صاحِبةُ المُكَعّبِ الزُّجاجيّ .

103 11 15
                                    


سقطت أولى قطراتُ المطرِ لتتبعها رفيقاتها بشكلٍ عشوائيّ أثارت بذلكَ الأرضَ أسفلها وما حولها محدثةً بعضَ الضجيج ، لم يكن ضجيجاً مزعجاً ، بل على العكس كانت بِشارةَ خيرٍ لمن يعيشونَ تلكَ المنطقة . حيثُ كانت رُغمَ اخضرارِها إلا أنها تفتقرُ هطولَ المطرِ من سنواتٍ عِدّة .

على أيةِ حال ، بعيداً عن هذا المكان ، اصطداماً بالجبلِ المُجاوِرِ لنا مروراً من خلالِهِ لداخِلِ كهفٍ تواجَدَ فيه ، تلألأ المكانُ ببِركةٍ كانت تعكِسُ صورةَ القمرِ من احدى التجاويفِ العلويةِ له . اكتست جدرانهُ المحيطة بنوعٍ من الكرستالاتِ الزهرية والزرقاء لتُعطي منظراً آسراً لمن يراه .

كانَ المكانُ هادئاً نسبياً ، عدا تلكَ القطراتُ التي تنزلقُ من تلك الفجواتِ الصغيرة ، وأنفاسٌ لم تكد تُسمَع تُصدَرُ مِن ذلكَ الجسدِ الصغير الأشبه بدمية تواجدَ بداخِلِ مكعبٍ زجاجيّ !! ، فجأة انطلقت الرؤيةُ بسرعةٍ فائقة نحو ذلك الجسد لنصطدم به ونحتويه فَيَسود نظرنا الظلام !! .

★من وجهةِ نظرِ ذلكَ الجسد★

"....... ماهذا ؟ " .
صوتٌ منتظمُ التكرارِ يصدرُ من عِدّةِ أماكنَ حولي ، فتحتُ عينايَ ببطء ، الرؤيةُ شبهُ مُشوّشة ، قليلاً حتى اتضحتِ الرؤية لأتفاجأَ من الأضواءِ الغريبةِ مع تلكَ البرودةِ التي رافقتِ المكان ، كانَ التحكمُ بجسدي صعباً بعضَ الشيء ، هل هذا لأني نمتُ بوضعيةٍ غيرَ مريحة ؟ ... ربما ..

نظرتُ حولي متفحصةً المكان ، هل كانَ هكذا منذُ البداية ؟ ، مالذي حدثَ قبلَ أن أغطّ بالنوم ؟ ، ضَيّقتُ عيناي بعدمِ اطمئنان ، حملقتُ بيَداي لأجدهُما كما هُما عدا بعضِ الشروخِ التي ظهرت عليهما ، حسناً .. أنا أذكرُ سبب هذه ...لقد كنتُ في حربٍ مع أولئكَ الجبناء .. أيمكنني تسميتهم بالحشرات ؟ هه لايهم .

انتبهتُ لأمرِ المكعبِ الذي احتواني طوالَ فترةِ سباتي ، بدا باهتاً على غيرِ العادة ، ضعيفاً مليئاً بالشروخ ، أكثرَ مني ، اعتلتني ابتسامةُ حنينٍ له ، نبستُ بصوتٍ منخفض دوى ببطءٍ في هذا المكان:
- " صباحُ الخير ، ريڤين " .

سرى ضوءٌ بينَ الشروخِ ليُضيءَ فجأة ! ، ارتفعَ عن مستوى الأرضِ لتحيطهُ هالةٌ سماوية استعارها مني ليُعالِجَ جروحَه فورَ أنِ ارتفع ، ظهرَ صوتٌ حاد بدا كآلة منه ناطقاً:
" صباحُ الخير سيدتي ! ، هل أعالِجُكِ معي ؟ فجسدكِ لايبدو بخير " .

قهقهتُ مما قال آخراً ، لأومئَ ايجاباً ، فاكتسى لونه بالرّيحانيّ بينما أطرافُهُ أخذت تتوهج بالأبيض ، أضافني لقُبّتهِ السماوية لتبدأ جروحي بالإلتئام ، لونٌ أسود أخذَ يكتسحُ تلكَ الخصلات التي بدت وكأنها أغرِقت بالطحين ليعودَ للحياةِ مجدداً ، أسودٌ لامع وعينانِ بلونِ الڤيوليت انتعشتا وعادَ بريقُهما كما عهِدتُه .

· · ────── ·𖥸· ────── · ·

بعدما مضى بعضُ الوقت ، انتهت الهالةُ العلاجيةُ من عملها لتعودَ لداخلي ، عندها تمتمتُ مخاطبةً إياهُ بصيغةِ طلب:
- " ريڤين " .
" أجل سيدتي ؟ " .
- " كمِ الساعةُ الآن ؟ " .
" الواحدة مابعدَ الظهر لماذا ؟" .
- " لنذهب للبحثِ عن الطعام فأنا جائعة☻" .
" أمرك " ..

لقطاتٌ قصِيرة ˚₊·حيث تعيش القصص. اكتشف الآن