مر الوقت سريعاً وأخذت اكتشف شيئاً فشيئا ان حلمي بعيد المنال، وان الدرب طويل لن ينتهي في اربع سنوات، لكنها إن نجحت في استثمارها خطوه نحو النجاح.....لحظه!... كيف استثمر فيما لا افهمه? رغم مضي شهور علي وجودي هنا لا أزال اتساءل عن كثير من الاشياء..... احقا انا هنا؟...... هل ستستمر علاقتي باصدقائي الجدد حتي بعد الاربع سنوات؟.... اتمني ذلك......... متي سأفهم الناس ويفهمونني؟ هل انا حقاً مختلفه كل هذا القدر عن باقي الناس؟
بعد ايام زادت التساؤلات...
انه وقت الامتحانات الفصليه، لم احب الامر ابداً، لم اكن اتوقع ان احرز درجه عاليه ولكني صدمت بالنتيجه... بعد دقائق حصلت الصدمه الحقيقية، لم ادرك ما الذي حصل في لحظتها ولكن توجهت مع البقيه الي الدرجة المؤدي الي المكتبة وهانك كانت مريم تجلس منهاره تماما ودموعها تنهمر كسيل من الماء، عيناها شبه مغلقتين، حاول الجميع تهدأتها بينما وقفت عاجزه تلك اللحظه واحدة من تلك اللحظات المؤلمه التي لعنت فيها لساني الذي لا ينفع لشئ ليتني اقول شيئاً يخفف عنها، كل ما فكر فيه عقلي هو اخراج بعض الاوراق والتلويح بها امام وجهها لعلها تنتعش قليلاً.فجأه اغلقت عينيها وزاب جسدها الهزيل علي الدرج وتوفق قلبي، صرخ الجميع بصوت واحد :مريم!.الحمدلله على وجود محمد في ذلك اليوم، حملها بسرعه بين يديه وركض نحو سيارة احدى زميلاتنا ولحقنا بها مشياً، لم تكن المسافه بذلك البعد ولكن احسست اني مشيت قرناً، كل ما كنت افكر فيه هو سخريه القدر، مريم التي كانت استعداداتها افضل بمراحل عني رسبت وحصلت انا علي علامه جيد!.في النهاية اكتفيت بأن اقنع نفسي بأنه لابد من حكمه ما يستحيل ان يتبدد تعب مريم هكذا.بعد دقائق اعادتني صرخه جميلة :حلم! لادرك ان سائق دراجه كاد ان يدعسني، لم ادرك ما حصل الا عندما عدت ذاك المساء الي البيت.. .. يالهي كنت سأموت!.عند وصلنا الي المشفى كانت مريم قد استيقظت ولكنها لاتزال لا تستجيب. كان الجميع يقف قلقاً امام الباب، في اللحظه التي نظرت الي عيونهم من سيظل معي بعد الاربع سنوات من لديه تلك النظره الخائفه الخزينه. بعد قليل عندنا الي الكليه وظل الحزن مخيمناً علينا طوال ذاك اليوم رغم ان احد زملائنا لتحسين الموقف.
بعد فتره اصبحت تلك الذكرى مثابه درس لي علي ان اتوقع اي شئ في هذه الحياة ولكن هذا لم سوي الجزء الأول .
في تلك الفتره بدأت الاوضاع في المنزل تسوء، مشكلة النسيان عند جدتي بدأت تصبح جديه، كل يوم كانت تسأل عشرات المرات عن اهلها وبيتها واطفالها الذين اصبحو رجالاً، كنت أمل كثيراً من تكرار نفس الكلام مرات ومرات ولكن في لحظه عندما نظرت الي عينيها ورأيت الحزن والقلق الذين ارتسما عليها شعرت بالخزي من نفسي وتساءلت كيف انتهي بها الحال الي ما هي عليه؟ بكيت وانا اتخيلها تمر بنوبات من الخوف والقلق علي نفسها واطفالها عدة مرات في اليوم، كيف لإنسان ان يعيش في هذا التوتر.
أنت تقرأ
انا لست متوحداً
Spiritualلا اعلم متى بدأو يسمونني... 'متوحداً'.... انا لست كذلك.......!! هذه قصتي انت احكم....... فالامر لم يعد يهمني.