جـنونٌ عـاقل.|مُكـتملة.

اعـدكَ جاك!.

نهضت من على الأرض وهي تحاول تجميع ما سقط من روحها...دفعت ذلك الممرض وهي تجري متجهةً لغرفة المُدير..دخلت للغرفه ليصرخ عليها قبل ان تتحدث حتى.

"هذا يكفي..وعار عليكِ وعلي انني حملتك مسؤلية شخص مريض!،انتِ لم تكوني هكذا روز،الأمر يخرج عن السيطرة!.".

"هو ليس مريض،هو فقط يعاني من شيء روحي".

بررت الأمر وهي تهمس ودموعها ترسم خطاً على وجنتاها..ولكن لا رحمة لهذا الشيء في قلب ستيڤيان،اغلق عيناه بغضب

"استمعي الي..الحالة تُحول لدكتور اخر،انتهى الأمر روز..الا اذا كُنتي تريدين ان تخسرين عملكِ!".

هددها وخرج!..خرج تاركاً روز تفكر والندم يأكل اطرافها،هي لم تستطيع إقناع عائلة جاك بـ انه ليس مجنون..فـ كيف تستطيع إقناع مُدير مُتعصب ولم يلتفت لعواطـفه يوماً؟...

دخلت لمكتبها وهي تـحاول جعل الأمر تحت سيطرتها،فكرت كثيراً..وانتهى بِها الأمر تتوجه لمكتب الدكـتور جيرمي...

جلست على ذلك الكُرسي بعدما طرقت الباب ليهز رأسه لها..فهي لم تأتي اليه سابقاً..ولا يحدث اي إحتكاك بينهم،حتى في العمل..

"في الحقيقة دكتور جيرمي..انا هنا من اجل حالة جاك!."

"جاك؟،مريض الغرفة رقم٧٧٧،اخبروني انّه مجنون وحاول الإنتحار اليوم،ماذا هناك روز كيف اخدمكِ؟"

شعرت بـِ كلماته تجرحها،فهي تعلم تماماً ان كُل ما يفعله جاك هو عين العقلِ!.

"اريدك ان تتنازل عن الحالة.."
"هذه مُزحة؟".

همس بـتعجب لتنظر له ودموعها تسقط،تنهدت لتمسحها وتُمسك نفسها لتمرر له ذلك الكِتاب..
"الجنون العاقل"..
"تعلمين روز اني لا أؤمن بهذه الأمراض..وكُل شيء يحدث بسبب معين،قد تكون مُشكلة في الدماغ،او حتى في شخصية جاك!..كما ان.."

"فقط اعط الأمر فُرصة دكتور جيرمي،ارجوك!"..

قاطعته لينظر لها ثُم للكِتاب،تنهد ليفتح تلك الصفحة الأولى ويقرأ..
صفحة خلف صفحة حاجِباه تُعقد..
ويمُرر يده بين خُصلات شعره العميقه.
نظر لها ليغلق ذلك الكِتاب ويحمله وينهض..خرجت معه،متوجهين لغرفة جاك!..

"مساء الخير سيد جاك"..
همس جيرمي وهو يدخل تلك الغرفة،نظر جاك له،ثم هز رأسه ليهمس بـِ إبتسامة
"سيد جيرمي!،مضى وقتٌ طويل.."
"اتعرفني جاك؟".
"هل اعرفكَ؟،لا اعلم..ولكني اعرفها جيداً".

همس وهو يشير على روز،أبتسم لها لتُرسل له الإبتسامة نّفسها..كَانت كُل ما يريدها جاك،إبتسامة!.

"حسناً جاك..سأقوم بفحص صغير،وبعدها سنعمل على ان تكون بخير".
"خذ وقتك يا رجل!".

همس جاك وهو ينظر لروز،كَانت هي كما لم تكن،خائفة،متوترة..وحزينة!.
كانت تُصلي لرب ان يكون كُل شيء كما تريد هي فقط..
وبعدما انتهى كُل شيء.
اقترب منها الدكتور جيرمي ليضع ذلك الكِتاب في يدها..

"انا عُمري ثلاثة واربعون سنة انسة روز،املُك من المعلومات مالم يستطيع اي شخص الوصول اليه،ولكن تفوقتي علي اليوم،استطيع القول انـكِ فتاة مثابرة وتعلمين تماماً ماذا تفعلين،جاك ليس مجنون،وانا أُصدق ان امانديس حقيقة!".

الأرض لا تحمـلها مِن الفرح..
اقتربت لتحتضن جاك الذي اغمض عيناه بصمت..
"لا تخاف..اعدكّ جاك،ان كُل شيء سيكون بخير"..
....

عِـديني يا حبيبة ايامي..
عديني،امنحيني،واعطي
كـ غيمة ماطرة لم استطيع ان امتلكها لنفسي
كـ لحن موسيقي عذب يسحـرُني
بدون عِلم،او ثبات وقعت
وقعتُ لكِ يا حبيبة ايامي...
يا حياة اخرى لم اعيشها من قبل
عّديني..الا تتوقف غيماتكِ عن هطول الأمطار
ولا تتوقف الموسيقى يوماً..