5

114 9 5
                                    

كان ليون و كيفين نائمين، و لكن استيقظ ليون فجأة على أصوات ضجة و أناس كثيرون يتحدثون.

استيقظ كيفين هو الآخر و تعجب فسأل

"ليون، ماذا يحدث في الخارج؟"

قال ليون

"لا أعلم، ابق هنا في الكوخ و أنا سأذهب و أتفقد الأمر"

خرج ليون من الكوخ حتى وصل إلى بداية الغابة فوجد سكان القرية مجتمعين و يبدو أنهم يبحثون عن كيفين.

فبالأمس قلقت إليزابيث على كيفين كثيراً لأنه لم يعد إلى المنزل، حينها تذكرت كلام كيفين عن الغابة و ليون الذي سمعت اسمه مرتين أو ثلاث من كيفين، فطلبت من أهل القرية أن يساعدوها في إيجاد كيفين لأنها ظنت أن ذلك الرجل البشع قاتل الأطفال قد أخذه، فوصل أهل القرية إلى بداية الغابة و أثاروا تلك الضجة.

و عندما كان ليون يرى ما الذي يحدث بين شجيرات الغابة لمحه أحد أهالي القرية فصرخ ذلك الرجل

"ها هو، إنه يختبئ بين الشجيرات"

علم ليون مقدار المأزق الذي وقع فيه.

جرى ليون نحو الكوخ محاولاً أن يفلت من أهالي القرية.

دخل ليون الكوخ بسرعة و أخذ يلهث و يقول

"كيفين يجب عليك أن تذهب من هنا و تعود للقرية حالاً"

تعجب كيفين و قال بقلق

"ماذا هناك ليون؟"

كان ليون يعلم أن أهل القرية سيلحقوا به الأذى لذلك لم يرد أن يعرف كيفين بهذا، أو أن يشعر بأنه السبب في أن يحدث له مكروه.

و لكن قال ليون بسرعة

"آسف كيفين و لكني لم أحك لك قصتي كاملة"

قلق كيفين و قال

"ما الذي تقصده"

قال ليون

"عندما أفقت في المشفى كان وجهي قد أصبح مشوهاً، لم يعد هناك ملامح واضحة لوجهي، أنا الرجل البشع كيفين الذي انطلقت عليه الإشاعات كالسهام لتخترق قلبه و تجعله يرقد في الغابة للأبد، أنا لم أقتل أى طفل كيفين، فقط لأنهم رأوني بأعينهم جهلوني، أنت الوحيد الذي رأيتني بالطريقة الصحيحة كيفين"

لم يجد كيفين رد على ليون سوى الدموع.

لقد فهم كيفين الآن كل شئ، عرف أن أهل القرية سيصيبوا ليون بمكروه بسبب عدم إبصارهم، نعم لديهم أعين و لكنهم لا يبصرون، لا يرون أمامهم.

قال كيفين بقوة

"أنا لن أتركك ليون، لن أدعهم يؤذوك بسببي، و بسبب إهمالي و عدم إخبار جدتي بمكاني"

و في أثناء حديثهما وجدا أهالي القرية يقتربون من الكوخ.

سحب ليون كيفين و أخرجه خارج الكوخ رغماً عنهو أغلق باب الكوخ باحكام.

و بعدها بقليل سمع ليون أهالي القرية يأخذون كيفين و يشرعون في اقتحام الكوخ و قتله.

لم يرد ليون أن يشعر كيفين بالذنب أو أن يجعل أهالي القرية يرتكبون جريمة بسبب فهم خاطي، فقام بخطوته الصعبة حيث قام باشعال النيران حوله في المنزل و سرعان ما خرجت النيران و ظهرت من البيت.

تفاجأ أهل القرية من النيران، فهم لم يقتربوا من الكوخ.

أخذوا يصرخون بكلمة "إن الكوخ يحترق"

أخذ كيفين يصرخ و يترجى أهالي القرية أن يساعدوا في إخماد الحريق و لكن لم يستطيعوا، و أخذ الحريق يكبر حتى احترق المنزل بأكمله و ليون بداخله.

لقد اختار ليون أن يموت من أجل شخص يحبه، و بنفس الطريقة التي مات بها ابنه و زوجته.

تعجب أهل القرية من صراخ كيفين، و حاولوا تهدئته، و لكنه أخذ يبكي.

مضت الأيام و الأسابيع و علم أهل القرية حكاية ليون.

و في يوم جراحة كيفين طلب أن يرسم أحدهم صورة لليون، و لكن لم يعلم أحد شكله الحقيقي، و لكنه أصر و قرر أن يطلب رسم صورة له بوجهه بعد الحادثة، لأنه سيضعها في غرفته، لأنه علم أن ليون هو أجمل شئ و شخص رآه في حياته، لم يره بعينيه، بل بقلبه.

لقد فهم كيفين كلمات ليون عندما قال له أنه يمكنه أن يرى أشياء لا يمكن للشخص العادي أن يراها رغم أنه كان كفيف.

لقد علم أن الإعاقة الحقيقية هى الجهل و التخلف و التسرع و الحكم على الأشياء من منظرها،

لقد علم أن الإعاقة الحقيقية ليست في عضو من الأعضاء أو حاسة من الحواس،

الإعاقة الحقيقية هى التي تكون بالتفكير عندما يصبح هدام.

لقد أبصر كيفين بعينيه و رأى صورة كيفين بعد الحادثة و لكن رأيه لم يتغير لأنه ظل مؤمن بأن الرؤية بالعينين فقط ليست كل شئ، بل يجب أن نرى بعقلنا و قلبنا أولاً.

The Most Beautiful Thingحيث تعيش القصص. اكتشف الآن