رهان و قبله

8.3K 296 13
                                    

ودعت فانيسا صديقة طفولتها جيني وهي تشعر بالحزن  لفراقها وربما تكون هذه اخر مره تراها فيها
همس صوت من خلف فانيسا وكان قريب جدا منها " هل انتِ حزينه " التفتت فانيسا لتقابل وجه جيمس وابتسمت بمراره قائله " قليلا "
- ولماذا ؟
- انا فقط لاافهم كيف يستطيع احد ان يتخلى عن بلده وعائلته واصدقاءه لاجل شخص احبه منذ وقت قصير !
- الا تعرفين شيئا عن الحب ؟؟
قالت متلعثمه " لا .. لا بالطبع .. اعلم ، انا احب ابي وامي و مولي وتينا ايضا احبهم جميعا "
ضحك جيمس ملئ قلبه وقال " حسنا حسنا والان هل تريدين الخروج " لمعت عيناها قائله " هل ستأخذني حقا "
قال بابتسامه ماكره " لانستطيع ترك كل هذه الاناقه التي اخذتي وقتا فيها تضيع سداً ، هيا لنذهب "

صعد جيمس سيارته السبور الجديده وصعدت فانيسا بجانبه
- فانيسا متى خرجتي اخر مره ؟
- الشهر الماضي ، انا اخرج مرتين في الشهر لان جيني لديها اعمال كثيره ومنزلها بعيد بعض الشيء عن منزلي
- الا تشعرين بالملل ؟
- اجل ، احيانا لكن مولي تحاول تسليتي دائما وتروي لي القصص ، كما انني اقرأ الكتب لامضاء وقت فراغي ، كان ابي ياخذني معه دائما اما الان لم يعد هناك من ياخذني
ادار محرك السياره وقال " حسنا ، منذ الان ساخذك كلما رغبتي بذلك "
اخذا يتجولان في المدينه وفانيسا تشعر بسعاده كبيره وهي تشاهد المناظر المختلفه ، كانت تتابط ذراع جيمس وتكلمه عن كل ما يصادفهما ، محلات فساتين سهره و مطاعم ومقاهي على امتداد الشارع ولفت انتباه فانيسا محل مجوهرات فاخذت تحدق به وصاحت " اه جميل جدا "
سالها جيمس " ماهو ؟ "
قالت بابتسامه " كل شيء ، انها تلمع كثيرا كانها نجوم "
وعاودت السير قليلا وتسمرت في مكانها للحضه والقت نظرة خاطفه على زجاج المحل ، كان عقد من الياقوت الاحمر يخطف الانفاس ، لكنها تابعت سيرها وكانها لم تره مع انها كانت لحضه واحده الا ان جيمس لاحظ التغير الذي حصل لها وعلم سببه ، مابال هذه الفتاة انها تحيرني حقا ، توقفت انفاسها على العقد الذي ارادته لكنها اكملت سيرها بدل ان تحفر كل جزء منه في ذاكرتها او تطلب شراءه ، هذا حال النساء كما اعرف ، لكنها لم تكترث ابدا ولم تظهر اعجابها و رغبتها به ، تابعت سيرها بشموخ وكبرياء وكأنها تقول لن تغلبني ، لن تنتصر ، ماسر هذا الكبرياء والهيبه في شخصيتها ونظراتها ، حتى طريقه سيرها تدل على عظمة وثقه كبيره في النفس

