في قرية صغيرة، يعيش فيها أهلها ببساطة، لا أحد مجهول بالنسبة لهم، فالجميع يعرفون بعضهم البعض.
دخلت جدته لتوقظه مثل كل صباح، و لكنه كالعادة يكون مستيقظ قبل أن تدخل عليه غرفته.
إنه كيفين الذي اعتاد على حياته المظلمة.
نهض كيفين و ذهب مع جدته إليزابيث ليتناول فطوره الذي أعدته.
قالت إليزابيث
"هل تريد الخروج اليوم و التنزه قليلاً؟"
قال كيفين
"سأقوم بالإتصال بأصدقائي و أخرج معهم اليوم"
قالت إليزابيث
"إذاً فلتنتبه لنفسك جيداً"
قال كيفين
"حسناً جدتي"
قالت إليزابيث
"و إذا سمعت شيئاً عن هذا الرجل البشع فلتأتي إلى المنزل فوراًً"
عقد كيفين حاجبيه و قال
"جدتي أنتِ تخيفينني"
قالت إليزابيث
"أنا لا أقصد عزيزي، و لكن كن فقط على حذر"
ابتسم كيفين و قال
"حسناً جدتي، سأذهب الآن"
خرج كيفين من المنزل و قابل أصدقاءه، و مشى معهم.
أخذوا يلعبون و يلهون، كان كيفين يلهو و لكنه كان يشعر أن هناك شئ ينقصه، أنه غير كامل مثل بقية أصدقائه، ينقصه أن يبصر، ينقصه أن يرى الجمال من حوله.
و أثناء سيرهم توقفوا عند الغابة التي بالقرية، التي يعلم الجميع أن الرجل البشع يعيش فيها، الرجل الذي اشتهر بقتله للأطفال.
عندما توقفوا، سمع كيفين صوت الهواء يصطدم بأشجار كثيفة، و صوت الطيور أوضح من ذي قبل، و الهدوء يخيم على المكان، فعرف كيفين أنهم عند الغابة، فارتعد صوته و هو يقول
"لا يجب علينا أن نكون هنا"
قال أحد أصدقاء كيفين و كان يدعى توم
"هيا لا تكن جبان"
قال كيفين
"و لكن ألا تعرفون أن الرجل البشع هنا؟، يمكن أن يقتلنا"
قال فتى آخر كان معهم و يدعى ديفيد و قد كان خائفاً هو الآخر
"نعم توم هذا خطير يمكن أن يؤذينا هذا الرجل، إنه مرعب جداً"
قال توم غير مبالي
"هيا، إذا كان سيقتلنا فسيظهر بالليل، و ليس بالنهار"
قال جورج صديقهم
"و لكني رأيته من قبل بالنهار"
صمت الجميع فجأة و التفتوا لجورج و نظروا إليه بمعنى أن يوضح كلامه، فأكمل قائلاً
"نعم لقد رأيته في الشهر الماضي في ذاك اليوم الذي رآه أهل القرية فيه، لقد كنت مع أمي حينها، و جاء إلى القرية، بالتأكيد عرفتم هذا الخبر"
قال كيفين
"بالطبع نعرف أيها الأحمق، بعد الذي سمعناه يجب أن نذهب الآن توم"
نظر توم إلى الجميع و قال
"إذاً فلتحاولوا اللحاق بي"
بعدها ركض توم بعيداً عن الغابة فخاف ديفيد و جورج و ركضا خلفه و تركوا كيفين وحيداً.
أخذ كيفين يردد و يقول
"أين ذهبتم يا رفاق، أين أنتم، توم، ديفيد، جورج"
و لكن لم يجد إجابة.
إنه بمفرده الآن، يقف في بداية الغابة.
حاول كيفين أن يمشي و لكنه اتجه ناحية الغابة و دخل إليها و هو لا يعرف أنه قد دخل إلى مقر رعب القرية.
أخذ يسير و ينادي أصدقاءه و لكن بالطبع لم يتلقى أى إجابة.
و بعد فترة قصيرة أدرك أنه قد دخل إلى الغابة.
بدأ الرعب يتملكه، لم يعرف ما الذي يجب عليه فعله، إنه يسير و لكنه لا يرى أين يذهب.
فجأة سمع صوت شخص ما يسير، فصوت العشب كان واضحاً، أخذ كيفين يركض خائفاً حتى تعثر بشئ ما، قد شعر بأنها كانت قدم أحدهم هى التي جعلته يتعثر، عرف أنه الرجل البشع هذا، أخذ يصرخ و يترجاه قائلاً
"اتركني أرجوك، لا تقتلني"
و فجأة وجد شخص يقوم بحمله و يسير به لا يعلم إلى أين، و لكنه كان يعرف أنه ذلك الرجل البشع
أنت تقرأ
The Most Beautiful Thing
Short Storyكان صباحاً جديداً يتمنى فيه كالعادة أن يرى ما حوله كما يراه الآخرون. و لكنه كان بداية جديدة لحياته إنه كفيف يرى بقلبهً
