3

95 9 75
                                    

عندما عاد كيفين إلى منزله كان سعيداً جداً، كان ينتظر أن يأتي الغد ليقابل ليون ثانية و يعلمه كيف يعيش بحالته هذه.

بعد فترة من عودته ابتسمت إليزابيث و قالت له

"أراك سعيد جداً اليوم، هل استمتعت مع أصدقائك؟"

قال كيفين

"لا ليس مع أصدقائي و لكن مع شخص آخر"

تعجبت إليزابيث و سألت كيفين من يكون هذا الشخص.

فحكى كيفين لها ما حدث معه.

تفاجأت إليزابيث و قالت بخوف

"هل حقاً قابلت الرجل القاتل هذا؟"

قال كيفين

"نعم جدتي، و لكن كما قلت لك، ليون أنقذني، إنه طيب جداً"

قالت إليزابيث

"و لكنك لن تذهب غداً، و أيضاً لن تذهب بمفردك"

غضب كيفين و قال و هو منفعل

"جدتي، أنا لست صغيراً و يمكنني الإعتماد على نفسي، حتى و إن كنت لا أرى فأنا أملك ميزات أخرى لا يملكها أحد و ستساعدني في العيش أفضل من أى شخص"

و بعدها ذهب كيفين إلى غرفته، و أغلق الباب بعنف.

تعجبت إليزابيث منه، فهو لم يتصرف بهذه الطريقة من قبل، لم يكن خائفاً ولا متردداً.

في اليوم التالي ذهب توم إلى كيفين صباحاً، ففتحت له إليزابيث باب المنزل و نادت على كيفين، ثم تركتهما يتحدثان

توم

"مرحباً كيفين"

قال كيفين

"مرحباً توم، هل جئت لترى إذا كنت مازلت حى أم لا؟"

قال توم بخجل

"آسف كيفين على ما حدث بالأمس"

قال كيفين

"حسناً لم يحدث شئ"

ابتسم توم و قال

"إذاً هل ستخرج معنا اليوم؟"

قال كيفين

"لا فأنا متعب اليوم"

قال توم

"حسناً، كما تريد، إلى اللقاء"

ودعه كيفين، و بعد أن تناول الإفطار أسرع إلى خارج المنزل ليذهب إلى ليون.

عندما خرج من المنزل أخذ يقول

"حسناً، من أين أبدأ؟، عندما خرجت مع توم و البقية أمس أظن أننا مررنا باتجاه السوق، نعم لقد فعلنا، فقد كان هناك ازدحام و اصوات البائعين الذين كانوا يرددون الأسعار، لقد كنت أذهب مع جدتي كثيراً إلى هذا السوق، أنا أعرف الطريق إليه"

سار كيفين حتى وصل إلى السوق، و أخذ يتذكر كل العلامات التي ستوصله للغابة، كالمخبز الذي في وسط القرية و الذي كان مميز برائحة خبزه، و المزارع التي توجد على أطراف القرية التي كانت مميزة بأصوات المزارعين، و غيرها من العلامات التي أخذ كيفين يتذكرها.

و في النهاية وصل إلى بداية الغابة، و مع أول خطوة يخطوها داخل الغابة سمع صوت ليون يقول

"كيفين ها أنت يا بطل، لقد فعلتها و جئت بمفردك"

كان كيفين سعيداً جداً فقد فاز بالتحدي، فقال

"لقد فعلت ما قلته لي، تتبعت ما كنت اتذكره من علامات، لقد كنت كأني أرى، و لكن ليس بعيني"

ابتسم ليون و قال

"لقد فهمت الدرس إذاً"

قفز كيفين نحو ليون و عانقه و قال له

"شكراً لك ليون، أنت رائع"

بعدها ذهب كيفين و ليون إلى الكوخ.

قال كيفين

"ليون، هل لي بأن أسألك سؤالاً"

قال ليون

"تفضل"

قال كيفين

"هل الرجل الذي يقتل الأطفال هذا بشع فعلاً، أقصد هل هو قبيح؟"

سأل ليون كيفين

"هل تعرف معنى كلمة قبيح كيفين؟"

قال كيفين

"لقد قالت لي جدتي، أن الشئ القبيح هو الذي لا أطيق النظر إليه، فشكله يكون غير مقبول"

قال ليون

"إذا فإن مفهومك للشئ الجميل هو العكس، بمعنى أنه الشئ الذي تتمتع بالنظر إليه"

قال كيفين

"نعم"

سأل ليون

"و لكن بما أنك فاقد لبصرك، فما هو مفهومك أنت لكلمتى قبيح و جميل؟"

قال كيفين

"أنا أتعامل مع الأشخاص و أحكم عليه إذا كان قبيح أم جميل من معاملته لي، فأنا أتخيل توم و بقية أصدقائي قبيحين بسبب ما يفعلونه معي، بينما أتخيلك أنت و جدتي رائعي الجمال"

ابتسم ليون و قال

"هذا هو المفهوم الصحيح كيفين، فقدان بصرك ميزك عن كثير من الناس، فقد أكسبك حكمة بعقلك و عاطفة بقلبك ليست عند أى شخص"

لم يفهم كيفين كلام ليون، و تعجب لأنه لم يجد إجابة لسؤاله بعد فقال

"ليون، أنا لا أفهم"

ضحك ليون و قال

"ستفهم فيما بعد"

قال كيفين

"هل لي بسؤال آخر، و لكن أريد إجابة هذه المرة"

وافق ليون، فسأل كيفين

"لماذا تعيش في كوخ كهذا؟ و في الغابة؟"

تنهد ليون و قال

"إنها حكاية طويلة كيفين، هل أنت مستعد لسماعها؟"

ابتسم كيفين و قال

"نعم"

The Most Beautiful Thingحيث تعيش القصص. اكتشف الآن