وقفا امام بائع حلوى واشترت فانيسا حلوى غزل البنات واخذت تاكلها وهي تسير الى جانب جيمس بكل استمتاع ، رن هاتف جيمس فاجاب عليه وبعد قليل اطلق شتيمه بصوت منخفض وتسائلت فانيسا عما يكون قد حدث ، اغلق جيمس الهاتف وقال " انا اسف حقا فانيسا ، اتصلو بي من العمل هناك اجتماع مهم يجب ان احضره ، علينا العوده الى المنزل وساعوضك عن ذلك "
- اوه لاباس ، لكن دعني ارافقك
- حقا ؟
- اجل ولما لا
- ضننتك لاتحبين الاختلاط بالاخرين ؟
- اجل لااحب ذلك كثيرا لكن لاباس على كل حال انا فقط سانتظرك الى ان تنتهي وبعدها نكمل نزهتنا
- رائع اذن لنذهب ، الشركه قريبه من هنا سنسير لها
- حسنا
بدأو بالسير الى شركة جيمس وكانت فانيسا تاخذ قضمه من حلوتها حين سالته " ما اسم الشركه ؟ "
تردد جيمس قليلا فهو لم يخبرها انها شركته وتذكر انها لاتحب الاغنياء وماقالته عنه في المطار
- انها شركة بيوتدور
- اه حقا ؟
- اجل
- يا للصدفه ، اليكس كان يعمل في احد فروعها
- تعرفينها ؟!
- اجل بالتاكيد ، لكنني لم اذهب اليها ، اعرفها فقط بالاسم
الا تعرفين مديرها ؟
- لا ابدا لااعرف ذلك العجوز ... واكملت بضحكه خفيفه
قطب جيمس حاجبيه وقال "عجوز ؟ " واستطرد يقول " كيف تعرفين انه عجوز ، لم تقابليه من قبل "
- جميع اصحاب الشركات العالميه يكونون هكذا ، اراهن انه يبلغ السبعين من عمره ولايزال يعمل من اجل تكديس المزيد من المال ليأخذه الى قبره
ضحك جيمس لكلامها وقال " اخبريني كيف تتخيلين ان يكون "
قالت ممازحه " هل تريدني حقا ان اقول ، اخاف ان تشي بي الى رئيسك في العمل "
اجابها مبتسما " لاتقلقي لن اقول شيئا "
- حسنا بالاضافه الى انه عجوز ، اتخيله قصير القامه ، بدين و اصلع وربما بشع ايضا ، ومتعجرف ، مغرور ، جشع ، يحب المال حبا جما ، واتوقع ان زوجته طلقته منذ زمن بسبب جشاعته
كان جيمس يستمع اليها وهي تتكلم بمرح بالغ ولم يزعجه شيء مما قالته عنه بل استمتع كثيرا ولم يستطع الا ان يبتسم ، اجابها بهدوء " وعلى ماذا استندتي ايتها المحققه ؟ ماذا لو كنتِ مخطئه ؟
- انت تعرف صاحب شركة اوليفر ستارز اليس كذلك ؟
- انطونيو كراف ، بلى اعرفه
- انه عجوز بدين وجشع صحيح ؟
- نعم
- وصاحب شركة مودرن موديلز للازياء كان عجوز ايضا ومتصلب الوجه عابس طوال الوقت كما انه يعبد المال
اجابها ضاحكا بصوت عالي " بلى معك حق "
- صاحب شركة جولز فور برينسيس كان لايختلف عن اصدقاءه الذين ذكرتهم
- اجل وهؤلاء اصحاب اهم الشركات في لندن
- تماما ، والان هل تلومني ؟
ضحك جيمس مجددا وقال " لا لاالومك فقد ارفقت نظريتك بالحقائق ، لكن ماذا اذا كنتِ مخطئه بشأن صاحب هذه الشركة
- لااضن
- لنفترض
- حسنا اذا كان كذلك .. هممم فقط اذا كان كلامك صحيحا وانني لم اصب في تخميني فانا اعدك انني ساقبله اعتذارا على ماقلته
تسمر جيمس في مكانه وعلا الاحمرار وجهه وقال " س.. ستقبلينه .. حقاا ؟ "
- اجل سافعل .. لكن لاتعتمد على ذلك ، احتمال ان يكون كما قلت لك كبير جدا
- اجل لكن لست مضطره لتقبيله
- لقد وعدت وانا لااخلف وعودي كما انه سيكون عقابا لي على سوء ضني به
- لكن تستطيعين التراجع حقا لم يفت الاوان
- لن اتراجع ، وستكون موجودا لانفذ وعدي اذا خسرت الرهان
- يا لكِ من عنيده ، لقد حذرتك
ضحكت فانيسا وقالت " هيا لاتقلق سافوز "
- اشك بهذا
- اوه لقد وصلنا
دخل جيمس وفانيسا الشركه والقى الموظفون التحيه عليهما وعلى وجوههم الدهشه ، هذه اول مره ياتي فيها جيمس مبتسما وكان ساحراً وكذلك برفقه فتاة وعليه هذا التعبير السعيد ؟ اقترب من غرفه مكتبه مترددا ، يا الهي ماذا ستفعل عندما تعرف ان جيمس هو صاحب الشركه ؟ ستخبره انه خدعها ولم يقل لها منذ البدايه ؟ ستغضب وتخرج من المكتب او ربما ترميه بشيء ما ؟ لكن هذه ليست من عادات فانيسا ، ربما تقرر الغاء صداقتها به ويخسرها ، هذا ما ازعج جيمس واقلقه لكن لماذا ؟ لما هذا الاهتمام بفانيسا ؟ منذ يومين فقط عرف عنها بعض الامور واصبحو اصدقاء وهي تعتبره صديقا فقط ، صديق ؟ ماذا يريد اذن ؟ اذا لم يكن يريد الصداقه ، هل هو معجب بها ؟ لا هذا مستحيل لا يمكن ، هل هو كذلك ؟

اللقاء الاول مجددا ومجددا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن