عادت هيونا للمنزلها بعقل فارغ من أي همس ... لقد تعقدت الأمور كثيرا .. كما أنها لن تستطع فعل شىء ليونغي إلا إذا سمح هو بذلك ... الليلة كانت طويلة و صعبة علي كلاهما ... علمت هيونا الكثير عن نفسها فهذه الليلة التي تشعر أنها دهر كامل لم تنتهي إلى الأن علمت كم هي تحب يونغي و كيف قُبِضَ قلبها عندما رأته يحاول الأنتحار ... علمت كم هو ضعيف كطفلٍ ضائع داخل نفسه .... ومدي حاجته لها كما أنها بحاجةٍ إليه .... لكن ما عساها تفعل له دون إذنه ؟ .... لم تنتبه جميلتنا أنها حتي الآن واقفة خلف باب المنزل ... زفرت قليلا من الهواء عندما أدركت ذلك و اتجهت للأريكة سوداء اللون قماشية الخامة أراحت جسدها عليها ناظرة لسقف البيت كم هو واسع و مسطح ... تنهدت بملل و قلة حيلة تحاول فقط تصفية ذهانها أغمضت عينيها بسلام لتسقط في بئر النوم ......
*******************
و أخيرا عاد نامجون لمنزله و بمجرد أن دخل وجد يونغي ممدد على الأرض باستقامة فاتحا عينيه بوهن ينظر للسقف يسند يديه علي صدره ... يتنفس بانتظام و غارق بما يشعر به ... تنهد نامجون و اتجه للمطبخ أعد العشاء و وضعه على الأرض بجوار يونغي ليردف قائلا بهدوء "ماذا ستفعل الأن " لم يتوقع نامجون أي رد من يونغي .....
و لكن يونغي خالف توقعه تنهد بتعب قائلا " عندما يدخل أحدهم غرفة معيشتك و هى مُضيئة يرى مدي جمالها فالأريكة تتلائم كثير مع لون الحائط و مع ذلك البساط المناسب ... لكن إن أغلقت إضاءة الغرفة سيصبح ذلك الأثاث مجرد عائق في طريقه .... لكنك لن تجد أحد ينظر إلي أرضية الغرفة الخشيبة كم بها من خدوش و كم تحمل من أوزان ... *تنهد يونغي ببطء ثم كشف عن ذراعيه لتظهر تلك الندوب المشئومة * أنا أشبه تلك الغرفة بما فيها عدا الإضاءة غرفة معتمة يصرخ ما فيها بوجع و ألم ثم تحدث تلك الشقوق و الخدوش داخلي ليصبح الأمر أصعب .... حتي دخلت نجمة صغيرة شاهدت كل شىء غضبي كرهي لذاتي جرحي لنفسي كانت تُضىء في كل مرة تراني أتعب نفسي أو عندما أغرق فذلك المحيط المظلم رأت ما بداخلي و ساعدتني و أصبحت تُضئ بصرتي لأرى بعض الأشياء التي لم و لن أكن لأراها بنفسي .... لكن في المقابل جرحتها عندما فعلت ذلك لم تصرخ عليِّ كانت ... كانت خائفة عليِّ .. كانت قلقة من حالتي هذه لم تغضب و لم تهرب خوفا مني ... علي العكس رأيت نفسي في عينيها كطفل تائة غاضب علي أمه رأيت قلق أم علي ابنها .... و أنت تعلم أنني لم أشعر بهذا من قبل " أنهي حديثه ببكاء واضعا إحدي يديه علي عينيه ليبكي بحرية أكثر ....
كان نامجون و لازال المراقب فالحقيقة هو حائر كثيرا لم يعتد على رؤية يونغي هكذا كما أنه يفكر بماذا سيفعل او يقول أغمض عينيه رافعا رأسه لأعلى ثم تحدث قائلا
" يكفي يونغي ... لقد بكيت بما يكفي ... أولا علينا مصالحة تلك النجمة التي أظنها تبكي الآن .. كما علينا إخراج كل شيء من الغرفة لنجعلها فارغة لنُعيد ترتيبها او تغيرها تماما .... و النجمة من ستساعدنا في ذلك ... انهض هيونغ لم أعتد عليك هكذا ... أنت الأن ترى كل شيء ... و هيا تناول طعامك " قال جملته الأخيرة بتذمر متصنع ... مسح يونغي دموعه و اعتدل في جلسته ... ثم نظر لهاتفه بحيرة ثم تنهد ضاغطا على لوحة مفاتيحه كاتباأغلق هاتفه و تناول بعضا من الطعام مراقبا هاتفه و قد لاحظ ذلك نامجون ... ليقف متجها للمطبخ ... بحجة جلب الماء ... بمجرد أن دخل أخرج هاتفه و أتصل على هيونا ...
لحظات و أجابت هيونا بصوت ناعس قائلة بقلق "نامجون !! .. هل يونغي بخير ؟"
تحدث نامجون بهدوء " أجل بخير ... فقط أردت الأطمئنان أنكِ بخير "
أنهى محادثته معها قائلا لذاته ' هذا ما ظننته .. تلك الهيونا كانت نائمة و ذلك الهيونغ الأحمق ظن أنها لا تريد ان تتحدث معه ... أنه طفل حقا ... ' أتجه لنوم بعد أن وجد يونغي نائم على الأريكة عاد إليه ليغطيه و يعدل من وضعية نومه ثم عاد لغرفته و نام بهدوء ....
في تلك الأثناء كانت هيونا وضعت هاتفها على السرير و ذهبت لتروي عطشها و عادت بخطوات منهكة ...فتحت هاتفها لتجد إشعار رسالة بإسم يونغي في تلك اللحظة فقط نبض قلبها بقوة خوفا و قلقا و جحظت عينيها قليلا ... لكنها هدأت و أمتلئت عينيها بالدموع مع إبتسامة ارتسمت على وجهها
_________________
أنت تقرأ
مُهَشَّمْ
Short Storyمُهشَّمٌ بداخلي أشعر بفراغٍ يمزقني "بقوة " غارق في ظلام "موحشٍ" أحتاج للمساعدة