بصوت يونغي
عندما رفعت نظري إليها وجدتها تنظر بحزن أم هى شقفة منها .. أهى حزينة من أجلي ..
تحدث بصوت عالي أجش من البكاء " أخرجي من غرفتي ... أتركني و شأني"
بداخلي أردد " ساعدني "
دمعت عيناها و ضمتني إليها بقوة هامسة في أذني " " أنت شأني .. دعني أساعدك أرجوك .. دع الماضي يمضي "
شعرت بالدفء و تسارعت نبضات قلبي دفعتها بعيدا عني ثم همست بصوت ضعيف " أخرجي فحسب "
لم تقترب مني و وقفت أمامي متجهة إلى باب الغرفة قائلة " أتمنى أن تفكر بعرضي جيدا .. و أرجوك لا تؤذي نفسك اليوم .. فكر بشىء تحبه و أغمض عينيك و نم .. أتمنى لك نوما هنيئا " أغلقت الباب خلفها و تركت فراشي يحتضن جسدي لعله يخفف من آلامي ... أغمضت عيني محاولا تجاهل ذلك الصوت البغيض الذي لا يصمت أبدا إلا بإذاء نفسي .. أخذت افكر بشىء أحبه حتى تذكرت البيانو خاصتي منذ مدة لم أعزف عليه و لأنني أريد أن أتخلص من ذلك الصوت قررت أن أعزف عليه قليلا .. أتجهت للغرفة المجاورة لغرفتي و جلست أمامه و بدأت العزف مقطوعة من تأليفي أشكو بها كل ما أشعر
" خذ كل أحزاني بعيد .. أجعل ذلك الألم يتوقف عن عصر قلبي .. أخرج ذلك الشعور من صدري .. ذلك الذنب يأكلني من الداخل حتى أصبحت جسد بدون حياة .. أرجوك ساعدني .. فقط أجعل ذلك الألم يتوقف .. ساعدني " تلك الكلمات كان لحن عزفي .. مغمض عيني أبكي .. و عندما أنتهيت من العزف فتحت عيني لأجدها أمامي كأنها ملاك يظهر حين أبكي ليجعلني أتوقف .. أتوقف عن البكاء لأنني لا أحب البكاء أمام أحد .. او لأنها تنتشلني من الماضي لأنظر الى حاضري ...
تحدث بصوتها الرقيق الهادئ " عزفك رائع .. لكنه حزين "
مسحت دموعي بعنف ثم أبتسمت بإنكسار " عزفي يصف ما أشعر به .. "
همهت مبتسمة .. ترددت قليلا لكن بالنهاية تحدثت و انا أنظر لمفاتيح البيانو قائلا
" ساعدني "نطقت بها بصوت هامس لا أظنها سمعته لكنها خيبت ظني حين وقفت أمامي قائلة " سأفعل "
قالتها بنظرات حادة توحي بمدى عزمها على الأمر .. أكملت حديثها قائلة " لكن قبل هذا أريد سماع القصة منك أخبرني عن ماضيك مع هانا "
رفعت نظري لها لأجدها منتظرة مني التحدث .. تنهدت ثم بدأت أقصُ عليها قصتي
" انا و هانا من عائلة واحدة .. كانت صديقتي المقربة من الصغر .. و عندما أصبحت شاب بدأت أقع في حبها بالتدريج حتى جاء يوم و أعترفت لها .. قبلت مشاعري و اصبحنا نتواعد مرت سنة على إرتباطنا لكن حدثت العديد من المشاكل بيننا .. لهذا عرضت عليها فكرة الأنفصال .. و هى وافقت فورا و أنفصلنا لم يمر يوم و سافرت إلى الخارج .. ثم عادت بعد شهر تقريبا ... طلبت مني أن نعود معا مرة اخرى و أنا رفضت على الرغم أنني كنت أحبها فتلك الفترة .. و لم أرها بعد ذلك اليوم ... حتى جاءني أتصال منها في أحد الليالي لتخبرني أنها ستنتحر إن لم أذهب إليها الأن ..كان صوتها متألم و شعرت بصدق كلماتها .. لهذا ذهبت لها و بمجرد أن فتحت باب شقتها وجدتها جالسة أمام الباب و ممسكة سكينا بيدها و عندما رأتني قطعت شرايين يدها ..
* أخذت أبكي بقوة آرادت أن أكمل حديثي لكن لا فائدة دموعي تغلبتني... صمتُ للحظات ثم أسترسلت مرة اخرى حديثي *
حملتها و وضعتها في سيارتي و أتجهت مسرعا إلى المشفى و لأنني لم أكن بكامل تركيزي و ذلك بسبب الرعشة التي أحتلت جسدي كله و عقلي المشغول بها تسببتُ بحادث سير مصطدما بشاحنة نقل .. أدت إلى موتها و بقائى فالمشفى لفترة ... هذه قصتي " أبتسم بإنكسار فى جملته الأخيرة .. عم الهدوء للحظات ثمتحدثت هيونا بصوت هادئ " لكن ما قصة المرأة " نظرت إلى يونغي منتظرة منه تفسير ..
وقف يونغي و أتجه خارجا قائلا " يكفي ما تحدثت به لليوم .. سأذهب للنوم "
أتجه يونغي لغرفته لينام بينما هيونا تجلس على الأريكة امام البيانو الخاص به ... دخل غرفته و أرتمي على فراشه لا طاقة له بسماع أي شيء أخر ... أطلق تنهيدة طويلة ثم غرق في أحد أحلامه الصامتة عديمة الألوان ...
كانت هيونا تجلس على تلك الاريكة منغمسة بأفكارها حول يونغي ...
قائلة لذاتها " جيد هناك تقدم في علاقتي بيونغي ... فهو ليس تلك الشخصية التي تعترف بضعفها أمام أحد على الرغم من أنه يحمل نفسه فوق طاقته في كل شىء ... كما أنه شخصية قوية الأقويا من يعترفون بتعبهم و عندما يحتاجون المساعدة يختارون الجديرين بالمساعدة .. تبقى أمر واحد يونغي .. أمر المرأة لما تجرح نفسك أمامها و ما الذي تسمعه منها ... "
ثم تجولت بنظرها فالغرفة فهذه المرة الأولى لها داخل تلك الغرفة ... لمحت مكتبة صغيرة فيها عدد من الكتب أتجهت لها فورا و أخذت تقرأ عناوين الكتب حتى لمحت كتاب دون مجلد أخذته لتفتحه و تقرأ أسطره .....
***************************
أنت تقرأ
مُهَشَّمْ
Short Storyمُهشَّمٌ بداخلي أشعر بفراغٍ يمزقني "بقوة " غارق في ظلام "موحشٍ" أحتاج للمساعدة