بارت 1

673 19 5
                                    

أتذكر جيداً ما كان جدي يخبرني إياه ، كانت أكثر قصة يرويها لي هي قصة الصقر الذي تربى بين الدجاجات ، فأصبحت عاداته من عاداتها ...

في تلك الليلة ، كنت جالساً عند الشباك أنظر للدمار الذي حل بالقرية ، فقريتنا أصبحت فأر تجارب للسحر الخاص بالفئة المالكة ، وحدهم الملوك من يملكون قدرات سحرية ، و كلما قوي سحرك ، علت مرتبتك ، قريتنا تدمرت كلياً إلا بعض الأكواخ الصغيرة ، كالذي أنا فيه الآن ، محظوظ ؟ كلا طبعاً ..

طغيان الملوك زاد عن حده هذه الفترة ، و عامة الشعب لا يسعهم سوى السكوت ، فهم ضعفاء ، و أنا أيضاً ..

تساقطت الأمطار تخفيفاً للمأساة ، كانت عائلتي حول النار ، يدعون الله ألا يصيبهم أذى ..

تنهدت و تحركت من عند الشباك ، شعرت بالبرد فجأة ..

طرق الباب بقوة ، ظنناها الريح ، لكن كان صوت شخص خلفه يطلب النجدة ، تقدموا جميعهم لفتح الباب ، متحضرين للدفاع في أي لحظة ، لم أهتم ، جلست على الكرسي أمام النار ، أرخيت جسدي و بدأت مراقبتهم ...

فتحوا الباب ، ليسقط على الأرض طفل صغير ، حالته مزرية ، يبدو أنه كان يجابه الموت قبل الوصول ، كرر جملة :" أخي ، أريد أخي " ، قبل أن يفقد وعيه ، أشفق الجميع على حاله ، أما أنا فلم يعجبني البتة ، بالأخص لون شعره الذهبي ، فالجميع يعرف أن الفئة المالكة و حدهم من يملكون لون الشعر هذا ...

اضطررت أنا للإعتناء به ، ظلَّ طوال الليل يكرر نفس الكلمة :"أخي "..

و أخيراً في الصباح فتح عينيه ، قام بخوفٍ شديد ، و سأل :" أين أنا ؟"

" في منزلي " أجبت بلا مبالاة

حال رؤيته لي اتسعت عيناه فرحاً ، قفز من السرير و عانقني ، و قال :" أخي لقد بحثت عنك طويلاً"

دفعته بعيداً عني ، و وضعت قدمي على وجهه لابعاده ، لكنه كان كالهر ، مصرٌ على عناقي ...

بعد هدوء الوضع ، جلسنا للنقاش ، قال بحزن :" المملكة تحتاجك يا أخي ، و إن كنت لا تعلم من أنت فأنا سأخبرك بكل شيء "

" أعلم من أنا ~ الحاكم المنتظر للبلاد ، صاحب أكبر قوة ، يجب تنصيبه ملكاً قبل أن تحل المصيبة ~" قلت الكلمات و أنا ألحن

و أردفت :" و ماذا في الأمر ، ستضحون بي في اليوم التالي للتنين ، إما أن أقتُل أو أُقتَل ، هذا ممل "

" و لكن .." قاطعته قبل أن ينهي كلماته :" حسناً سآتي معك ، فقد سئمت من حياتي مسبقاً ~ "

" لا يعقل أن شخصاً ببرود مشاعرك موجود فعلاً " قال و واضح أنه لم يستعب الأمر بعد ..

" ما اسمك ؟ و كم عمرك ؟ " سألته لتغيير الموضوع قليلاً

" اسمي أيهم ، عمري أربعة عشر عاماً ، و أنت ؟ " قالها و عينياه تلمعان ببريق غريب

المفترض أن أكون حاكماًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن