ارتدت ملابسها الأنيقة بسعادة فهي أخيراً ستقابل صديقتها التي اشتاقت لها كثيراً ، بعد الانتهاء من ارتداء ملابسها خرجت الى السيارة حيث كان كيونا بانتظارها
جي آه : اوبااا لقد انتهيت
كيونا في نفسه : ايشششش لماذا هي جميلة ولطيفة هكذا !
جي آه : اوبااا لماذا انت صامت هكذا ؟
كيونا : لا شيء هيا بنا
ركبت في السيارة بجانبه وهو يقود الى منزل دونغهي ، بعد وقت قصير وصلا وفتحت لهما الخادمة وأدخلتهما الى غرفة الضيوف
دونغهي : كيوووو انت في منزلي ! لا أصدق ذلك !!
كيونا : باابوو اتي لزيارتك كثيراً !
جي آه : أين هي كيارا ؟؟
تبدلت ملامحه بشكل ملحوظ عند ذكر اسمها مما جعل كيونا وجي آه ينظران اليه بخوف
جي آه : ما الذي حدث لصديقتي ؟؟
دونغهي : مولا ، يمكنك الذهاب اليها انها بغرفتها
كيونا : كيف لا تعلم عن حالها ؟؟
دونغهي بحزن : لم أرها منذ عدة أيام
جي آه : سأذهب لرؤيتها ، أين تقع غرفتها ؟
دونغهي : ستأخذك اليها الخادمة
ما ان وقعت عينا كيارا على صديقتها حتى اسرعت اليها لتضمها بشوق وتبكي قليلاً في حضنها
جي آه وهي تجلس على السرير مع كيارا : هل انتي بخير ؟
كيارا تمسح دموعها : اجل
جي آه : أخبريني ما الذي فعله ذلك القذر بك ؟
كيارا وهي تهز رأسها : لا تقولي عنه هكذا فهو لم يؤذيني
جي آه : شومال ؟؟
كيارا : دييه لقد اعتنى بي عندما اصبت بالمرض رغم معاملتي له بقسوة ، انه ليس شخصاً سيئاً كما ظننت ولكن ...
جي آه : لكن ماذا ؟؟
كيارا : مولا ، انا فقط لا اعلم ما يحدث ، ماذا عنك كيف هو حالك مع المغرور بارد القلب ؟
جي آه بانفعال : ياا لا تقولي عنه هكذا انه شخص طيب
كيارا : ايقووو يبدو انه تمكن من الايقاع بك !!
جي آه بخجل : ما الذي تقولينه ، انا اعترف انه شخص جيد فحسب ><
كيارا بخبث : هااا اذن انت لست معجبة به أبداً !
جي آه بخجل : ربما .. قليلاً فقط ...
كيارا : اذن لن تزعجك رؤيته مع فتاة أخرى ؟
جي آه بانفعال : بووو ؟؟ لالا لن يفعل شيء كهذا
كيارا : ايقوو انت تحبينه حقاً !!
جي آه بخجل : اوتووكييه ؟!
كيارا : وماذا عن مشاعره هو ؟
جي آه : مولا "-_-
كيارا : اااه انت حمقاء بالفعل
جي آه : دعك مني وأخبريني كيف هي حياتك هنا ؟
كيارا : انه يعاملني بشكل جيد ولم يحاول ايذائي او الاقتراب مني ، لكن .. عرفت عن ماضيه فهو شخص عانى كثيراً
جي آه : ولماذا لا يعلم عنك شيئاً ، هذا ما قاله عندما سألته عن حالك !
كيارا بحزن : لم أره منذ عدة أيام ، منذ ان قبلني
جي آه : بوووو ، قبلك مرة أخرى ؟؟!!
كيارا : اشششششش اخفضي صوتك ، أجل لقد فعلها لكنني ابعدته وغادرت مسرعة ومنذ ذلك اليوم لم أره مجدداً
جي آه : لماذا يقبلك ؟
كيارا : مولا ، لكن ما يجعلني حائرة هو نفسي ، لم أكن أرغب بابعاده حقاً ولدي رغبة شديدة برؤيته لكنني أخشى ان اراه بعد ما حدث
جي آه : انتما ... هل تحبان بعضكما ؟؟
كيارا : أخشى انني .... بدأت أعجب به !!!
بعد عدة أيام ،،، أوقفت سيارتها الفارهة أمام منزل انهيوك الكبير وخرجت مسرعة باتجاه مكتبه ، تفاجئ من رؤيتها لكنه تفاجئ اكثر عندما امسكته من ذراعه وبدأت تجره معها الى سيارتها
كانت تقود السيارة وهو جالس جانبها بصمت فقط يتأمل ملامحها وهي تبدو سعيدة جداً
لماذا تبدو بهذا الجمال وهذه الرقة ، مهما بحث فهو لن يجد فتاة كاملة في عينيه مثلها ، شعرها العسلي المموج بشكل لطيف ويتطاير بخفة بسبب الهواء يملأه رغبة بالاقتراب منها وضمها اليه
لازالت الفتاة الوحيده القادرة على خلق تلك الرجفة في جسده ، الوحيدة التي تهز قلبه وكيانه بابتسامتها وتغرقه بلهفة الى عناقها ..
تنهد بحزن فهي الان قريبة منه ولكنه لا يستطيع حتى ضمها وتنفس عطرها بدلاً من هذا الهواء الذي يخنقه
أدار وجهه ناحية النافذة فقط ليوقف عقله عن التفكير بها وقلبه عن التعلق بها اكثر ، هو نفسه لا يعلم سبب عناده ورفضه لها بعد ان عادت أخيراً وقد كان ينتظرها دوماً
ربما خوفاً من جرح جديد ، او تعلق وادمان ثم رحيل ، ربما هو فقط بنى هذه الحواجز وأخفى قلبه في علبة بلاستيكة ليمنع الخيبات من الوصول اليه ..
وصلا أخيراً ، نزلت من السياره وكذلك فعل ، وقف امام المبنى الذي دخلت اليه واضعاً يديه في جيبه
سوجي : هيا بسرعة لقد تأخرنا
انهيوك : الى اين نحن ذاهبين ؟
سوجي : تعال معي فحسب
أخذته الى الطابق العلوي حيث المطعم الذي قامت بحجزه ، ما ان دخل حتى توقفا ولازال مدهوشا مما يحدث وخاصة الاضواء المطفأة
انهيوك : ما الذي يحدث هنا ؟؟؟
سوجي بصوت مرتفع : لقد وصلنا ...
أنيرت الاضواء فجأة وخرج الكثير من أصدقائهم الاغنياء من بينهم دونغهي وكيونا وجي آه وكيارا
الجميع معاً : عيد ميلاد سعيد ^ ^
انهيوك : بووو ؟؟
سوجي : انه يوم ميلادك ، سينوشوكا هابنيدا اوبا
انهيوك : اووه نسيت أمره !
قام انهيوك بتقطيع الكعكه واحتفل الجميع معاً بيوم ميلاده ولكنه بدا الأقل سعادة في هذا الحفل .. ربما بسبب الفراغ الذي يفصله عن الفتاة التي يحبها .
عند كيونا الذي كان واقفاً يتحدث مع أحد الشبان ، اقتربت منه لتقف بجانبه وبدأت باثارة بعض الضجه الخفيفة وتقوم بالحركات الطفولية لتلفت انتباهه وهو يتجاهلها متعمداً فقط ليستمتع بتصرفاتها
ملت من انشغاله عنها فلكزته بخفة ليلتفت اليها وهو بالكاد يستطيع منع نفسه من الضحك عليها
كيونا : ما بك ؟
جي آه : لا شيء فقط أشعر بالملل ..
كيونا : لماذا تشعرين بالملل ، انت في حفل لذلك ابتهجي
جي آه : بسببك ... انت منشغل مع الاخرين
كيونا : وماذا تريدين مني ان افعل ؟
جي آه بانزعاج : لا شيء ، فقط اكمل حديثك الممل معهم
ادارت ظهرها له بغضب وكادت تبتعد لكنه امسكها من خصرها وجذبها اليه بقوة فوقعت في حضنه مذهولة من حركته
كيونا : تبدين جميلة حتى وانت غاضبة !
جي آه بخجل : ما الذي تقصده ! أبعد يدك عني ...
كيونا : وان لم افعل ؟
جي آه : انت تستمتع بازعاجي دائماً ! لماذا تكرهني هكذا ؟!
كيونا بجدية وهو يحدق بعينيها : انا لا أكرهك ... لكن .. انت .. هل تكرهينني ؟
جي آه بهدوء : انياا .. لكن لماذا تستمر بازعاجي ؟
كيونا : لانه ممتع ، مظهرك الطفولي ، وجهك البريء وابتسامتك اللطيفة ، كل شيء فيك يجذبني اليك ، لا اعلم لماذا فلم تلفت انتباهي اي فتاة من قبل
بل كنت أظن ان الفتيات مخلوقات مزعجة وخلقت لتخون ، لكن منذ عرفتك أنا حقاً لا أعلم ما فعلته بي !
لماذا أرغب دائماً برؤية ابتسامتك ؟ لماذا تبدين جميلة مهما فعلت ؟ عندما أفكر ان موعد ابتعادك عني اقترب أشعر بشيء ثقيل على صدري يكاد يخنقني !!
جي آه بارتباك : اوباا ..
قاطعها دون أن يلتفت الى ما تقوله : لماذا أكون سعيداً عندما أعود الى المنزل وتكونين بانتظاري ؟ لماذا لم أشعر بالارتياح عندما ذهبت لزيارة عائلتك وانتظرت عودتك بفارغ الصبر ؟!
لماذا أشعر برغبة دائمة باحتضانك ، أرغب في اخفائك عن أعين الناس جميعاً لتكوني لي وحدي ، أكره فكرة ان يعجب أحد بابتسامتك كما فعلت انا
لماذا معك فقط تغمرني هذه المشاعر التي فقدتها منذ طفولتي ! بدونك أشعر بالفراغ .. بالضياع ! يقولون انه الحب ، هل هو الحب حقاً !!!
وضعت اصبعها على شفتيه لتسكته وقد غمرت عيناها الدموع ، تمكنت من تهدئته بحركتها تلك
بقي الصمت حليف الموقف للحظات فقط تشعر بتنفسه غير المنتظم الذي يحكي توتره ، لم يتمكن من الصمود أكثر فابعد يدها عن شفتيه لينزلها الى صدره حيث تتضارب نبضات قلبه
كيونا : هل تشعرين بهذا ؟ انه بسببك انت !
رفعت نفسها قليلاً ولازالت يدها على قلبه تهتز لسرعة نبضاته ولامست شفتيه بقبلة رقيقة تمتلئ حباً
فتح عينيه مدهوشاً لكنه أدرك أن هذا ما يريده ، ارتفعت احدى يديه لتمسك رقبتها والأخرى تحيط خصرها وتقربها منه اكثر وبادلها قبلتها بشوق عاشق تمردت مشاعره غير ابهة بالحواجز او الزمان والمكان
فقط كل ما يريده الراحة لقلبه بحضورها ، والبقاء معها الى الابد حتى تروي ظمأ روحه الولهانة بها ...
من الجهة الأخرى كانت تراقب كل ما حدث مع صديقتها وما ان رأت قبلتهما حتى شهقت بقوة واخرست شهقتها بكلتا يديها
ابعدت يديها عن فمها وابتسمت بخفة وقد أمالت رأسها بسعادة ولازالت تحدق بالعاشقين أمامها
كيارا بصوت منخفض : لقد فعلتها جي آه !!
...... : اووه ، تلك الفتاة أوقعت بكيوو حقاً !! واااه لقد أبلت حسناً مع صديقي
التفتت الى دونغهي الذي وقف بجانبها فجأة دون ان تشعر باقترابه ، كان يوجه نظره نحو كيونا وجي آه بينما هي تحدق به
كيارا في نفسها : ليتني اتأكد انك شخص جيد لأتمكن من حبك ...!
انتبه على نظراتها أخيراً والتفت ناحيتها : ما بك ؟
كيارا وهي تدير وجهها : لا شيء
ألقى نظرة عليها من أخمص قدميها الى منابت شعرها ، جسدها الممشوق الذي يبرز جمال الثوب الذي ترتديه وشعرها الحريري الطويل الذي تركته منسدلاً
ابتسم بخفة على جمالها وثيابها وأدارها اليه بحركة طفولية وابتسم لها بشكل مضحك وهي تنظر اليه متعجبة تصرفاته
كيارا : ما بك ؟؟
دونغهي : ترتدين الفستان الذي اشتريته لك ^____^
كيارا بخجل : ااه ، أجل كان في خزانتي واعجبني لذلك ...
دونغهي : قلت لك من البداية انه سيناسبك ، تبدين فاتنة حقاً ! ♥_♥
كيارا : اجل كوماوايو ..
دونغهي بابتسامة خبيثة : وكما قلت لك ذلك اليوم في المتجر سترتدين هذا الفستان يوماً ما وها انت ترتدينه
كيارا بغضب : يالك من حقير ، سأخلعه الان
دونغهي : واااه جميل لكن ليس أمام الجميع لندخل في مكان منعزل واخلعيه امامي فقط
كيارا بغضب : انت حقاً ...
دونغهي بابتسامة طفولية : كنت أمازحك فقط ، انت حقاً تزيدينه جمالاً ، انا سعيد لانني اشتريته فلم تخلق الفتاة التي تناسبه غيرك فأنت اجمل امرأة في هذا العالم
استطاع بكلماته ان يجبرها على السكوت ويغرق وجهها باللون الوردي الذي يزيدها جاذبية
دونغهي : اذن هل ستسمح أجمل فتاة في الحفل بالرقص معي ؟
كيارا : بوو ؟؟
دونغهي : أطلب منك ان تراقصيني ان لم يكن لديك مشكلة !
عضت على شفتيها بشكل ظريف جعله يبتسم بخفة وهي تضع يدها في يده وتتجه معه الى ساحة الرقص
أحاط خصرها بيديه بينما ارتفعت يداها بخجل الى كتفيه لكنه رفعهما لتحيط رقبته وهو يبتسم لها ابتسامته الجذابة
دونغهي : ما بك الا تجيدين الرقص ، يجب ان تكون يديك حول رقبتي !
كيارا بخجل : أعلم ...
دونغهي بهدوء : كوماوايو لانك قبلتي دعوتي لهذا الحفل
كيارا : اه لا داعي للشكر ، انهيوك اوبا شخص طيب ويستحق ان نحتفل من اجله
دونغهي بجديه : هل أتيت من اجل انهيوك فقط ؟!
كيارا : من أجله ولأن جي آه طلبت مني الحضور أيضاً لتعرفني على صديقتها الجديدة سوجي ...
في داخلها كانت تعلم تماماً انها أرادت أن تقضي بعض الوقت معه ، ارادت ان تكون هي شريكته في الحفل لا فتاة أخرى
لا احد غيرها يعلم بمقدار السعادة التي غمرتها عندما طلب منها هي مرافقته وليس اي فتاة أخرى ، لكنها بمقدار هذه السعادة باختياره لها أغرقته بالاحباط
خيبة كبيرة أغشت على قلبه المغرم بها ، مهما فعل فهي لن تفهم مشاعره نحوها ولن تتقبلها
في الحقيقة هو لا يلومها لانه السبب بصورته السيئة التي حفرت في مخيلتها وأقامت هذا الغشاء السميك بين قلبيهما
شعرت بصمته الثقيل ، بالحزن الذي سيطر على ملامحه وآلمتها تلك النظرة الغريبة في عينيه
كيارا : ما بك ؟
دونغهي بهدوء : هل تكرهينني ؟
تفاجئت من سؤاله ، لم تعلم بماذا تجيبه ، بالتأكيد لا تكرهه لكن ما هي حقيقة مشاعرها اتجاهه .. المه صمتها وزاد الوحدة في قلبه
دونغهي : انت تكرهينني حقاً !!
كيارا : انياا ، انا لا أكرهك .. لا اعلم لماذا لكنني لا اكرهك
شعاع بسيط من الأمل أنار في قلبه المعتم ، أخيراً نفت كرهها له ، لازال يمتلك الفرصة لجعل مشاعره متبادلة ..
دونغهي : حقاً ؟!
كيارا : أجل ..
ابتسم بسعادة وضمها الى صدره بقوة بينما لم تستطع هي الحراك من هول الصدمة التي ازدادت عند سماعها لكلماته
دونغهي بهمس : كوماوايو ....
ابعدها عنه قليلاً فتمكنت من رؤية السعادة التي تغمره بوضوح لكنها تفاجئت عندما امسك بكلتا يديها
دونغهي : اذن ، هل يمكنني أن اطلب منك مرافقتي في حفل تخرجنا فقد أقترب موعده كثيراً ؟
كيارا : بالتأكيد ..!!
ابتعد عنها أخيراً ، انفاسهما غير منتظمة ، وقلوبهما توحدت بذات فوضى المشاعر الداخلية
أشعلت نظراته العاشقة حرارتها ولونت وجهها باللون الاحمر لتزداد جمالا ً فأسندت رأسها على صدره العريض حيث تستمع الى الحان قلبه
كيونا : أحبـك ..
جي آه بخجل : أحبــك أيضاً ...
أبعدها عنه قليلاً ليقابل عينيها من جديد وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة رضى فقد أراحت قلبه أخيراً
كيونا : هل ستبقين معي ؟
جي آه : الى الابد ...
اتسعت ابتسامته وضمها اليه من جديد يستنشق رائحتها العطرة بعد أن أصبحت اوكسجينه الوحيد الذي يتنفسه ...
في الجهة الأخرى كان يقف جانباً يسند ظهره على الجدار وبيده كأس العصير ويسرح نظره في المكان بصمت
يراقب تنهدات العشاق ، الوجوه المبتسمة والعيون الحائرة ، من مكانه يستطيع رؤية كل شيء وأكثر ما يركز عليه تلك التي خطفت قلبه وروحه فأصبح لا يرتاح الا برؤيتها
ابعد عينيه عنها ببرود عندما تقابلت أعينهما وتظاهر باللامبالاة وهي تقترب منه ببطء ولازالت تعتلي وجهها تلك الابتسامة التي تعذبه لجمالها
سوجي : اوباا .. لماذا تقف بعيداً ؟
انهيوك : لا شأن لك
سوجي : اذن هل استمتعت بالحفلة التي أقمناها من أجلك ؟
انهيوك : لم تكن ضرورية
سوجي بخيبة : لكن ... لقد تعبت كثيراً وانا اعد لها !
انهيوك : لم أطلب منك ذلك ، وأيضاً توقفي عن التدخل بشؤوني الخاصة
سوجي بحزن : لكن ... ألم تكن شؤونك الخاصة هي شؤوني انا أيضاً ! ألم نكن شخصاً واحداً ؟
انهيوك : بلى كنا كذلك قبل خيانتك ورحيلك ، ألا تفهمين ؟ لا يمكنني تقبلك في حياتي من جديد ، في كل مرة أراك يزداد الألم بقلبي
لقد حطمتي كل شيء برحيلك ، لقد أحببتك بصدق لكنك هدمتي كل قصور الحب في قلبي ، أصبحت ذكراك شيئاً مزعجاً بالنسبة لي !!
سوجي والدموع في عينيها : أعلم انني سببت لك الكثير من الألم ولذلك عدت اليك من جديد راجية عفوك ، حتى انا لقد كنت أتألم وحيدة وانا بعيدة عنك
لم أتمكن من نسيانك ولو للحظة ، لقد ملكت قلبي وكل شيء في حياتي ، اكره ان أكون سبب ألمك ولذلك أحاول التعويض عما سببته لك
انهيوك : الطريقة الوحيدة لمحي كل الألم الذي سببته هو رحيلك من حياتي .. حاولت تقبل مجرد كوننا أصدقاء لكن ... لكنه مؤلم ...
فقط لماذا عدتي الان ؟ بعد ان اعتدت على رحيلك وأكملت حياتي واقنعت نفسي انك لست لي ! لا أريد أن أحبك ولا اريد أن تكوني فتاتي
كل ما اريده ان أعيش بسلام ، أن أمحو كل تلك الذكريات التي تثقل على صدري ، أتمنى لو انني لم أعرفك قط ، أتمنى لو أنك تختفين ...
لم تتمكن من حبس دموعها أكثر ، الرجل الوحيد الذي أحبته ، الشخص الوحيد الذي تبقى لها في هذا العالم بعد رحيل عائلتها ، هو الان يتمنى اختفاءها
تظاهرت بالثبات أمامه ولملمت شتات كبريائها ، بأطراف اصابعها مسحت تلك الدموع التي أغرقت عينيها الواسعتين
سوجي : اذن ... اذا أختفيت من حياتك ... هل ستكون بخير ؟!
المه منظرها الحزين ، لو انه يعطي المجال لمشاعره ان تتحكم به لضمها اليه بقوه ليخفيها عن جميع الناس ليشبع منها ويحتفظ بها لنفسه دائماً
لكن قلبه الذي لازال ينزف من جرحها له يحاصره الخوف من رحيلها مجدداً ، أدار وجهه ببرود على الأقل حتى لا يرى نظرتها عندما تسمع ما ستنطق به شفتاه ..
انهيوك ببرود : أجل ، فقط ارحلي .. الى الابـد .....
لم تعد صورته واضحة في عينيها التي غرقت بالدموع من جديد ، شيء مؤلم يكتم على أنفاسها وكأن حنجرتها تحترق لرغبتها في البكاء والصياح كالأطفال
أدارت ظهرها بخيبة وحزن ، وغادرت الحفل تاركة هالة من الحزن ورعشة من البرد تصتدم بقلبه الذي يتمزق عليها ولكنه يكابر ....

أنت تقرأ
فوضى المشاعر
Storie breviرواية مصغرة من اكتر رواياتي التي احبها ❤ تتحدث عن صعوبات الماضي واثارها التي لازالت تعيق تقدم الانسان في حياته.. ومن ثم ياتي الحب ليساعدك على تخطي عثرات ماضيك المؤلم ويطوف بك في عالم تستحقة حيث السعادة الابدية...