لقطاتٌ قصِيرة ˚₊·

كَائِـنٌ لَـطِـيـفٌ خَبِـيـثْ

تقترب "أنت" من صندوق زهري من الكرتون مغلف بشرائط فضية لامعة عليها نجوم وتفكُّها على عجل بعدما أخبرتك والدتك أنها مفاجأة رائعة .

أبعدت الغطاء عنه ليقفز شيء ما منه فتتراجع للخلف متفاجئاً ! ..

هبط على الأرض كائن صغير سماوي اللون ذو شعر كثيف يغطيه بالكامل ويرتج وكأنما بداخله ماء وأجراس ! ، لديه يدان صغيرتان للغاية وأقدام كذلك ، عينه الخضراء الكبيرة والتي تتوهج بعدة ألوان أخرى ، أجنحة الملاك والحلقة البيضاء فوقه تجعلان منه كائناً غريباً بينما هو قد أخذ بقول كلمات مبهمة وبصوت صغير ..

" بييكووووو !! بيكو بيكو ! ".

توردت وجنتاك بينما لمعت عيناك الزمرديتان لتأخذه لحضنك وتتلمسه والذي كان برائحة ورد الياسمين وملمسه الناعم والطري عندما تضغط عليه يشعرانك وكأنما هو وسادة من بالون ممطط ومملوءة بالماء البارد

شعرتَ بنبضات قلبه اللطيفة لتنظر إلى ما بداخله فتجد قلباً وردياً من الكرستال موصول بالعديد والعديد من الأوعية الدموية الصلبة واللينة في الوقت ذاته ..

نظرت حولكَ لتجد أن الحفلة قد انتهت وأنهم قد أطفأو الأضواء وذهبوا ! ، تساءلتَ لوهلة لمَ انتهت الحفلة بهذه السرعة ؟ ، أعدتَ بنظرك لذلك الكائن اللطيف لتقول

- هل الوقت متأخر لهذه الدرجة ؟ .

لكنك لم تجد منه سوى عباراته الغريبة تلك " بيكو بيكو " مع توهجٍ في داخله ، نظرت إلى قلبه لتجده وردي اللون ثم يتحول للبنفسجي ! ، حينها نظرت إلى وجهه لتجده قد نام وفقاعات متشكلة تخرج من فمه

هززت كتفيك بلا اهتمام لتحمله وتذهب به لغرفتك المطلية بألوان الفضاء والنجوم ، فأنت من عاشقي الفلك ! ، وضعته على السرير واستلقيت بجانبه لتتأمله ثم تحتضنه وتغط بنوم عميق ~~ .

🎶🎶🎶🎶🎶🎶🎶🎶🎶🎶🎶🎶🎶

في الصباح .. أو كما بدا بالنسبة اليك

استيقظتَ على صرخة كلٍ من والدتك وشقيقتك الصغرى والتي بدا أنها أكبر منك بعشر أعوام من صوتها الذي كان في الثانية ، نهضتَ من سريرك بينما لم تجد كائنك اللطيف

خرجت من غرفتك لتجد شقيقتك " لارين " تتشاجر مع والدتك التي بدا عليها الكِبر على شيء لم تفهمه ، بدت لغتهما غريبة لم تستطع فهمها ، انتبهتَ إلى معدة لارين المنتفخة وهي تلمسها وتتراجع للخلف لتتساءل عما يحدث !

تقدمتَ اليهما لتوقف الشجار لكن ببساطة تم دفعك بعيداً ! لتجد بعدها دماءاً على الأرضية ! ، لارين تضع يدها على فمها بينما تشهق ، تراجعت للخلف ثم صرخت بخوف !!

هل قتلت والدتك للتو !؟ لماذا إذاً !؟ أين والدك عنها ؟ ، اسودت المنطقة التي على مرمى بصرك لتظهر ساعة مع تاريخ زمني والذي بدأ بالتراجع لـ " 2010 - 7 - 11 06:47pm "

ظهرتَ فجأة في مكان أشبه بالمشفى ، كنت في ممر فارغ .. دوت صرخة من أم تعرفها ! انها والدتك !! ثم بكاء لارين ذات العامين ، كان الممرضون ينقلون والدك على السرير الأبيض ، كيس دماء ، محلول .. مالذي حدث ؟

تسارع الزمن لتصبح مع والدتك وأخيها ولارين في انتظار لخروج الطبيب ، وقد خرج أخيراً لكن كما يبدو من ملامح وانكساء رأسه أن الخبر صادم .. " آسف سيدتي لقد فعلنا مابوسعنا ، أقدم تعازي الحارة لكم " .. *ظلام*

"  2010 - 2 - 10 07:58pm "

لحظة ... أليس هذا ! يوم حفلة ميلادك ؟ ، هبطت للأسفل لداخل المنزل لترى نفسك وأخيراً قبل أن أخبرتك والدتك بوجود الهدية ، نظرت عند عتبة باب المنزل والذي بدت جدران البيت غير مرئية بالنسبة لك لتجد صندوق الهدية ذاك يصعد وحده على الدرجات ثم يعتدل أمام الباب !

يُقرع الجرس دون فاعل !! لتتوجه والدتك وتفتح الباب ، أخذت بالهدية وقبلتها لأنه وببساطة كُتبت عليها " هدية خاصة لبطلكم الصغير "

تسارع الزمن إلى لحظة امساكك بالكائن الصغير .. .. .. .. .. .. .. تباطأت اللقطات .. فور لمسك له غرز هو سلكاً رفيعاً جداً لداخل جسدك ولقلبك تحديداً !! ثم حدث وأن اختفى الجميع وقتها ليبدو كما لو أن الحفلة قد انتهت فتتجه أنت وبتلقائية لتنام ! فلقد بدأت تشعر بالتعب !! بينما أنت في الحقيقة في طريقك للموت ! ..

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

رجوعٌ سريع في الزمن !!

ان تابعت نومك صغيري فإنك ستموت على يدِ كائنك اللطيف هذا !! .

هيا انهض !

فتحت عيناك سريعاً وبشكل مفاجئ لتجد ذلك الكائن يرتفع فوقك وكما يبدو أن ذاك السلك قد أصبح مرئياً عندما بدأت تتوهج في داخله دماء الكائن الزغبي الشفافة لتستقر في قلبك ! يريد الحصول عليك ! ..

لكنه فور انتباهه لاستيقاظك تراجع للخلف سريعاً وقد سحب سلكه ذاك معه مما سبب لك بوخز شديد ناحية قلبك وثقب عند صدرك ، شعرت بالألم والاختناق ثم دماء تنزف منك !

نظرت إليه لتهمس بتألم

- ألست صديقي ؟ لمَ تفعل ذلك !؟ .. بيكو !! .

توقف هو عن العمل ، بل وقد تصنم مكانه ، ربما هذه أول مرة يقال له ذلك ؟ ..

تشوشت الرؤية في عينيك لتسقط على الأرض !! ، هل......ستموت ؟ ..

" في الصباح التالي "

فتحت عيناك على صرخةٍ من أحد الممرضين وهو يقول

" لقد نجحنا !! قلبه ينبض !!! ".

نظرت للممرض لثوانٍ قبل أن تسمع كلمات مبعثرة تتقافز من حولك " بيكو بيكو " ..

بحثت عن الصوت لتلمحه هو بشكله الدائري وشعره الكثيف ، أجنحة الملاك وتلك الحلقة فوقه ينظر اليه من خارج المشفى قبل أن يبتسم لك بامتنان ثم يتوهج بكامله ويختفي ~~~ ..

كما يبدو أن كلمة "صديقي" قد أنقذتكَ من الموت وأنقذت عائلتك من مستقبلٍ أسود كان سيحدث .

————————————

#انتهى ~ ..

740 كلمة ..