part 6

844 69 5
                                    

تسللت اشعة الشمس عبر نافذة غرفتها الكبيرة لتزعج نومها ، فتحت عينيها ببطء واول ما استطاعت رؤيته شبح شخص جالس بجانبها مما أفزعها 
نهضت بسرعة لتتضح الصورة ويظهر دونغهي الذي يجلس على المقعد جانبها نائماً 
شعرت بالغرابه ، لقد بقي بجانبها طيلة الليل يعتني بها ، لم تتخيل انه سيفعل ذلك يوماً لكنها تمكنت هذه المرة من تأمل ملامحه النائمة 
بشرته البيضاء الصافية وحاجباه المرفوعان ليظهرا البراءة في وجهه ، انفه المستقيم وشفتاه الرقيقة 
شعرت بخفقان قلبها عندما تذكرت ملمس شفتيه في تلك القبلة ، أنزلت رأسها بسرعة لتبعد هذه الافكار فلاحظت يده التي تحتضن يدها 
شعرت بوجهها يشتعل خجلاً ، لوهله ارادت سحب يدها من يده لكنها توقفت ، يده الدافئة تبعث شيئاً من الدفئ الى قلبها 
ابتسمت بخفة على ملمس يده ووجهه الطفولي ، يبدو كالملاك وهو نائم بهدوء هكذا بعيدا عن عجرفته واسلوبه المستفز عادة 
لا تعلم السبب لكن شيئاً ما بداخلها يدفعها لتلمس وجهه الطفولي ، امتدت يدها اليه بخفه وبرأس اصبعها لمست خده بطريقة طفوليه جعلتها تضحك على نفسها 
انزعج من لمستها وصوت ضحكها ففتح عينيه لتقع على ابتسامتها المشرقة ، وقع مفتوناً بانعكاس أشعة الشمس على عينيها العسليتين حتى اخفت ابتسامتها لرؤيته مستيقظاً 
كيارا بجدية : احم ،، هل بقيت هنا طيلة الوقت ؟ 
دونغهي وهو يقترب منها ويضع يده على جبينها : دييه ، همممم لقد انخفضت حرارتك ! 
عادت تلك النبضات المجنونة الى قلبها عندما لمس جبينها بيده فانزلت رأسها بسرعة لتخفي تلك المشاعر التي تجتاح قلبها رغماً عنه 
دونغهي : ممم الساعة الان الحادية عشر ، لابد ان الخادمات قد جهزن الافطار ، سأذهب لاستحم واتجهز للعمل وعندما اعود ستكونين انهيتي طعامك هل فهمتي ؟ 
كيارا بخجل : اراسو 
وضع يده على رأسها وربت عليه بنعومة مما جعلها تفتح عينيها على وسعهما وهي تراقب ابتسامته وقد توردت وجنتيها 
دونغهي : فتاة مطيعة ^__^ 
خرج الى غرفته ، استحم وارتدى بدلة رسمية للعمل ورش من عطره الفاخر ثم تناول فطوره واتجه الى غرفتها قبل ذهابه للعمل 
كانت قد أنهت طعامها عندما دخل عليها فابتسم لها برضا لانهى اطاعته وتناولت الطعام 
دونغهي : سأذهب للعمل الان ، اعتني بنفسك حتى عودتي 
كيارا بخجل : لا تتحدث معي كأنك والدي 
ابتسم بخفة على وجهها المحمر واسلوبها الخجول بالحديث بعيداً عن عنادها المعتاد فاقترب منها وطبع قبلة ناعمة على خدها 
لم تتمكن من ابعاده او لفظ اي كلمة ، كان انفاسها توقفت هنا وتجمدت تماماً حتى خرج من غرفتها فأخذت نفساً عميقاً لتخفف من تلك الحرارة التي تغزو جسدها بسبب قبلته 
كيارا في نفسها : اششششششششش ، ماذا يظن نفسه فاعلاً ! لماذا لم اتمكن من الحراك !! دونغهي ايها الاحمق لماذا رائحة عطرك جميلة هكذا !!!!! 
