7- حقيبة الأسرار
"و.......ي!".
صرخة مدوية طويلة أطلقتها الآنسة كيت بوجه السيد شريدان عندما ظهر أمامها فجأة فيما كانت تهم بفتح باب سيارتها والركوب فيها ، وهو يحدّق فيها ويقول:
" يبدو لي أنك كنت تواجهين بعض المصاعب ، أي خدمة؟".
" ماذا تفعل هنا ؟ أوليس عندك ما تفعله سوى تخويف الناس!".
" آسف جدا إذا كنت ازعجتك ... ولكنني إستيقظت مع من استيقظوا من النوم بسبب الضجة التي كنت تحدثينها ، ما المشكلة !".
" ليس هناك من مشكلة ، كل ما في الأمر أنني عبأت خزان السيارة بالبنزين ، والآن ، ارجو أن تتركني وشاني".
" أتصور أنك على موعد مهم".
وأضاف وهو صامد في مكانه كأنه لا يريد أن يتخلى عنها:
"وفي ساعة متأخرة من الليل".
"كلا ، لست على موعد مع أحد وإنما أنا ذاهبة الى الفندق لجلب شيء نسيته هناك والعودة الليلة".
" لا شك إذن أنها ستكون رحلة شيقة ، وارى من الواجب ان اقوم انا بقيادة السيارة عنك عليّ بذلك أعفيك من مشقة القيادة وانت قلقة".
" انا لست قلقة وارى من واجبي أيضا الا احرمك نعمة النوم الهادىء في مثل هذه الساعة".
" لا ، أبدا ، لست نعسانا".
فتح باب السيارة وركب في مقعد القيادة فيما تولاها الرعب وهي تراقبه.ثم بدأ يحاول تشغيل المحرك بعد ان وضع مفتاح الحركة في مكانه ، وكم كانت دهشتها عندما دار المحرك فور ان ادار المفتاح ودعس بقدمه على دوّاسة البنزين ، فندبت حظها ولسان حالها يقول : ( يا لسوء حظي ، إذ لو إشتغل المحرك معي لكنت الآن في منتصف طريقي الى الفندق ، وقالت له وهي لا تزال تراقبه:
" شكرا لك يا براد ، لكنني افضّل ان أتولى قيادة السيارة بنفسي".
" لا مانع عندي ، ولا مرة منعت سيدة من قيادة سيارتها بنفسها الا إذا هي طلبت مني ذلك".
وإنتقل الى المقعد المجاور ليخلي المقعد لها ، وهو يتمتم ويتحسس بيديه شيئا في الظلام بطريقة اثارت إنتباه كيت لتراه ينقل حقيبة والت ،التي كانت ألقتها على المقعد الأمامي ، ليضعها بين رجليه ، مما أثار الفزع في نفسها من ان يكون عرف هوية صاحبها.
ألا أنها رغما عن الحيرة التي وقعت فيها ، كانت مصممة على الوفاء بهذا الموعد المكروه بدون مرافقة شريدان ، كان الأمر يهون لو لم يدخل في الصورة الآن ويصر على مرافقتها بحجة مؤانستها في الطريق الموحشة المفقرة أثناء الليل وتخفيف مشقة السفر عنها ، وهي تعرف ما يدور في الخفاء بين شريدان ووالت ، والشكوك التي تخامر شريدان حول العلاقات الوطيدة القائمة بين والت ووالدها ، من هنا بدأت تفكر بمخرج ينقذها من هذه الورطة التي تواجهها ،وإلا فإن الواقعة ستقع ويحدث ما ليس في الحسبان ، الحل الآني الوحيد للتخلص من ورطتها هو ان تشدّه وتلقي به خارج السيارة ، لكن مثل هذا العمل يفوق قدرتها بكثير ، فما العمل إذن ؟
أنت تقرأ
قبل أن ترحل { روايات عبير }
Romantik151- قبل أن ترحل - مارجري هيلتون- روايات عبير القديمة الملخص القصص المثيرة تحدث في الحياة لأن الحب لا يكف عن المحاولة ، محاولة إفهامنا أنه العاطفة العليا بإمتياز وأنه في الأخير, هو الآمر الناهي رغم كل شيء. بطلتنا هذه المرة...