قطار الحياةِ

202 30 45
                                    

تعالت أصوات الأبواق واحدةً تلو الأخرى ثم بخارٌ يتصاعد من فوهة موقد الفحم الذي في مقدمةِ القطارِ ، فتى في الثالث عشرة يعدو على عجل حاملاً حقيبةً امتلأت بالأوراق ممسكًا بقبعته الجلدية لألى تطير مع الريح ، صعد على متن القطار في اللحظةِ الأخيرة قبل أن ينطلق القطار بسرعة .

تَنهدَ بارتياح ليلتفت نحو المقاعد ، أخذ يبحث بعينيه الخضراوتين عن مكان شاغر وأخيراً وجد واحداً .
قام بفتحِ حقيبته التي احتوت على كتاباتٍ له لطالما حلم بأن يصبح كاتب رواياتٍ كوالده ، قرأ بضع أوراقٍ ثم عاود إغلاقها عندما انتبه لهدوءِ المكان ، جال ببصره على الأشخاص الذين حوله ، كانو جميعاً كباراً في السن ، لاوجودَ لنساءٍ يافعات أو أطفالٍ حتى .

نهض من مكانه وأخذ يجول بين المقطورات كلها وفعلاً لم يحصل إلا على كبار السن .

#Kid's P.O.V...

بدا الأمر مريباً وغريب ، حتى أنني لم أشأ سؤال أحدهم ، مرّ بعض الوقت حتى أظلم القطار فجأة ، نفق!؟ .
فجأةً ظهر ضوءٌ أزرق عند كلِ مقطورة عندها نهض الجميع ، وبعدما تشكل الضوء على شكل بوابةٍ ما اصبحوا في صفوف ليدخلوا واحداً تلو الآخر ..

كنت في حالةٍ من الدهشةِ والذهول ، على أي قطارٍ أنا بالضبط!؟ ..

عندها سمعت صوتاً ينبس "أنتَ على متنِ قطار الحياة" .

التفتُّ نحو مصدر الصوت لأجدها فتاةً بتعابيرٍ هادئةٍ باردة جالسةً على إحدى المقاعد بينما لاتنظر إليّ حتى ، هتفت:
- مالذي تعنينه؟ .

أجابت:
" هذا القطار يأتي كل خمسين سنةً لأخذ الأرواح التي انتهى وقتها في هذا العالم ونقلها لعالم الأرواح " .

ضاق حاجباي باستغراب ، سألتها:
- إذاً ، لماذا أنتِ هنا؟ .

نظرت نحوي لأنتبه للون عينيها الريحانية ، همست:
" أنا هنا لإنقاذِكَ " .

توسعت حدقتا عيناي لوهلة أردتُ النظر نحو البوابة لكنها أوقفتني بنبرةٍ جادة:
" لا تفعل ذلك! لاتنظر لتلك البوابة ! " .

توقفت بتلقائية ، سألت بخوف:
- لماذا؟ .

End of pov.

كيانٌ أسود تلفه الضمادات ويبدو أن نيراناً سوداء تهيج من داخله ، عيونٌ حمراء مشعة ، أخذ يخرج من تلك البوابةِ بعدما اختفى جميع ركابها ، ضيّقت الفتاة عينيها ، استلت سيفها وانطلقت مبعدةً الفتى جانباً بينما صرخت:
" هذا القطار مجرد فخ ! " .

ذات الشعرِ الأشقر الطويل المُسَّرَح بذيليّ حصان من الجوانب تُحدِثُ ضغطاً هوائياً قوياً إثر تلاحمِ كلٍ من سيفها وذراع ذلك الكيان ! ، تَمَسّك الفتى بالمقعدِ خشية الإنسحاب لتلك البوابة ، نظر للفتاة وصاح:
- مالذي تعنينه!؟ .

ابتعدتِ الفتاةْ عن ذلك الكيان ، ثم أخذت تصد جميع هجماته ، تحدثت بقليلٍ من الإجهاد:
" كل ما يحدث الآن هو من تدبير هذا الشيء ! فهو يهيئ للأرواح أن هذه هي الوسيلة الوحيدة للإنتقال لعالم الأرواحِ بسلام ، لكنه ماهو الا قفصٌ يوصلهم لمعدته بطريقة أسرع ! " .

أنهت جملتها باندفاعة أسرع من سابقتها لتقوم بقطع كلتا يديه ! ، تراجعت للخلف وأمسكت بيد الفتى لتقول بتنبيه:
" اسمع ! ، عند عدِّي لثلاثة أغمض عينيكِ وأنفاسك ! " .

صرخ هو بينما يشد بيده على يدها:
- لماذا!؟ ..

ابتسمت بغضبٍ طفيف لتنظر إليه وتجيب:
" أكل ما تجيده هو طرح الأسئلة!؟ ، قل حسناً على الأقل ! " .

عادت بنظرتها الجدية ناحية ذلك الكيان الذي بدأت نيرانه تكاد تخرج من جسده ، أخرجت قنابلَ من جيوبها الجانبية ، صاحت فجأة:
" واحد.... اثنان ..."

أطلق ذلك الكيان بناره بعشوائية !

" ثلاثة !! " .

أغمض الفتى عيناه وحبس أنفاسه بينما هي وبسرعة قامت سحق سقفية القطار ثم قذف القنابل باتجاه الكيان ثم القفز عالياً بقوة !! ..

ثوانٍ فقط حتى تفجر القطار بالكامل ! .
.
.
.
.
.
.
هبطا عند منطقةٍ بين الأشجار ..
نظرت إليه ونبست:
" حسناً يمكنك التنفس الآن ! " .

لم تكد تنهي جملتها حتى تنفس الصعداء ، نظر إليها ثم قال:
- أكان أمر حبس الأنفاس مهماً!؟ .

حملقت به بحماقة لتجيبه ببساطة:
" كلا ، فقط أردت أن أرى ان كنت ستطيع ماقلت أم لا " .

نظر بحماقة مماثلة:
- هاه!؟ .

نفضت ثيابها ، أخذت سيفها و همَّت ذاهبة ، اوقفها الفتى بـ"انتظري!" ، ودون أن تلتفت قالت:
" قل مالديكَ بسرعة فلديّ الكثير من المهام ".

همهم الفتى ثم قال:
- ما اسمكِ !؟ .

أجابت:
" آنجي " .

ابتسم لها ثم أكمل:
- شكراً لكِ على انقاذي ، آنجي ~ .

ابتسمت هي بالمقابل لتقول:
" لا شكرَ على واجب " .

ثم اختفت .

_______________________

#انتهى ..

lriwyy

※ كيف كانت؟  .

لقطاتٌ قصِيرة ˚₊·حيث تعيش القصص. اكتشف الآن