في مكان اخر ، دخلت جي آه مع سوجي الى منزل كيارا بعد ان اتفقتا على زيارتها معاً 
فتحت لهما والدة كيارا الباب وأدخلتهما ليجلسا في الصالة الصغيرة ، كانت سوجي تنظر الى المنزل المهترئ ببعض من الشفقة بينما دخلت جي آه الى غرفة كيارا وخرجت بحزن 
جي آه : اجوماا اين كيارا ؟ انها لا تجيب على هاتفها منذ مدة اشتقت لها حقاً ! 
والدة كيارا تبكي : كيارا ... ابنتي .. لقد أخذها 
سوجي : أخذها ؟ 
جي آه : ما الذي تقولينه اجوما ؟ 
والدة كيارا : لقد أتى شاب غريب يعرفها من الجامعة وأخذها معه مقابل .. مقابل ان يدفع تكاليف علاجي وكل الديون المتراكمه علينا 
جي آه بصدمه : مستحيل ..! لا اصدق انكِ تركته يأخذها !! 
والدة كيارا : لقد أصرت على الذهاب معه لتساعدنا ، ومنذ ذلك اليوم لا اعلم عنها شيئاً 
سوجي : اجوما ، هل تعرفين اسم ذلك الشاب ؟ 
جي آه : صحيح قد نعرفه بما انه من جامعتنا 
والدة كيارا : اظن ان اسمه كان ... دونغهي ..ربما !! 
جي آه : ااه انه ذاك الشاب اللعوب الذي كان يلاحقها ! 
سوجي : أيعقل انه دونغهي اوبا نفسه ! 
جي آه : لا أصدق انه فعل شيئاً قذراً كهذا ! وكيونا اوبا لم يخبرني بذلك ! 
سوجي : لم أسمع انهيوك اوبا يتحدث عن شيء كهذا أيضاً ! حتى دونغهي اوبا ليس شخصاً سيئاً لهذه الدرجه !!! 
والدة كيارا : شيبال اريد ان اعرف اخبار ابنتي ، اذا عرفتم مكانها اخبروني ارجوكم 
جي آه : لا تقلقي اجوما سنصل اليها 
في المساء انتهى وقت العمل الممل أخيراً ، عاد الى منزله وقلبه يتراقص فرحاً فسيروي اشتياقه لجي آه أخيراً 
ما ان وصل باب غرفتهما حتى اتسعت ابتسامته عندما رأى الضوء المنبعث من أسفل الباب 
كيونا بنفسه : لابد انها تنتظرني ^ ^ 
وضع يده على قلبه الذي ينبض بقوة ليهدئه ودخل بهدوء ليجدها واقفه تدير ظهرها وتنظر الى النافذه 
اقترب ببطء لكن خطواته توقفت عندما أدارت وجهها الى ناحيته ولاحظ تلك النظرة الغاضبة مع ملامح البرود في وجهها 
كيونا : لقد عدتي ! 
جي آه : اجل ، ويجب ان نتحدث 
كيونا : ما الأمر ؟ لماذا تبدين غاضبة ؟ 
جي آه : ما الذي يحدث هنا ؟ ما الذي تريدونه منا انتم الاغنياء ؟ هل تظنون انكم تستطيعون امتلاك كل شيء فقط لانكم تملكون المال ؟ 
كيونا : ما الذي تتحدثين عنه الان ؟! 
جي آه : كيارا ،، صديقتي كيارا التي اختفت فجأة ، وعندما ذهبت الى زيارتها اليوم علمت ان صديقك اللعوب أخذها الى منزله 
كيونا : وما شأني انا بهما ! 
جي آه : لقد سئمت منكم ، أخذتني من عائلتي في البدايه لانني لا املك المال والان صديقك يأخذ كيارا ماذا تظنون أنفسكم 
نحن أيضاً لدينا حياتنا ومشاكلنا ، لسنا بحاجه لكم لتزيدو من مشاكلنا ، هل يحق لك ان تحرمني من عائلتي لشهر ونصف ! 
