جـنونٌ عـاقل.|مُكـتملة.

شفاء مُؤلم!.

"هذا ليس سيء،انا مللت"..

تمتم جاك وهو ينظر لها،اقتربت منه ثم تنفست بعُمق لتهمس
"هذا سيء،وانت تعلم هذا".
"اتركيني وحدي أمانديس،اتركيني".

همس عندما شعر انه يختنق ليسقط جسده على ذلك السرير ويلتف على نفسه،تماماً كـ خراطة!،شعر بالنُعاس ليستيقظ بعدما نام لفترة طويله،وكُل ما يدور في رأسه انه لن يبقى هنا اكثر من دقيقة..دخل ذلك الممرض لغرفته ثُم امسك بيده لينزل معه لطابق الأول،في تلك الغرفة الضخمه،مع شُرفةٍ تظهر الحديقه الخارجية للمشفى،وبدأ ما يفعله كعادته،يحاول التواصل مع جاك او حتى يتفهم طبيعه حالته..ولكن الأمر يطول والحل قصير جداً .

رُبما خُلقنا ونحن نُبصر كل شيء،ونرى تماماً ماحولنا بُكل وضوح،ولكن عِندما تُصبح قلوبنا عمياء لن نرى اي شيء،ولن يعمل بصرنا ولو لـثواني..

لقد كان قلب كُل من في ذاك المشفى اعمى،وغير عالم بما يحصل حولهم،الأمر كان واضح جداً..ولكنهم كـانوا وكأنهم في فترة غيبوبة عن الحقيقة،وكـأن الحقيقة تستصعب الوصول اليهم..

"انا هنا لمرة اخيرة،هو ليس مجنون،لهذا ارجوا منك ان تخرجه من المشفى".

همست روز وهي تقف امام مكتب ستيڤيان،نهض ليرمي بتلك الملفات بغضب ثم ارتفع صوته
"انتِ تخرجين عن السيطرة،فكري جيداً زوز،سُحقاً كُل ما اريده هو انت تفكرين جيداً!،انتِ تعلمين حقيقة الأمر،تعلمين انه ليس واعي ولن يكون!".

تنهد ثم اقترب منها مجدداً ومرر يداه على وجنتاها وهو يهمس
"هيا روز،افهميني ولو للحظة واحده!،انتِ تعلمين انهُ مريض!".

رُبما ستيڤيان لم يرى ان لمـستهُ لوجنتها احدثت ثقباً عميقاً في قلب جاك الذي كان يجلس امام المُمرضين،ربما لم يعلم انه يشعر بها،ويشعر بكُل شخص يلمسها بغير علمه..

"ابعد يدك"

همس لينظر الممرضون له،وفي لحظة فقد الجميع السيطرة عليه،هو يعود لنوبةٍ من الجنون الغريبه،خرج مارك ليُنادي روز التي امسك ستيڤيان بيدها..

"لن تذهبين".
"لست انت من يُملي علي ما يجب فعله!".
صرخت في وجهه لتخرج..ولكنها توقفت امام غرفة جاك وهي تراه،انه يتعذب بين يدي ذلك الممُرض،كانت ترى نظراته لها،وكأنها ارتكبت خطيئة لا تُغفر!.

"اخبرهم ان يبتعدون عنه،ارجوك انا استطيع ان اجعله يتوقف!".

همست وهي تتذلل امام ستيڤيان ليبتعدوا عنه الممرضين،وقف وهو ينطر لها ثم همس
"تعالي هنا!".

نظر لها ستيڤيان ثم نظر لجاك،تنهد ليصرخ
"تعالي لهنا روز!".

كانت صرخته كفيلة بأن ترتجف وهي تتقدم اليه،بالرغم من ان ستيڤيان حاول منعها!،ولكنها لا تريد ان ينتهي به المطاف غاضباً اكثر..

توقفت امامه وهي ترتجف،رفع وجهها بيده ثم نظر لوجنتها اليُمنى،حرك احدى اصابعه عليها ثم توقف في مُنتصف وجنتها ليهمس
"لمسكِ هُنا،صحيح؟".

نظرت له بخوف لتهز رأسها،امسك بيدها ليُعيدها خلفه..
"هذا يكفي،اعيدوه لغرفته".

همس ستيڤيان ليصرخ جاك
"انا لن اعود هناك،انت منعتني من ان أُكمل حياتي كما اريد،اتعلم ماذا ستيڤيان؟،انت من يجب ان تعيش هنا وتبقى في احد تلك الغرف الباردة،انت المجنون وسينتهي كل هذا اليوم"

وفي لحظة رفع ذلك المُسدس الى ستيڤيان الذي اكتفى بالنظر بكُل صدمة،تراجع الممرضون للخراج لينظر له جاك بحقد
"انت تعلم انني اريد قتلك هنا،لأنتهي منك للأبد،ولكن لا سأجعلك تتعذب ستيڤيان،لدرجة التي تستلذ طعم الموت على شفتاك!".

عاد للخلف ليخرج عبر تلك الشرفه معها ويهرب،كانت لا تستطيع حتى التنفس من شدة الخوف،ولكنها شعرت بالأسترخاء كُلما شعرت بيده وهو يمسك يدها بشدة خوفاً من ضياعها..

وبعد الكثير من الهرب،توقف معها في كوخ بعيد عن المدينة،دخلت هي ليلحق بها..
"حسناً،احضرت الكِتاب ومالك المكتبة هنا سيساعدني لننهي مرضك!".

همست بتوتر وهي تمسك بيد جاك وتذهب لتلك الغرفة،وبعدما صافح مالك المكتبة،امسك بيدها ليأخذها للخارج

"ابنتي..انتِ قرأتي كل التفاصيل صحيح؟."
"انا لم افعل في الحقيقة!".
"ان علاجه سهل،ولكن سينسى كُل فترة مرضه،وانتِ معها روز،سينساك!".

نظرت له وهي تشعر بدموعها تسقط،ولقد كانت روز تقف في منتصف الطرق،اما ان يبقى مريضاً بها،او ينساها!.

ولكنها اختارت ان يشفى،مسحت دموعها تلك لتدخل له،نظر لها وهو يجلس على تلك الأريكة ليبتسم لها بضُعف،اقتربت منه لتجلس بجانبه ولم تتحكم بدموعها.

"لما تبكين يا روز؟".
همس وهو يمسح تلك الدموع الساقطة،امسكت بيده لتهمس
"لا تنساني جاك..لا تجعل النسيان بيننا".
"هل ينسى الطفل أُمه؟،او تنسى الرياح موعد هبوبها روز؟".

تنهدت وهي تمسح دموعها لتكمل كل تلك الأوامر ليغمض جاك عيناه،وعندما فتحها شعر بالتغير..
"جاك؟"
"من انتِ؟".

لقد فعلها..لقد شُفي،ونسي روز!.