المدينة التائهة

1.6K 110 113
                                    

إنطلقت تلك العربة تجرها تلك الأحصنة

و رغم الظلام الحالك

لم تُضع طريقها

و كأنها ترى بوضوح

و من داخل العربة

إنطلق صوتٌ مُخيف

كان صرخةً لطفلٍ يبكي

امتدت يدٌ بسرعة لتُغلق فمه و هتف صاحبها :

¤ إخرس أيها الصغيرُ اللعين ¤

حاول الطفلُ التملص من يده

و لكن تلقى ضربةً على رأسه أفقدتهُ الوعي

صاح نفسُ الرجل الذي حاول كتم صرخةِ الطفل :

¤ توقف يا مجنون سوف تقتله
و عندها سنخسر كُل شيء ¤

رد الأخر بسرعة :

¤ لقد كان يستحقها هذا الشقي يا دوغلاس ¤

هتف بهِ دوغلاس في غضب :

¤ مهمتنا توصيلهُ إلى ذلك الرجل
و بعدها نقبضُ الثمن و نرحل
هل فهمت يا غاري ¤

رد غاري في حُنق:

¤ سيقتلهُ على أي حال
فلما يريدهُ حياً ¤

نظر دوغلاس إليهِ في تعجب :

¤ و ما أدراك بأنهُ سيقتله ؟ ¤

رد غاري في غضب :

¤ تلك المدينة ملعونة
و أنت تعرفُ ذلك
فلم يريدهُ هناك إن لم يرغب بقتله ¤

قال دوغلاس و قد نفذ صبره :

¤ و ما شأننا نحن ؟
ليفعل به ما يشاء
المهم أن نقبض ثمن تعبنا ¤

مط غاري شفتيه معترضاً

لكنهُ لزم الصمت

إستمرت الخيول في الركض طويلاً

بين الغابات على طريقٍ وعرة

حتى هتف السائق :

¤ لقد وصلنا ¤

خرج دوغلاس من العربة و نظر حوله

كانوا لا يزالون في الغابة فصرخ في غضب في السائق :

¤ نحن لم نصل بعد
لماذا تقول بأننا وصلنا ؟ ¤

رد السائق بهدوء :

¤ لا أستطيع الدخول إلى المدينة ¤

رد دوغلاس في غضب :

¤ إتفاقنا يقضي بإيصالنا إلى حدود المدينة
و لي إلىمنتصفِ الغابة ¤

هتف السائق و هو يحمل بيده عصا من الخشب أشعل بمقدمتها ناراً فأضاءت المكان حول العربة
و هو يُشير للأمام :

¤ تلك حدود المدينة
خلف تلك الأشجار ستكون بوابةُ المدينة
أسرع و أعطني مالي و انزل أنت و من معك ¤

أسطورةُ خِيديا ج1 ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن