قطعة سكر (10)

711 75 25
                                    

بصوت يونغي

هرعتُ مع هيونا إلى المشفى و القلق يلتهمني .. أ حدث شىء ما لأبي ؟! يا الهي لا أحتمل تلك الفكرة أبدا .. بينما هيونا تلتزم الصمت و عينيها تدمعان لا أستطيع تهدئة نفسي و لا حتى مساعدتها ... دخلنا المشفى و كل فرد منا أتجه بطريق معاكس .. هى إلى قسم الاطفال و انا إلى غرفة أبي ... هرعت داخل الغرفة بخوف وجدته منشغلا بكتابٍ ما .. رفع نظره لي بهدوء قائلا
"بنى .. ما بك ؟؛ "
دوما ما يقرأ ما بداخلي نسيت سبب قدومي .. قبلت يديه و جلست بجانبه
تنهدت بثقل

" أبى .. لم أعتد أن اكن بالقاع .. لطالما كنت مكافحا في كل شىء .. لما الأن اشعر أنني خسرتُ كل شىء ..
لما أنا هشٌ بتلك الطريقة المؤلمة ... " أرجعت رأسي للخلف ناظرا للسقف محاولا كبح كل شىء مؤلم بداخلي ..

تحدث ابي بصوته الأجش المطمئن " صغيري .. جميعا نُخطئ .. و نخسر بعض الأشياء .. لكن بالنهاية نحن المسئولون عن سعادتنا و حزننا . "

مازالت بوضعيتي تنهدت " اتعلم من قابلت اليوم .. لقد قابلت جين و هوسوك .. شعرت حينها بالحنين و الأشتياق إليهم جميعا .. و تأكدت أنني أحمق وقح لقد أبتعدت عنهم بسبب شىء .. لا ذنب لهم به ... و قد قابلوني بترحاب و سعادة .. سعيد لأنني عدت إليهم .. غاضب من نفسي لابتعادي عنهم .. "

أبي برحابة صدر " احمق يونغي ... أحمق بحق .. لما انت متعلق بالماضي!... دع الماضي يمضي .. لديك الأن انا و هيونا و جين و هوسوك ..و الباقية ... و بالطبع نامجون ... "
اعتدلت بجلستي ثم نظرت له للحظة شعرت أن الهواء قد سُحِبَ مني لمجرد تَذَكُري السبب الذي أتينا من أجله .. إن كان والدي بخير .. أبتلعت ما في فمي ثم هممت واقفا .. و أخذت قدامي تهرول إلى هيونا ... لا .. لم يحدث شىء سىء لسولي أليس كذلك ؟! .. توقفت متصنما عندما رأيت هيونا تجلس على أحد مقاعد بخارج غرفة سولي و تبكي بشدة ... تحركت إليها ثم جلست القرفصاء أمامها ...و أسندت يداي على ركبتيها قائلا
" أ حدث شىء لسولي ؟؟"
نظرت في عيني بحزن شديد قد أغرقني داخله لثوان
ٍ" أنها ممتنعة عن الطعام منذ أمس ... و عندما دخلت الغرفة أخذت تبكي و تصرخ في وجهي .. هى غاضبة مني .. لأنني أخت سيئة .. لا تستطيع الأهتمام بأختها الصغيرة .. "
بكت مع اخر جملة  ... لم اعلم ما يجب علي فعله .. لكن جسدي تحرك من تلقاء نفسه و أحتضانها ... و أخذت يدي تمسح على شعرها و لساني أخذ يكرر " كل شىء سيكون بخير "
مضى وقت لا اعلم إن كان طويلا أم قصيرا .. لكنني شعرت بها تتوقف عن البكاء و قد أنتظم تنفسها بعض الشىء لأفصل ذلك العناق .. و أقف متوترا قائلا " سأجلب شىء ما .. و سأعود .. أنتظرني "

لم أنتظر ردها فالحقيقة شرعت في طريقي .. سأشتري شىء جميلا لسولي و أحاول أن أصلح الموقف بينها و بين هيونا .. فالحقيقة أنا أشعر بالذنب لأنني السبب في اهمال هيونا لسولي .. أتمنى أن أصلح الأمر ... لحظات و عدت وجدت هيونا بنفس مكانها و حالتها ... أشارت لها ثم ألتفت إلى غرفة سولي

.
.
.
طرقت باب غرفتها ثم دلفت إلى الداخل كانت جالسة على السرير ... و تنظر إلى بغضب مُجعدة ملامح وجهها ... تبدو في غاية اللطافة .. قمت بربط البالونات في طرف السرير متجاهلا نظراتها الغاضبة .. ثم وضعت بجوارها علبة صغيرة تحوي هدية لطيفة مثلها .. تحمحمت ثم تحدثت بهدوء
" لماذا سولي اللطيفة غاضبة ؟ "
لا رد هى نظرت بعيدا عني .. انا سىء فالتعامل مع الاطفال جربت طريقة أخرى حيث اخذت إحدى البالونات ذات شكل الأرنب ثم تحدثت من خلفه بصوت رفيع قدر ما استطعت كم أشعر بالاحراج من نفسي

" ما الذي جعل سولي خاصتنا غاضبة"

لم تجب لفترة كدت أن اصاب بالاحباط إلا أنها قالت "لم اعد قطعة السكر .. "
أكملت ما بداته لأتحدث بنفس الصوت "سيد ارنوب.. لم يفهم ! "

تنهدت سولي بحنق و كأنها تُحذرني ثم اردفت بإنفعال " كنت دوما قطعة السكر الخاصة بأختى حتى جاء زوجها و اصبح هو قطعة السكر تهتم به .. لقد أنشغلت به عني .. حتى عندما كانت تأتي إلي كانت تتحدث عنه و عن مدى شهامته معها و كم أنه طيب القلب و وسيم .. هى تحبه أكثر مني "

تحدثت خلف البالون بصوتٍ رفيع " أتعلمين أن زوج أختك كان مريض فالأيام الماضية و لم يكن له طبيب يعتني به .. أو ممرضات ترعاه .. بينما سولي اللطيفة لديها .. كما أن هيونا كانت تتصل بالممرضة للإطمئنان عليكي .. أتعلمين أن مين يونغي لديه عدد كبير من الجروح و الندوب في ذراعيه  "

خطفتُ نظرة من خلف البالون وجدتها صامتة و حزينة لكنها مازالت غاضبة لهذا أكملت حدثي
"كما أن يونغي والده مريض فليس لديه أحد يرعاه سوى زوجته .. اشعر بالحزن لأجل هيونا فهى بالخارج تبكى .. و تشعر بالذنب لأن صغيرتها الجميلة المحببة كثيرا كثيرا إليها تشعر بالغضب منها .. كما أن يونغي يريد الأعتذار منكِ كونه كان سببا في انشغال هيونا عنكِ "
تنهدت سولي بحزن ثم تحدثت بعينين دامعتان .. "لم اقصد أن اجعلها تبكي انا فقط غاضبة ... أشعر انني وحيدة هنا ... انا لا أملك سوى أختي"
تحركت من خلف البالون و جلست بجوارها و أخذت امسح على شعرتها .. ثم تحدثت " أنا اسف .. لم اقصد فعل ذلك .. صدقني هيونا تحبك كثيرا و لم تقصد تركك وحيدة .. من اليوم سأزورك أنا و هيونا يوميا حتى تتعافي و تتأتي لتعيشي معانا .. مارأيك ؟"

امسكت العلبة و أخرجت منها قلادة بها حبة فراولة شكلها لطيف " هذه القلادة لكِ .. جلبتها لأنها تشبهك كثير ... لطيفة و حلوة المذاق .. كما أن الجميع واقعا في حبها "

أبتسمت ثم أخذتها مني و نظرت لها بتفكير ثم نظرت إلى بإبتسامة رضا " إذا أصبحت حبة الفراولة .. هيونا تعشق الفراولة "

إبتسمت لها " سأخرج .. و اخبر هيونا أن تأتي إليكِ حسنا "

حركت رأسها لي بالإيجاب " حسنا .. لا تنسى وعدك لي .. يا قطعة السكر "

إبتسمت لها برضا لأول مرة منذ فترة أشعر أنني فعلت شىء جيد .. فتحت الباب و نظرت لهيونا التي كانت تنظر لباب بتلهف و مجرد أن رآتني وقفت و تحركت بإتجاهي و انا أشعر بالإحراج مما فعلته .. أزحت بصري بعيدا عنها و أخبرتها أن تحضر الغداء إلي سولي  ..

تركتني و ذهبت .. تحركت أنا أيضا مغادرا المشفى بأكملها .. اظن انه علي الذهاب إليه .. و مواجهة الأمر يكفى... هروبا

مُهَشَّمْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن