كانت هي مجرد فتاة في المرحلة الثانوية لكن بجسد صغير بعمر العاشرة ، شعر أسود طويل انسدل من على كتفيها ليلامس تلك السجادة المتسخة
عيناها الفضيتان تتقلبان هنا وهناك بتعابير هادئة وواثقة ، لم تخف من كونها قد دخلت إلى محل ثياب مغربية مهجور ، أو أنها قد ألقت بمصيرها في مدينة مهجورة بالكامل
أخذت بيدها الصغيرة تمررها بين تلك الثياب الفارهة المليئة بالغبار لتبحث عن لباس جيد لإحتفال الليلة ، لم تكن حفلةً عادية إنها حفلة أشباح بكل تأكيد ، التفتت ناحية الباب بنظراتها سريعاً عندما شعرت بهالته القاتمة تقترب ببطؤ ! ..
لقد كان شاباً بعمر الثانية والعشرين ، ذو شعر رمادي قصير وعينين حمراوين ، يرتدي نظارة مستطيلة شفافة مع ثياب رسمية بينما يرسم ابتسامة خبيثة حزينة على شفتيه
كان ينظر إليها بشهية كبيرة ، فريسته هنا أمامه وحدها وبمكان مهجور ، انه يطاردها منذ أن غادرت بلدها الأم ، يريد رشفة من دمائها النقية ثم رويداً رويداً يستحوذ عليها بالكامل ..
أخذ يقترب منها بينما هي ثابتة مكانها ، عندها نطق هو بسخرية على مصيرها :
- هه ، أين ستهربين الآن ؟ ، آكي ! .تراجعت هي خطوةً للخلف قبل أن تبتسم له بسخرية مماثلة على استصغاره لها فترد عليه بثقة :
- هيه~ ، يبدو أنك لاتمل من مطاردة فرائسك ، أيها الڤامبير المزعج ! .حركت بخصلات شعرها الطويلة قبل أن تترك مابيدها وتبقى ساكنةً مكانها بانتظار حركةٍ منه ، بينما كان هو قد ابتسم بخبث ليتضح نابه الأيسر ثم يتقدم باتجاهها بسرعة خاطفة ليختفي في جزء من الثانية ويظهر أمامها محدثاً ضغطاً هوائي من حوله فتتطاير تلك الثياب والغبار من عليها فيختلط مع جزيئات الأكسجين مكونةً غازاً يقتل ضحيته ببطؤ !! ..
توسعت حدقة عينيها للحظة من هول ماحدث ، تطايرت خصلات شعرها للخلف إثر الضغط الهوائي وهي كذلك ، في لحظة شبحية كان قد أمسك بكلتا يديها وسحبها نحوه ليعضَّ بنابه يدها اليمنى بقوة إلى أن نزفت وتساقطت دماؤها على السجاد .
صكَّت هي على أسنانها بقوة وعينها كذلك بينما قد تسللت صرخة من بين مخارجها ليبتسم ذاك الشخص ويبدأ بامتصاص دمائها ببطؤ بينما يقود بها لزاوية المكان ثم سينقض عليها وينهشها كالأسد الجائع ! ..
أخفضت رأسها للأسفل لتغطي خصلات شعرها الأسود الطويل عينيها الفضِّيتَين فيتوقف ذاك الڤامبير لثانية ناظراً اليها ظناً منه أنها قد استسلمت لمصيرها ليبعد فمه عن يدها ثم يشدها إليه فتتصادم أنفاسه برقبتها
ابتسم بشر قبل أن يفتح فمه كالمجنون ويغرز أنيابه في رقبتها لتئن هي بقوة لكنها لاتزال صامتة ، همس هو بشهية بينما لايزال يشرب من دمائها بنهم شديد:
- هاااه~ دماؤك ! انها قمة في اللذة !! ، من الجيد أن طعمها ليس به ذرة بشرية هه ! .. أتساءل عمّا تكونين .
رفعت رأسها لأعلى بينما لازالت عيناها غير واضحتين لتردف هي بصوت هادئ:
- حقاً ! .. ماذا أكون أنا الآن !!؟ .نسمات باردة همّت بالقدوم من كل مكان إلى مكانهما ، ضباب أبيض بدأ بالظهور ، توقف هو عن ما يفعله ليستعيد القليل من وعيه ويتساءل:
- م ماهذا الشعور !؟ .تنهدت آكي بخفة لتشع عيناها بهالة رمادية أخذت تجتاح جسدها لكنها تدريجياً بدأت تصبح ذهبية .. ثم سماوية ، كانت كالنيران المنتشرة حول المكان ، اشتد المكان برودة وبدأت أصوات طرق تظهر في المكان لتكمل هي حديثها بنبرة من الهدوء والريبة:
- بعد أن قمتم بتجريد انسانيتي ! .
ظهرت دائرة سحرية سماوية أسفلها لتبدأ بالتوهج والدوار مرةً بعد أخرى ، فجأة ! تم دفع مصاص الدماء ذاك بعيداً عنها ليحطم زجاج المكان بقوة !! ، انبعث ضباب أسود اجتاح المدينة بأكملها !! ليتسلل الرعب إلى كيانه فيبدأ بالإرتجاف ..
اقتربت هي منه بهدوء لينقشع الضباب الأسود عنها فيتضح شكلها ، قرون حمراء اتخذت مقدمة الرأس مكاناً لها ثم ذيل تنين عملاق أخذ يضرب المكان بقوة ، أجنحة التنين الحمراء العملاقة ، وأخيراً بؤبؤ أصفر معين مع فراغ أسود احتوى عينيها !! ..
مدت يدها نحوه لتتكون كرة ضوئية وردية اللون بسرعة وبقوة قبل أن تندفع لداخل جسده ثم تنفجر مدوية صوتاً مرتفع.. ثم يسود الهدوء في المكان كله ، تطايرت بلورات وردية للسماء ، لمست آكي رقبتها لتنظر إلى دمائها الحمراء وهي تتحول للون الأسود ثم تجمد وتتفتت ! لتحل النسائم الباردة على وجهها فتهمس مكملةً حديثها
- وحوَّلْتُموني إلى شيطانٍ أبدي .. لايرحم ولا يشعر .
----------
#انتهى
شاركت في تمثيل دور البطلة الشخصية: كورديليٰا آكي ☁~ .. تيهئ ~
تم اقتباس الاحداث من حلم
رأيكم؟ ..
أنت تقرأ
لقطاتٌ قصِيرة ˚₊·
Short Storyسيتمحور الكتاب عن قصصٍ قصيرة وأقصوصات .. من تأليفي. تم نشر بعض منها مسبقًا في منتدى kings of manga قراءة ممتعة ~