وكيارا منذ رحيلها لا يعلمون عنها شيئاً ، ما الذي فعله صديقك القذر بها ؟! لماذا لم تخبرني بما انك تعرف ذلك ؟؟ 
كان يستمع لها وقد قتلت بقسوتها كل اشواقه فتبدلت ملامحه للبرود ، خلع سترته وألقاها جانباً ثم اعاد النظر اليها ببرود 
كيونا : انه يساعدها ، دونغهي يتحمل تكاليف علاج والدتها بالاضافة الى تحسين حالة عائلتها ودفع كل ديونهم ، هي من ذهبت معه بملئ ارادتها لتساعد عائلتها وانا اقدر تضحيتها هذه 
اما ما يفعله بها فهذا ليس من شأنك بما انها هي من قبلت ذلك رغم انه لم يؤذها أبداً فصديقي ليس شخصاً سيئاً كما تظنين وانتهى النقاش هنا 
دخل ليستحم دون ان يسمح لها بالاجابة على ما قاله ، بينما ارتمت هي على فراشها تبكي نفسها وتبكي صديقتها التي لا تعلم عنها شيئاً ... 
في مكان اخر ، دخلت مكتبه ووجدته يعمل هناك كما توقعت فاقتربت حتى جلست امامه 
انهيوك : ما الذي تفعلينه هنا في مثل هذا الوقت ؟ 
سوجي : اتيت لأطمئن عليك ، لقد تأخر الوقت ألن تعود الى منزلك ؟ 
انهيزك : هذا لا يعنيك 
سوجي تتنهد : ااه وما الذي فعله دوني اوبا بتلك المسكينة ؟ 
انهيوك : عن ماذا تتحدثين ؟ 
سوجي : كيارا ، الفتاة التي أخذها من عائلتها 
انهيوك : انه يعتني بها 
سوجي : لماذا أخذها ؟ 
انهيوك : لانه احمق ، يحبها ولا يعلم ذلك ، او ربما لا يريد الاعتراف انها اوقعت به 
سوجي : شومااال ! هل وقع بالحب أخيراً ؟؟؟ 
انهيوك : يبدو كذلك ، لن يستطيع ايذاءها حتى لو اراد ذلك 
سوجي : أظن انه يحتاج فتاة ما بجانبه لتعتني به ! اتمنى ان يعترف لها بسرعه ليكونا معاً 
انهيوك : لست اعلم ان كان وقوعه بالحب أمراً جيداً اولا ، لقد عانى دونغهي كثيراً في حياته واذا سببت له الالم ,, لن يحتمل اكثر من هذا 
سوجي : ولماذا ستسبب له الالم ؟! 
انهيوك : لماذا سببتي لي الالم ؟ انه الامر ذاته 
سوجي بحزن : اوبا .. انا لم اقصد ان .. 
قاطعها هيوك : لقد أخرتني عن عملي بما يكفي ، يمكنك الرحيل الان 
سوجي : اسمح لي ان اشرح لك ما حدث 
انهيوك : لا اريد ان استمع لاي شيء 
عند كيونا وجي آه ، عندما انتهى من الاستحمام استلقى على سريره بتعب بينما نهضت هي وجلست باحدى زوايا الغرفه 
كيونا : ألن تنامي ؟ 
جي آه ببرود : اريد ان ابقى بعيده عنك فحسب 
نفخ بضجر وغطى رأسه لينام بانزعاج من اسلوبها البارد بالحديث فقد استفزت بروده واخرجته من لطفه 
ظلت صامدة هادئة في مكانها حتى بدأت تمطر وتسلل الخوف الى قلبها بسبب صوت الرعد الذي تخشاه منذ ان كانت طفله 
ضمت جسدها الصغير بخوف وهي تبكي حتى استيقظ من نومه على صوت شهقاتها ونهض هرعاً اليها 
كيونا : ما بك ؟ هل انت بخير ؟ 
جي آه تبكي بصمت : الـ .. الرعد ، انا اخاف .. 
قبل ان تكمل كلامها ارتمت مسرعة بين أحضانه بعد سماعها لصوت الرعد القوي في الخارج 
تفاجئ من حركتها تلك لكنه سرعان ما ضمها اليه اكثر وأخذ يربت على ظهرها ويطمئنها 
حملها بين ذراعيه عندما هدأت قليلاً ووضعها بجانبه على السرير ثم ضمها اليه من جديد 
كيونا بهدوء : لا تخافي ، انا بجانبك ... 
كلماته القليلة تلك ، أنفاسه الهادئة ، صدره الدافئ ، ونبضات قلبه المتوترة ويديه التي تحيط بها كلها اشياء ألقت الطمأنينة بقلبها وطردت الخوف بعيداً 
تمسكت به اكثر بعد ان دفنت رأسها بجانب عنقة لتسكره برائحة عطرها النفاذة وانفاسها الدافئة التي تضرب رقبته بنعومة 
جي آه : لا تبتعد عني ,, شيبال ,, 
كيونا : لن اتركك أبداً ... 
كانت جالسة في غرفتها بملل وهي تراقب الخادمة تنظف طعامها ، لاحظت الخادمة الكبيرة في السن نظرات كيارا فاقتربت وجلست بجانبها 
الخادمة : هل تريدين شيئاً يا ابنتي ؟ 
كيارا : انياا فقط كنت أشعر بالملل 
الخادمة : اذن هل يمكنني ان اسألك ؟ 
كيارا : بالطبع تفضلي 
الخادمة : من تكونين بالنسبة لدونغهي – شي ؟ 
كيارا : ااه ... مولا ، لماذا ؟ 
الخادمة : انه فقط ، لانه يهتم بك كثيراً منذ مرضك وهو يزورك يومياً وتبدين مهمة له ، لم أره يهتم بأحد هكذا منذ وفاة اخته ! 
كيارا : اخته ؟ هل كانت لديه اخت حقاً ؟ 
الخادمة بحزن : اجل ، لكنها توفيت للاسف 
كيارا : متى وكيف توفيت ؟ لم اسمعه يتحدث عنها من قبل ! 
الخادمة : دوني شخص كتوم جداً ولا يخبر الاخرين بألمه ، اما اخته فقد توفيت منذ ان كان طفلاً صغيراً او علينا القول انها اقدمت على الانتحار 
كيارا : اوموو ، لماذا انتحرت ؟ 
الخادمة : قام عشيقها وصديقاه بخداعها وسرقة اموالها بعد ان اغتصبوها ولم تستطع احتمال ذلك فانتحرت 
كيارا بحزن : لا اصدق ، كيف حدث هذا لها ! وماذا عن دونغهي ؟ 
الخادمة : لقد كان صغيراً ولم يستطع منعهم من فعل ذلك بها بل انهم ضربوه حتى اغشي عليه وعندما استيقظ كانت اخته قد انتحرت 
ومنذ تلك الحادثة تغيرت حياته تماماً ، فقد كانت اخته كل عائلته بعد ان توفي والداه فكان عليه الاعتناء بنفسه وبشركة والده ، هذا الفتى المسكين لم يعش طفولته حقاً لذلك هو وحيد دائماً 
كيارا بحزن : لا اصدق ان لديه مثل هذا الماضي ! 
الخادمة : لا احد سيصدق ذلك لانه يتظاهر دوماً بالقوة وانه سعيد رغم انه يعاني من الوحدة ، احياناً كنت اجده وحيداً يبكي بعيداً عن اعين الناس لانه لا يريد ان يشعر احدهم بالشفقة عليه 
كيارا : لكن .. شخص مثله كان منشغلاً دائماً بالعمل ، كيف كان يجد الوقت لمواعدة الكثير من الفتيات ؟ 
الخادمة : لانه فقد الايمان بالحب ، يظن ان الفتيات فقط مجرد متعة لذلك يواعد الكثير من الفتيات لانه لا يريد ان يعود الى المنزل وحيداً 
يمكن لوجود فتاة معه ان يبعد الوحدة عنه حتى الصباح ثم يذهب الى عمله وهكذا كان يعيش حياته ، أظن انه أحضرك الى هنا حتى تملئي عليه وحدته في هذا المنزل الكبير 
كيارا : لماذا ؟ لديه الكثير من الفتيات ليحضرهن ! 
الخادمة : وهذا ما يجعلني متفاجئة ، عندما احضرك في البداية ظننت انه سيتخلص منك بسرعة كما يفعل عادة لكنه لم يفعل ، ليس ذلك فحسب فهو لم يحضر اي فتاة منذ قدومك !! 
كيارا : لا استطيع فهمه حقاً ! 
الخادمة : أظنك مختلفة عن باقي الفتيات اللاتي كان يحضرهن ، هل يعقل انه تغير أخيراً ؟! 
اياً كان ، أرجوك يا ابنتي اعتني به جيداً واياك ان تجرحيه فهو شخص حساس جداً حتى لو تظاهر عكس ذلك فهو بحاجة لانسان يهتم به 
كيارا بخجل : لا اعلم ان كنت مناسبة لفعل هذا ، فقد قال عني ذات مره انني مجرد لعبه بين يديه ! 
الخادمة وهي تنهض : لا أظن ذلك ، عندما اراه ينظر اليك أشعر بشيء مختلف في عينيه أنت الفتاة المناسبة له .... 
غادرت الخادمة تاركة كيارا تفكر بكل ما سمعته ، لم تتخيل ان وراء ذلك الشاب القوي والعنيد طفل تحمل كل هذه المعاناة ، أيعقل انه يحتاجها حقاً ! 
نهضت من فراشها بسرعة ولحقت بالخادمة لتوقفها في منتصف الطريق وهي تلهث 
كيارا : اجوما ، شيبال اخبريني اين هو ؟ 
الخادمة : دونغهي – شي ؟! 
كيارا : اجل ، لقد عاد من عمله اليس كذلك ؟ 
الخادمة : بلى ، انه في الحديقة الخلفية للمنزل في ملعب كرة السلة على ما أظن ! 
كيارا : كوماوايو 
جرت مسرعة الى الحديقة ، لا تعلم سبب ركضها اليه بهذه السرعة لكن رغبة قوية برؤيته تجتاح جسدها باكمله 
تجاهلت مرضها ، لم تلتفت الى ملابس النوم القصيرة التي كانت ترتديها او حتى الى اقدامها الحافية فكل ما كانت تفكر به هو انه قد يكون يشعر بالوحدة في مكان ما 
أبطأت سرعتها عندما بدأت تسمع صوت لهاثه وانفاسه المرتفعة حتى تمكنت من رؤيته أخيراً في ملعب كرة السلة 
كان يجري وحيداً وقد خلع قميصة ليبرز عضلات صدره المبللة بالعرق البارد في مثل هذا الجو الذي يزيده بروده 
اقتربت ببطء وجلست على المقعد الخشبي الواسع تراقبه بصمت وهو يجري بالكرة ويضعها بقوة في السلة 
بدا وحيداً جداً لكنه يسيطر على نفسه ويشغل وقته بالجري ويملئ السكون حوله بصوت انفاسه المتعبه وصوت هتافه لنفسه كلما احرز سلة 
ظلت تراقبه بشيء من السعادة لا تعرف سببها ، فقط مظهره البسيط المختلف عن العادة ، شعره المبلل الذي يتطاير مع ركضه وصدره الذي يرتفع ويهبط بقوة 
انتبه أخيراً على وجودها فوقف بعيداً ينظر اليها للحظات قبل ان يقترب ببطء ، قبل ان يصل اليها نفض نفسه بشكل مثير جعل وجنتيها تحمران خجلاً على مظهره حتى وصل اليها وجلس بجانبها 
دونغهي : ما الذي تفعلينه هنا ؟! 
كيارا بخجل : لا شيء فقط شعرت بالملل فخرجت للتنزه 
دونغهي : بمثل هذه الملابس وبهذا الجو البارد ؟ وأيضاً انت لم تشفي تماماً بعد يجب ان تبقي في سريرك ! 
كيارا : لماذا لا ترتدي قميصك ستصاب بالبرد ! 
دونغهي : لقد كنت ألعب لذلك ابتل قميصي ، لا تتجاهلي كلامي -_- 
كيارا : فقط أريد أن أبقى هنا لبعض الوقت ... معك ... 
اتسعت عيناه وارتفع حاجباه عندما سمع ما تقوله ، هي تريد البقاء معه حقاً ، شيء من السعادة تسلل الى قلبه جعله يبتسم ابتسامة نبعت من اعماق قلبه الذي يتراقص فرحاً لوجودها بجانبه 
شيء من الصمت ساد المكان بينما كان دونغهي يسرح بصره في الحديقة الواسعة وبسرعة التفت اليها عندما التقطت قميصه ووضعته على كتفيه 
كيارا بخجل : ارتدي قميصك قبل ان تصاب بالبرد 
كانت تريد مساعدته بارتداء قميصه ويديها عل كتفيه عندما تقابلت عينيها بعينيه اللتين تحدقان بها بحب وشوق 
توحدت في تلك اللحظة ضربات قلبيهما المتلاحقة ، لم يستطع تمالك نفسه اكثر ، أسدل عينيه ببطء وهو يقترب منها حتى تلامست شفتيهما وتوحدت أنفاسهما ... 
كأن الدماء تجمدت في عروقها ، كأن جسدها تخدر تماماً بحرارة أنفاسه التي اختلطت بانفاسها فما عادت تقوى على الحراك 
شيئاً فشيئاً انحل قميصه من بين يديها اللتين بدأتا تنزلقان الى صدره فتتمكن من الاحساس بعلو وهبوط عضلاته بيديها 
تمكنت أخيراً من استجماع شتات قوتها وضغطت على صدره لتبعده عنها قليلاً ، وضعت يدها على قلبها لتخرس صرخاته تلك بينما كانت تحدق بعينيه التائهتين 
كان متلذذاً سعيداً بوجودها بين يديه ، لانها لم ترفضه هذا المره ، لكن الحيرة غرست انيابها في قلبه لابعادها له 
أيعقل انه تسرع ، بالتأكيد كان متسرعاً فهي لم تتقبل مشاعره بعد ، ستظنه يلهو بها كعادته ، كل تلك الافكار سيطرت عليه ، لجمته عن الكلام وقيدته عن الحركه  بينما يراها تبتعد مسرعة من امامه ... 
استيقظت في الصباح ، حاولت ان تتحرك ولازالت مغمضة عينيها حتى شعرت انها مكبلة بين ذراعي احدهم ففتحت عينيها بفزع لتقع على صدره العريض الذي يضمها 
عرفته من رائحته من دفئة وانفاسه الهادئة قريباً من عنقها ، شعرت بالحرارة تغزو جسدها كانها ستذوب ان بقيت اكثر على حالها هذا 
بدأت تنسحب ببطء من بين يديه حتى فك حصارها أخيراً لينظر في عينيها اللتين اتسعتا عندما وقعت على عيناه وسرعان ما أخفضت رأسها خجلاً 
كيونا : صباح الخير .. 
جي آه بخجل : صباح .. الخير .. 
كيونا : هل نمت جيداً ؟! 
لم تعرف بماذا تجيبه ، هي حتى لا تذكر كيف نامت بتلك السرعة بين ذراعيه ، انسحبت بسرعة ودخلت الى الحمام بينما اعتدل بجلسته وهو ينظر اليها مستمتعاً بملامحها الخجوله .. 
خرجت أخيراً عندما تمكنت من ضبط مشاعرها تلك واعادت السيطرة على قلبها الذي يتمرد عليها عندما تكون معه 
كيونا : خرجتي أخيراً ..! 
جي آه : يمكنك استعمال المرحاض اذا اردت 
كيونا : لا اريد استعماله ، اريد التحدث معك 
جي آه بخجل : عن ماذا ؟! 
كيونا يتنهد : ااه بشأن الأمس ,,, لقد غضبتي علي وانا لا شان لي بكل ما يحدث !! 
جي آه : أعلم ، فقط كنت قلقة على صديقتي ، بيانيه .. 
كيونا : لا بأس المهم انك افضل حالاً الان 
جي آه : اريد الذهاب لزيارتها 
كيونا : اراسو سنذهب معاً في وقت لاحق لانني سأكون منشغلاً اليوم 
جي آه : اراسو 

فوضى المشاعر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن