنة..
بالصور،بالصوت..بالقصص،والأماكن التي ذهبوا اليها سوياً..ولكن جاك لا يزال في عتمة،هو لا يذكرها!.
كانت على وشك الإستسلام في احدى الليالي ولكنها فكرت..لماذا تماسكت حتى الأن؟.

لربما ان هناك أمل،من الأكيد ان هناك شيء سيجعله يتذكرها ولو للحظة،لا يزال هناك وميضٌ تشعر به!.
تماسكت اكثر من قبل لتنهض وتدور في تلك الغرفة وهي تفكر..

كانت تحصي كل شيء فعلته،من إعطاء جاك صورها معه،الى تلك القصص التي قصتها عليه..
ولكنها تذكرت شيء للحظة،تذكرت ذلك المكان الذي اخبرها بُحبه فيه!..
المكان الذي غير تفكيره وتفكيرها،ذلك المكان الذي فقد جاك عقله فيه..

اخذت معطفها بسرعه لتتوجه لمنزل جاك،طرقت ذلك الباب ليفتح لها ويبتسم إبتسامة باردة..

"اهلاً..."
همس وهو ينظر لها لتهمس
"هل تستطيع الذهاب معي؟،لخمس دقائق فقط!".
"انا لا اريدكِ ان تحاولين اكثر من هذا،انا اسف..ولكنني حقاً لا اذكرك ولا اعلم من انتِ،ولستُ متأكد انني عرفتك في يوم مُسبقاً!."

رد عليها وهو يكتف يداه بهدوء،نظرت هي لسماء ثم له
"ارجوك..اخر فرصة!".

همست بضعف ليتنهد ويأخذ معطفه ويذهب معها،عندما كانت تقود بسرعة ذلك المكان كانت كُل الأفكار تتدفق لرأسها..كُل شيء تفكر فيه!،هل سيتذكرها؟،ام سينتهي الأمر في المكان ذاته الذي بدأ منه..

كانت تشعر بالحرقه في داخلها،التوتر يتحكم فيها،وفي نظراتها تلك الخائفة..
واخيراً،وصلت لذلك المكان لتنزل وهي تنظر اليه..نزل بهدوء وهو يتفحصه بدقه!،ينظر لكل شيء كما كانت المرة الأولى..

"ايذكرك هذا بشيء؟".

همست وهي تأمل ان يخبرها،وضع يده على رأسه ثم انزلها لينظر لها..
"لا اعلم..اشعر بالصداع".
"هذه فرصتي الوحيدة جاك.."

همست وهي تقترب منه
"لست اعلم ان كنت ستتذكرني،ولكني سأفعلها"

امسكت بيده تلك ثم نظرت له،وقفت في المكان ذاته الذي وقف فيه سابقاً لتتنهد ثم تهمس.

"انا الجنونُ العاقل،ارى مالا يُرى،واسمـعُ مالا يُسمع،وأقول مالا يُقال..انا الجنون العاقل وعيناك موطني...انا الجنون وانت كامل العقل،انا العقلانية وانت كل لحظة مجنونه في حياتي..انا الحياة والكُره والجحيم...وانت القَدر والحُب والجنة..انا كُل لحظة مُؤلمة وانت.الدواء..وانا جنونُ عقلك الواعي..
انـي خسرتُ عقلي هُنا..واسترجعُه بحُبك..أنـي احُبك! ".

أغمض عيناه بعدما شعر بالصداع المؤلم يجوب رأسه،شد قبضته على يدها ثم تنهد للحظه،وعندما فتح عيناه كانت هي خائفة..نظر لها بعمق،حرك انامله على خدها وكأنه يتحسس وجهها،ثُم قال بشرود..

"روز!،جـنوني الواعي"..

هزت رأسها بأيجاب وهي تشعر بدموعها تسقط،لتشعر بعدها بضيق حُضنه وإتساع العالم لها..
لقـد تذكرها..
هو فقط فعل.

النهاية.

🎉 لقد انتهيت من قراءة جـنونٌ عـاقل.|مُكـتملة. 🎉
جـنونٌ عـاقل.|مُكـتملة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن