الفصل السابع ( بقايا حنين )

126 5 0
                                    



من أنا ؟
طفلة أنا جئت أحلم بأب حنون و أم عطوف من عالمى لا أريد سوى قلباً يضمنى يحميني من غدرات الزمان ، يكفى أنى أشعر معه بالأمان .
تسير بين المتظاهرين لا تدرك حقيقة الوضع لمٓ كل هذه الفوضى و لمن هذه الهتافات ، هى تعرف فقط أنها بلا أب و أم لا تدري ماذا سيكون مصيرها ؟ وقفت بجانبهم تنظر فى خوف ، تفعل ما يفعلون تهتف كما يهتافون ، فجأة تظهر فى الشاشات الكبيرة التى فى الطريق صورة الرئيس يطمئن الشعب أنه مازال على قيد الحياة وهو باقى و سيظل كذلك ثابت راسخ كالجبال طالما هم من نصروه .
تفرقت الجموع و أنتهى الأنقلاب على خير ، و سيتم محاسبة كل من يحاول أن يضرب أمن البلاد بمطرقة من حديد . وجدت نفسها وحيدة فى الشارع ، آخذت تنظر للأرجاء لا تعرف أحد غريبة هى عن هذا العالم و عن هذا المكان ؟ بدأ الجو يبرد شعرت بالجوع و العطش ، أخذت تمشى لقد أضاعت طريق العودة ، بدأت تبكى المكان كبير و واسع أناس يمرون و آخرون يأكلون ، تحسست جيبها وجدت به عشرة ليرات أبتسمت فى سعادة أحست بالانتصار سوف تنتصر على الجوع ، وجدت مطعم يحضر الشطائر وقفت فى الصف أمامها رجال كثيرون .
هاندا تهز الرجل الذى أمامها و الذى التفت إليها و نظر فى تعجب : بكم الشطيرة ؟
ضحك الرجل : هل تريدين شطيرة صغيرة أمَ كبيرة ؟
هاندا : لا أريد فقط ما يكفى نقودي ، تخرج له العشرة ليرات ، كما أننى أريد أن أشتري عصير أو حتى ماء أنا جائعة جداً .
الرجل أخذ ينظر للأرجاء : هل أنت هنا بدون أحد فى هذا الليل ؟
هاندا : يعنى أريد الآكل فقط ؟
الرجل : حسناً سوف يكفى ما لديك ، أسمعى أذهبى إلى هناك و أجلسى فوق الكرسى و أنتظري سوف أجلب لك الطعام .
هاندا بعفوية الأطفال تمد يدها و تعطى المال للرجل ، يبتسم لها يمسح على رأسها : لا داعى من النقود احتفظ بها ، هيا أذهبى الأن ، هاندا أشارت للرجل بأن يقترب قبلته : شكراً لك سيدى .
أيقنت أن الحب شئ و أن الواقع شيئاً آخر ، قبل الزواج كنا نتوهم أننا لن نقع فى المشاكل لأننا نحب كنا نحلم بسعادة ابدية لا تزول ، لكن الواقع أمراً مختلف كشفت الأقنعة و ظهر المستور .
تدخل سيلين و علي إلى البيت ، ما أن يراهما ياز و ملك حتى يصرخان : بابا و ماما معاً .
ينظر علي للارجاء : أين هاندا ؟ سيلين تلتفت إليه : هاندا ؟
يقترب ياز : بابا سوف أخبرك بكل شئ ، لقد كنا نلعب سوياً لعبة الأختباء .
تكمل ملك حديث ياز : و الله يا بابا لم نفعل لها شئ اتفقنا أن يكون الدور عليها نحن تختبئ وهى تبحث عنا ، أنتظرنا طويلاً حتى تبحث بعدها خرجنا من مخابئنا و جدنا الباب مفتوح يظهر أنها خرجت ، تمسك سيلين رأسها : ماذا يعنى هذا هل خرجت فى هذا الوقت و ضاعت ، تنظر إلى علي بخوف و قهر : لقد جلبت على رؤوسنا مصيبة علي ، أين ستكون ذهبت فى هذا الليل ؟
علي الحيرة و الخوف أخذ يصرخ : كيف خرجت لماذا لم تنتبه لماذا لم تسمعا صوت الباب ؟
سيلين بتعجب : هل تريد أن تلقى اللوم عليهما علي ؟ لماذا جلبتها هنا من الأصل ؟
علي بتوتر و عصيبة : سوف أخرج الآن أبحث عنها ؟ لن آتى حتى أجدها .
سيلين تمسح دموعها : من الأفضل إلا تأتى علي إلا وهى معك ، أرجوا أن تكون بخير أرجوا إلا يصيبها مكروه .

لست وحدي #مسابقة_أفضل_كاتب_عربي_للرواية 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن