كانت فانيسا في المطار بعد عودتها من تركيا الى بريطانيا جالسه ع احد مقاعد الانتظار حيث قال لها والدها ان تنتظره ريثما يحظر السياره التي تقلهم الى المنزل ، شعرت فانيسا بالملل لجلوسها المتواصل وأخذت تجول النظر في وجوه الناس والشاشات التي تعلن وقت الرحلات ومواعيد الاقلاع والهبوط ، أخذت تزم شفتيها من شدة الضجر ولمحت رجل واقف في الجهة التي تبدو بعيده بعض الشيء عن مكان جلوسها في الجانب المقابل لها
كان ينظر الى ساعته و وجهه الاسمر متجهم عابس ، كان طويل القامه ، عريض الكتفين ، يداه خشنتان بعض الشيء ، مع انه كان يرتدي بذلة عمل رسميه باللون الكحلي في غاية الاناقه الا انها لاحظت انه يمتلك عضلات قويه ، كان وسيم الوجه جذاب فسمرته وعيناه اللتان بلون الكستناء جعلاه فاتنا ، فكرت فانيسا في نفسها " اه .. لو انه فقط يبتسم قليلا لكان غاية في الوسامه " وقفت على فورها قائلة " ولما لااطلب منه ذلك؟ "
تقدمت فانيسا منه تجر حقيبتها الكبيره في يد وحقيبتها الصغيره تحملها في اليد الاخرى ، اقتربت منه وقالت " مرحبا ايها السيد " التفت اليها الرجل وحدق بها بامعان ، كانت شديدة البياض كقطعه من الثلج ، عيناها زرقاوان كلون السماء الصافيه بعد المطر ، شعرها الحريري اسود داكن مربوط الى الخلف بشريط عليه رسوم ازهار زهريه وبيضاء وحمراء ، وشفتيها تبتسمان نصف ابتسامه ، كانت جميله جدا بقوامها الرشيقه ، وخصرها النحيل ..
رد عليها قائلا " نعم .. ماذا تريدين؟ "
اجابته " من اي بلد انت؟ انا لااعرف بلداً يرد على التحيه بمثل ما اجبتني " وضحكت ضحكه قصيره ناعمه واكملت " ايمكنني ان اطلب منك معروفاً "
رد عليها الرجل ساخراً " اذا كنا في بلدي لانرد التحيه ، فنحن حتماً لانطلب من الغرباء معروفاً بعد جملة واحده ، وحتى بدون ان نقدم لهم انفسنا "
ابتسمت فانيسا وقالت " اه .. انا اسفه لقد نسيت ان اقدم نفسي بشكل لائق ..لكن لااضنني الام على ذلك فقد تفاجئت من موقفك ضد تحيتي .. على كل حال ..انا فانيسا كونر ، تشرفت بمعرفتك "ومدت يدها مصافحه فأخذ بيدها الممدوده اليه ليصافحها ويعرف عن نفسه لكن شيء ما عقد لسانه ، كانت لمسته ليدها ،فقد كانت ناعمه لدرجه انه لم يشعر وهو يمسكها .. ولو لم ترى عيناه يديهما يتصافحان لخيل اليه انه يمسك قطعه من الحرير او ما اشبه بالسراب .. قال " انا جيمس بيوتدور .. والان هلا اخبرتني عن المعروف الذي تريدينه "
لمعت عينا فانيسا وكأنهما اومضتا وقالت بسعاده " هل ستنفذ لي المعروف؟ "
اجابها جيمس " في الواقع .. مادمت لااعلم عنه شيئا فلا استطيع ان اعدك بشيء "
قالت فانيسا " اوه لاتقلق انه سهل جدا لن يأخذ منك وقتا "
قال جيمس " ان كان كذلك ، يسرني ان اساعدك بشيء "
اجابته وعلى وجهها ابتسامه عريضه زادت من جمالها وابرزت اسنانها ناصعة البياض " هل لك ان تبتسم ؟"
قال جيمس وعلى وجهه امارات الاستغراب " عفواً ؟؟"
- قلت ايمكنك ان تبتسم ؟
- ولما قد ابتسم
- لانني اريد رؤية ابتسامتك
كانت عيناها لاتتوقفان عن اللمعان وقد أخذ لون عينيها ووجهها المتلهف لسماع جوابه يربكان عقله وتفكيره السليم والصارم الذي اعتاد عليه ، بعد فترة صمت قصيره قال لها بحزم " ليس هنالك شيء يدعوني للابتسام " وفجأة تغير لون عينيها ، تحول من الزرقه الصافيه الى لون داكن يميل الى السواد ، بدا كانها مؤشر على حزنها وقد استغرب هذا التغير بلون عينيها ما ان سمعت جوابه وابتسم ابتسامه خفيفه لاتكاد تظهر وهو يقول في نفسه " يا الهي .. هل هذه الفتاة طفله "
ثم سألها " كم عمرك ؟ " اجابته وقد عادت ابتسامتها ولون عينيها الى الصفاء " لقد بلغت الثامنة عشر منذ شهر .. وانت ؟ "
أنت تقرأ
اللقاء الاول مجددا ومجددا
Romanceرجل الاعمال العابس جيمس بيوتدور يلتقي بالفتاة الرقيقه فانيسا التي تطلب منه الابتسام ، كان لقاء عابر في احد المطارات ، يفتح جيمس قلبه لهذه الفتاة البريئه ذات ال18 عاما ، بعد ستة اشهر على هذا اللقاء يلتقي بها مره اخرى مصادفه ، تنكر معرفتها به وتطرده و...