4

93 8 3
                                    

بدأ ليون يحكي لكيفين عما حدث معه في الماضي فقال له

"كنت أعيش أنا و زوجتي و طفلنا ذو الحادية عشر عاماً في منزل بسيط في القرية، و في يوم طلب ابني فريدي أن يذهب في رحلة تخييم للغابة، وعدته بأنني سآخذه هو و والدته في رحلة تخييم رائعة، و ظللت سنة ابني هذا الكوخ لنقيم فيه أثناء الرحلة، و عندما انتهيت منه أخذتهم إليه، كانا سعيدين جداً و قضينا فيه أجمل يومين في حياتنا، و في اليوم الثالث ذهبت لأجمع بعض الحطب لنيران المدفأة و عندما عدت وجدت الكوخ يشتعل، و النيران في كل مكان، أخذت أصرخ باسم جوليا زوجتي و فريدي و لكني لم ألقى أى إجابة، دخلت المنزل رغم النيران المشتعلة به، شعرت بالنيران تحرق أجزاء جسدي و لكني تحملت لأنقذ أسرتي، و لكن عندما وقلت لجوليا كانت النار قد التهمتها، لم استطع تحمل منظرها، نزلت دموعي و أنا أصرخ باسمها، التفت لأرى فريدي مازال بخير و لكنه كان فاقد وعيه بسبب الدخان حملته و لكنني لم استطع أن أخرج من المنزل لأن النيران كانت تسد طريقي، و بعد محاولات عديدة فقدت الوعى أنا الآخر بسبب نقص الأكسجين، و عندما استيقظت وجدت نفسي في المشفى و عندما سألت عن فريدي أخبروني بأنه قد مات هو الآخر، و قد كان سبب الحريق مجموعة من المخيمين المتهورين الذين أشعلوا النيران بقرب الكوخ و لم يطفئوها، عدت بعدها إلى الغابة و قمت بترميم الكوخ ثانية بنفس التفاصيل التي كان عليها قبل الحريق و لم استطع تركه، فكل جزء يشعرني و كأني مازلت معهما"

حزن كيفين كثيراً لأجل ليون و قال له

"آسف على ما حدث لك"

ابتسم ليون و قال

"لا بأس"

و بعد مدة استأذن كيفين ليون لكى يعود إلى منزله.

و عاد بنفس الطريقة التي جاء بها، كان فخوراً بنفسه لأنه لم يؤثر شئ به، فقد آمن أن حياته لن تتوقف عند فقد بصره.

أخذ كيفين يذهب إلى ليون كل يوم لمدة ثلاثة أشهر، كانت من أجمل الأيام بالنسبة لكيفين.

و في يوم عندما عاد كيفين إلى المنزل وجد جدته إليزابيث تقول له

"لقد اتصل طبيبك للتو، و طلب مني أن آخذك إلى عيادته ليفحص عينيك"

اتفق كيفين و جدته على اليوم التالي ليذهبا إلى الطبيب.

و عندما ذهبا إلى الطبيب تفاجأ كيفين عندما قال له

"تهانينا كيفين، لقد واظبت على علاجك و مواعيدك معي، الآن أنت مستعد لتجري جراحة عينيك و ستتم بنجاح تام و سترى"

ظهرت ملامح الاندهاش على كيفين تلتها ابتسامة كبيرة و فرحة لا تصدق قائلاً

"هل هذا صحيح؟!، سأرى، سأتمكن من رؤية جدتي و ليون و الغابة و الكوخ"

كان كيفين سعيداً جداً، و بمجرد أن خرج من عيادة الطبيب ركض إلى الغابة و أخذ ينادي ليون ليأخذه إلى الكوخ، فالكوخ قريب من بداية الغابة و يمكن لمن في الكوخ أن يستمع لما يحدث من هذه المسافة.

سمع ليون كيفين فأخذه إلى الكوخ، ثم أخبره كيفين بما قاله الطبيب.

فرح ليون كثيراً من أجل كيفين، ثم قال كيفين

"تعرف ليون، عندما أبصر سأتأمل كل ما حولي لأعرف ما هو أجمل شئ رأيته و أضع صورة له في غرفتي"

ضحك ليون ثم أخذ يحكي لكيفين مناظر الحدائق في القرية و الأشجار، فكيفين لم يستطع الصبر حتى يراها بنفسه، فقضيا وقت طويل معاً حتى حل الليل و هما لا يشعران.

تفاجأ كيفين و قال

"يا إللهي، إنها التاسعة مساء، لن استطيع أن أعود إلى المنزل في هذا الوقت المتأخر"

ابتسم ليون و قال

"إذاً فلتنم هنا الليلة، هناك غرفة يمكنك النوم بها بمفردك"

فرح كيفين و وافق على اقتراح ليون و بالفعل بات عنده هذه الليلة و لم يعرف ما هى العواقب التي ستواجهه"

The Most Beautiful Thingحيث تعيش القصص. اكتشف الآن