أزعجتها بتصرفاتي

237 28 3
                                    

لونا : أنا أتكلّم أنااا!! -تسحب الهاتف من بين يدي والدتها- : آلو خالتي؟! أريد لورا!

لورا : لورا أنا!

لونا : ما هي كلمة السر؟!!

لورا : زُولِيّاااا!

تصرخان : زولِيّاااا!!

نعم. كانت هذه كلمة السر التي بيني و بين لورا. صنعناها عندما كنّا في بيت جدّي، بعد أن كبرنا قليلاً.
كانت جدّتي تحمِلُ السجّاد فقلت "زولية؟" و هي كلمة بالعراقي تعني "سجّاد". و من هنا بدأنا نقول هذه الكلمة لبعضنا في كل مرة نتّصل أو نلتقي بها

مازلت أذكر كم كنّا نضحك على الهاتف في كل مرّة نقول فيها كلمة السر هذه. حتّى أنّ والدتانا كانتا تضحكان معنا لشدّة سخافَتِنا. لم أُدرِك حتّى اليوم السبب الذي كان يدفعنا للضحك، لكن كل ما أعرفه هو أنني كنتُ أرتاح لسماع صوتها

لورا.....

________

"ااااا" (صوت بكاء)

كَبُرَت لورا بمرور الأيام و لم تعد تلك الفتاة التي كنتُ أعرفه بالأَمسْ. صارت فتاةً كثيرة البكاء، أو ما يُسَمّونَهُ بـ "النَحَس". كنتُ أشعر بالملل في كلِّ مرَّةٍ أراها تتصنّع البكاء بوضع ذراعِها على عينيها و رمي نفسها على الأرض.
أصبحت لورا شديدة التعلّق بوالدتها. لم تعد تلعب معي كثيراً كما في السابق. كل ما عَرِفَتهُ هو البكاء.. هذا التصرّف دفعني فيما بعد للتعامل معها بقسوة، و للاسف، كان هذا أسوأ قرارٍ اتَخَذتُه في حياتي

لورا -خلف والدتها، تنظر الى لونا- : دادا أُوّا

أُوّا = ألَم

لونا : دادا أُوّا ؟!!

الخالة : يبدو بأنّكِ تزعجيها كثيراً حتى صارت تناديكِ بهذا الاسم

نعم. تلك كانت الصدمة الساعقة بالنسبةِ لي.. لم و لن أنسَ تلك الجملة أبداً....."تزعجيها كثيراً"......... هذه الجملة صنعت منّي وحشاً فتّاكاً! .. صرت آذي لورا كثيراً.. في كل لقاءٍ لنا بتُّ ألعب معها ألعاباً همجية كـ "أحفظي كلمات هذه الأغنية معي!" .. "ابقَي معي في الغرفة!".. "لن تذهبي إلى أي مكان!!" ..
و إذا لم تنفِذ كنتُ أتواعَد معها على أن أشتري لها مصاصة و شيبس

استمرّت الأيام، كنتُ أُصبِحُ فيها طيبةً تارّة و متوَحّشة تارةً أخرى. و في كل مرّة، و مهما كنتُ أفعل من جميلٍ أو قبيح، كانت لورا تتصنّع البكاء

"لعَلَّ المصاصة و الشيبس ستُسكِتُها هذه المرّةَ أيضاً"

و.... كما هو مُتَوَقّع.. مواعَدات الشيبس و المصاصة في كل يوم باتت قائمة و لم أكن أفي بوعودي إِلَّا ما نَدَر. و في نهاية المطاف جَاءَت بحقارَتِها تقول لي

حياتي هي ابنة خالتي؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن