نظرت الي الساعه وجدتها قد تجاوزت الرابعه.... بدات اهرول في المشي... هل سالحق بالقطار.... ام انني ستاخز ايضا هذه المره! لم أرى أمامي من شدة ما كنت مسرعة وحقائبي تكاد تقع من يدي.... حاولت قدر المستطاع أن امسك بها و بقبعتي التي طالما وقعت مني وانتشلها احدهم من على الأرض.... و قدمها لي.... وصلت الي المحطه لاسمع صفير القطار يعلن عن انطلاقته... حندت الله فلقد وصلت في اللحظه....
صعدت بسرعه و دخلت احدي المقطورات من غير ان انظر الي من بداخلها... جلست الهث من شده التعب... لو كنت دخلت في سباق الركض حتما كنت فزت بالمرتبه الاولي
فتحت عيني لاجد امامي رجلا ارستقراطي الجلسه و الهندام يطالع جريدته.... وقد نظر الي بطرف عينه كانه متعجب من منظري الهزلي قبعتي قد مالت علي راسي... و معطفي في وضع مأساوي وحقيبه يدي علي الارض.... وما ان رايته حتي عدلت في جلستي و قد شعرت بارتباك شديد..... انه لشيئ محرج للغايه ان يكون الشخص محاط بانظار خاصة في وضع كوضعي.....
تظاهرت بانني اقرا احد الكتب... لاتهرب من نظراته... و ما هي الا دقائق حتي دخل الينا موظف المحطه يريد البطاقات.. يا للمصيبه.. لقد نسيت ان اشتري تذكره... نظرت من جولي لاجد نفسي اجلس في مقطوره الدرجه الاولي... ما هذه الورطه التي وقعت بها... ما هو موقفي الان امام هذا الرجل وامام الموظف.. حاولت التملص في اللحظه التي انشغل فيها الموظف بالترحيب بالرجل و هو يبرز التذكره.. ولكنه استوقفني ايضا في اللحظه الاخيره... اللحظات الاخيره دائما تسعفني ولكن ليس هذه المره علي ما يبدو نظر الي بكل احترام قائلاً : انسه التذكره من فضلك
بدات اتظاهر بانني افتش في حقيبه يدي بحثاً عنها وقد بدات اتصبب عرقا وانا مدركه بانني اللاسف ساتعرض لموقف في غايه الغباء فاذا قلت له انني اضعتها سيطلب مني ان اشتري واحده اخري وانا لا املك ثمنها ماذا افعل ما الذي اتي بي الي هنا الان؟
فجأة وجدت الرجل يمك بتذكره اخري و يعطيها للموظف قائلاً : انسه تذكرتك اه وقعت منك وانتي داخله( وقد ابتسم ابتسامه خفيفه كانه يقول لي انقذتك)
اخذها الموظف و خط امضائه عليها و ارجعها لي
غادر بهدوء لم اكن بعدها قد استيقظت من الصدمه اخفيت وجهي بيدي وبدات اضحك بصمت
لم يكلمني الرجل بعدها ولا كلمه. بل بقي يطالع جريدته بصمت قاتل يا للموقف المحرج كيف اتصرف الآن؟؟ ماذا ساقول له؟؟ إنه حقل لرجل شهم قد اخرجني من المازق من دون حتي ان يعلم من اكون من هل شعر بانني فقيره واراد مساعدتي؟؟ ولكنني لست فقيره ولكن هل مظهري العام يوحي بذلك؟؟ معطفي مثلاً شكلي؟؟! ولكنني قد جلبتهما من محل يبيع ثياب غاليه بعض الشيئ وقد بقيت لشهرين كاملين ادخر راتبي الشهري من دوان ان اصرف قرشا واحداً و كيف لا وانا سادخل الي قصر واصبح من سكانه و بدات افكر كيف هي حياه القصور يا تري
فتحت عيني بعد هذه الجوله الصغيره في خيالي نظرت امامي اجد الرجل اين ذهب و القطار ما زال يمشي؟؟ لم اشعر انه قد توقف ابدا
عله ينتقلبين المقطورات و مل من الجلوس وحده فتحت عندها حقبيتي واخذت كاتبا و اقراه و انسجمت معه لدرجه كبيره و لكنها لم تعجبني كيف لسيده ان تحب رجلا اخر علي زوجها ما هذه المجنونه وتترك ايضا حياه القصور يا لها من غبيه من اجل ماذا؟؟ من اجل الحب؟؟الحب الحب الحب ما هو هذا الشعور يا تري لقد جربت كل انواع الحب حب الله و الوالدين و عملي و وطني و حب العم جمال الذي كان كالوالد وساعدني كثيراً ولكنني لم اجرب ما يقولون عن الحب الذي يولد بين الرجل والمراه لم التف في حياتي بشخص قد احب ووجدته سعيدا لماذا يحب الناس اذن؟؟
بعد ساعتين وصل القطار الي المحطه اهذت حقائبي ونزلت ما زلت ابحث بنظراتي عن الرجل الغامض ولكنني لم اجده تابعت عندها طريقي و اخرجت الورقهرالتي تحمل العنوان من جيبي واتجهت نحو سياره اجره قلت للسائق
_ من فضلك عاوزه اروح شارع السفرا.. جنب الحدائق القديمه
_ عاوزه تروحي لمين هنالك؟؟
_ ال عمران قصر ال عمران (اعطيته الورقه نظر اليها قائلاً)
_ فين دا عمري ما سمعت عنه اساسا المنطقه هناك مقطوعة و بعيده عن شارع السفرا بعيد خالص عن المنطقه خلاص هوديكي وانتي تسالي
_ قلت وانا افتح الباب :ما قلتليش حتاخد كام؟؟؟
_ قال باستغراب : الظاهر اول مره تيجي هنا؟
_قلت بتعجب : عرفت منين؟؟
_ عشان كل عربيات التاكس هنا علي عداد الأجرة
_ بقيت واقفه افكره وقلت له: هو المكان بعيد؟؟
_ لاحظت انه قد بدأ يغضب خاصة انه خرج من السياره و نظر الي نظرات غريبه قال : لق كتير حتركبي ولا اشوف غيرك؟..
_قلت له وانا ادخل السياره: لا اتفضلي..
وكانت هذه المره الأولى التي ات بها الي هذه المنطقه حقا انها رائعه حتما من يسكنون هذه المنطقه شعراء او كتاب او رسامون وقفت السياره في مكان ما وجدت السائق يقول
_ انسه العربية ما تقدرش تدخل اكتر دي املاك خاصه
_ اخرجت راسي من شباك السياره لاري القصر ذهلت من بعيد شاهدت القصر انه ليظ قصر بل قصورت اجتمعت في قصر و بقيت عيناي متعلقة بالقصر. الي ان وجدت السائق وقد طفح به الكيل نزل و فتح لها الباب وكانع يطردني
_ انسه خلصيني عندي زباين غيرك دخلت القصر وجلست في الصاله احتار نظري من شده روعه القصر تحف هنا و لوحات زيتيه هناك و قطع اثاث. ما هي الا لحظات حتي رأيت امامي سيده انيقه اهتقدت انها سيده القصر لكني اكتشفت أنها ربه المنزل قالت
_انسه السيد منير مستنيكي ( لم تنتظر ان ارد عليها لاستفسر عن السد منير. بل مشت امامي و لحقت بها)
ادخلتنيالي غرفة مكتب كبيرة وفتحت البا و دعتني إلى الدخول و خرجت
نظرت اماميوجدت رجلا يجلس علي كرسي ويدير ظهره
_ قلت بخجل : صباح الخير سيد منير
لم ينظر لي وقال : انتي جاهزه؟؟؟؟
_ قلت له باستغراب : لايه حضرتك؟؟؟؟
_ عشان تتجوزي
_ اتجوز؟؟؟ عفوا هو العم جمال فين؟؟؟
_ استدار نحوي قائلاً : مين جمال؟؟؟ ماعرفوش ( كانت الصدمه انه الرجل الغامض الذي رايته في القطار)
يتبع ايه رايكم بالبارت يارب يعجبكم يلا عاوزه تعليقات كتير يلا