لقطاتٌ قصِيرة ˚₊·

ابنة ذو العشرين وجهاً

" الحسابُ هو 6.570 ين يا آنسة ، شكراً لمجيئك!".
خرجتُ من المتجرِ بعدما دفعتُ حسابَ عشائي لليوم ، أكلٌ مُعلب كالعادة ، كان الوقتُ متأخراً حقاً ، إذ أن السماءَ قد فردت ستائرها المُرصعة بالنجوم يتوسطها ذاك البَدرُ البديع في صورته ، أزهارُ الساكورا البيضاء تتساقط من حولي لتُعطي منظراً مريحاً للأنفس .

كنتُ أسيرُ في الطريقِ الفرعية القريبةِ من طريق منزلي حيثُ وُجِدت حديقةٌ على يساري من بعدِ المتجر ، بينما على يميني طريقٌ شبهُ فارغ فالقليلُ السيارات التي تمرُ من هنا .

كانَ كلُ شيءٍ بخير .. حتى انتابني شعورٌ مريب ، وكأن هنالك أعيناً مصوبةً نحوي ! وعلى مايبدو أنها لاتنوي خيراً ! ، نظرتُ من حولي متفقدةً المكان لأتفاجأَ بسيارةٍ كبيرة بدا كحافلةٍ مصغرة مطليةٍ بالأسود ولا يمكنُ رؤية مايوجدُ داخلها ، كانت تقتربُ مني ببطء ، وحينَ أنظرُ اليها تسيرُ بشكلٍ طبيعيّ وتتعداني ، لكنها انعطفت يساراً.. و هل زالَ الخطر ؟ هل كنتُ أتوهمُ للتو ؟ على أيةِ حال يجبُ ألا أبقى طويلاً في الشوارعِ ليلاً فجرائمُ القتلِ والإختطاف باتت كثيرةً هذه الفترة .

انشغلتُ بالتفكيرِ في ما سأفعله عند عودتي للمنزل ، هل أقضيه في الدراسة أم اتجاهلُ كلّ ذلك وأخلد للنوم؟ ، في لحظةٍ لم أشعر بها لمحتُ ذاتَ الحافلةِ تتوقفُ بجانبي !! ثم يترجّلُ منها رجالٌ ذوي ثيابٍ سوداء ويحملون معهم أسلحة وقد وجهوها نحوي !! .

صرخَ أحدُهم لِتشتيتِ رباطة جأشي بصيغةِ أمرٍ وتهديد !:
" سلمينا كلَّ ماتملكين حالاً ! ".

ارتجفت أوصالي بسببِ صرختهِ المفاجئة وتلكَ الأسلحةِ المصوبةَ نحوي ! ، حسناً هذا مُبالغٌ بِهِ قليلاً .. من قد يفعلُ كلَ هذا لأجلِ عمليةِ سرقة من مجردِ فتاة فقيرةٍ مثلي !؟ .

ازدردتُ ريقي بخوف وبرجفةٍ صاحبت صوتي:
" صدقني .. هذه الفتاة التي أمامك لاتملك سوى أكل معلب وعلبة كولا .. صدقني لا أحمل الماساً معي !" .

تم اخراسي برفعه السلاح عندَ عيناي لأبلع ريقي مترجيةً من اللهِ أن يرسلَ لي معجزةً ما تنقذُني من هذا الموقف ، فجأة .. رأيتُ فتاةً تقفز من سورِ الحديقة ليصبح خلفها القمر ، اتسعت عيناي بذهول .. انها .. ميكامو تشيزوكو !! ..لم تكتمل دهشتي لأنها انزلقت برطوبة العشبِ فور هبوطها أرضاً !! ..

تصنمت الرفقة الفاسدة التي كانت حولي وهم يحملقونَ بها بغباء للحظة ، ظهورها الخارق تخرب .. أعادوا نظرهم نحوي متجاهلينَ وجودها .. حسناً على مايبدو أني أتعرضُ للخطفِ الآن ! وجع النجدة !! ، حاولتُ مقاومتهم ودفعهم بعيداً عني !! وقد نجحتُ في ذلك بفضلِ تشيزوكو التي سحبت أحدهم من يدهِ لتلويها وترميه للجهةِ الأخرى ! ثم انخفضت للأرضِ و لوحت بقدمها لتطرحَ اثنينِ آخرينِ أرضاً ! .

بدأ اثنانِ آخران بإطلاقِ النارِ عليها لكن حسناً ... تدريباتها على المراوغة والتأدية كقافزةٍ على الحبلِ في السركِ أفادتها في تفادي جميعِ الرصاصات بخفةٍ وسهولة!! .